الكذب أكثر الأفعال التي نهى عنها ديننا الحنفية عن الكبابية والفحشاء، عن عائشة قالت الله تعالى (ما كان خلق أبغض رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكذب، وكان الرجل يكذب عند كذب رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بقي في نفسه عليه حتى يعلم أنه أتوب منها) رواه أحمد في “المسند” (41/101) وسلسلته كانت. صححه المحققون ولكن السؤال هنا هل يجوز في مواقف معينة في حياتي لذلك نجد الدين الإسلامي يخبرنا بالوضع والقصص، قصة من وراء الأحداث المختلفة، ويفسر لنا رأي نبينا صلى الله عليه وسلم في كل منها.
كذبة بيضاء
نعلم أن الكذب محرم، لكننا نجد أن الشريعة الإسلامية أباحت ذلك في بعض الأماكن والأمور التي تظهر فيها المصلحة العامة الضرورية في الموقف أكبر وأكبر. قال الله صلى الله عليه وسلم “ليس كاذبًا يصلح بين الناس فيقول خيراً وينتج خيراً”. متفق عليه. وأضاف مسلم في رواية “لم أسمعه يأذن بشيء مما يقوله الناس كذبة إلا في ثلاث حرب، صلح بين الناس، حديث الرجل مع زوجته، وزوجة حديث المرأة”.
وهنا يبيّن التفسير أن الكذب مباح إذا كانت نيته حميمة، ولا يمكن بلوغ هذا الهدف إلا بالكذب.
وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال (إن كلمتك أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ لأن آخر الجنة أحب أن يكذب عليها، وإن تكلمت. لك قبلاً معي وأنت خدعة الحرب) رواه البخاري (3611) ومسلم (1066).
استنتاجات العلماء حول الكذبة البيضاء
استنتج علماء المسلمين من القرآن الكريم والسنة النبوية أن تحريم الكذب لم يأت من أجله، بل لما يترتب عليه من عواقب سلبية على الإنسان والمجتمع. وعليه، فإن الكذب مباح في حال استخدامه لدرء الشرور الجسيمة، أو بقصد تحقيق منافع أكبر. ومن المنافع المجتمعية، لا يصح السماح بمبدأ الكذب في حياتنا بحجة جلب المنافع، فيكون جواز الكذب في حالات نادرة تستوفي الشروط.
أفضل وأول شيء في الإسلام هو الاستغناء عن الكذب بالاعتراضات والتوريات. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه (نقيض القول لا يحتاج الرجل إلى الكذب) رواه البيهقي في “السنن الكبرى” (10/199). كلمة “مرفوض” تعني الكلمات التي يفهمها. المستمع له معنى وهو في الواقع يحمل معنى آخر من المتحدث.
قالت أسماء سمعت امرأة تسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت عندي مشقة، وأزيد زوجي بما لم يفعل. قال صلى الله عليه وسلم (من تشبع بما لم يسلم لثوب ثياب كاذبة) متفق عليه.
لذلك يجب التأكيد على أن كل هدف جدير بالثناء يمكن الوصول إليه بأمانة أو بحيل الكذب. الكذب في هذه الحال محرم شرعا. كل من يرتكب كذباً بحجة المصلحة أو المنفعة يقع بذلك في فخ الاجتهاد. لتحليل الكذب من عدمه، ثم يقع المتحدث في موضع الخاطئ ليفعلها.
وفي حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (ليس بكاذب يصالح الناس ويصلح الخير). كما ورد عن نبينا أنه أباح الكذب إذا أرضى الزوج زوجته ليحبها، كما أباح الكذب في الحروب.