لقد سمعنا عن العديد من الجزر الغريبة حول العالم، وما زالت جزيرة القيامة، أو ما يعرف بجزيرة الفصح، أغرب ما سمعته البشرية منذ سنوات، وهذا ليس بسبب موقعها أو طقسها الفريد وغير ذلك. لما لها من تماثيل فريدة ومميزة وغريبة كذلك.
جزيرة الفصح.
تقع جزيرة إيستر في المحيط الهادئ، في الجزء الجنوبي على وجه التحديد، وهي جزء من دولة تشيلي. هذه الجزيرة هي إحدى الجزر المأهولة بالسكان في العالم، ويبلغ عدد سكانها 3791 نسمة، وتأخذ أراضيها شكل مثلث في التكوين والشكل.
تشتهر هذه الجزيرة بتماثيل مواي، تلك التماثيل الحجرية التي تغطي الشاطئ، على طول الساحل، وتتميز هذه التماثيل بأشكالها المميزة التي تتخذ شكل نماذج بشرية، بعضها ملفوف بأغطية الرأس. تزن حوالي عشرة أطنان، بعضها عبارة عن جزأين فقط من الرأس والجذع، أو الذراعين والساقين مقطوع الرأس.
كشف تحليل العينات المأخوذة منها أنها صنعت من الرماد البركاني بعد ضغطها وضغطها ثم صقلها، وكان طول هذه التماثيل حوالي اثنين وثلاثين متراً، وكان العلماء في حيرة من أمرهم بشأن تفسير انتشار هذه التماثيل. هذه التماثيل على طول ساحل الجزيرة، وكذلك انتشارها في الداخل.
تم اكتشاف هذه الجزيرة الغامضة في عام 1722 م، عندما جاء إليها المستكشف الهولندي (روجينفين)، الذي أطلق عليها اسم جزيرة إيستر، لأنه اكتشفها في وقت عيد الفصح للمواطنين المسيحيين.
في عام 1914 م قام فريق استكشاف بريطاني بزيارة الجزيرة، وفي عام 1934 م انضم إليها فريق آخر من فرنسا، وعملوا على اكتشاف تاريخ هذه الجزيرة، واتضح أنها كانت مأهولة بالسكان في العصر الحجري، أي، قبل المسيح بنحو 4500 عام، ويقال إنهم صنعوا تماثيل صغيرة، حتى أتقنوا فن النحت وصنعوا التماثيل التي عثر عليها المستكشفون وعلماء الآثار.
يتجلى تاريخ الجزيرة بوفاتها أو اختفائها، نحو عام 1680 م، ثم جاء بعدهم مستوطنون آخرون من الجزر المجاورة، ليستقروا في شمال هذه الجزيرة، وأصبحوا سكانها الحاليين، وأطلقوا عليهم اسم غامض. تماثيل تماثيل مواي.
تماثيل مواي.
كما ذكرنا سابقًا، هذه التماثيل ضخمة جدًا، واعتقد المستكشفون الأوائل أن هذه التماثيل كانت مجرد رؤوس، تنظر إلى السماء دون تعب أو ملل، حتى كشفت إحدى البعثات الأثرية أنها تماثيل مدمجة ولديها جذع وبعضها مصمم بأطراف، واعتقدوا أنهم مدفونون تحت الأرض، لكن في الواقع، تم دفن هذه التماثيل بسبب عوامل التعرية والتغير المناخي في المنطقة.
أطول تمثال في تلك المجموعة هو تمثال بارو الذي يصل طوله إلى عشرة أمتار، وأكبرها تمثال غير مكتمل يصل وزنه إلى مائتي طن وهو الأشهر في جزيرة إيستر.
ومن الأشياء الأخرى المثيرة للاهتمام في الجزيرة الألواح الخشبية، حيث تم العثور على 24 لوحًا خشبيًا، تُعرف باسم (رونجو رونجو)، وقد حيرت هذه الأرواح أيضًا العديد من المستكشفين والعلماء، لأنها مكتوبة بخط ولغة غير معروفين. حتى في اللغات القديمة التي ماتت. وحتى الآن لم يتمكن أحد من فكها، أو معرفة ما يتحدث عنه، لكنها يمكن أن تعطينا الكثير من المعلومات حول الحضارة التي بنت التماثيل، وأسباب انقراضها وأشياء أخرى، والتنقيب هو لا يزال جاريًا لفك رموزهم.