لا شك أن سن البلوغ من الفترات التي تتميز بالعديد من التغيرات الشديدة التي تحدث في جسم الطفل وتحوله إلى مراهق على المستوى العضوي، أو على المستوى النفسي والجنسي.
يتغير تأثير سن البلوغ على جسم الفرد
تؤثر هذه التغييرات على طبيعة الطفل وتوازنه النفسي والعاطفي، وتؤثر بالضرورة على مؤشرات أداء الطفل الأكاديمي، وخاصة الفتيات اللائي يبدأن سن البلوغ في سن مبكرة عن الأولاد، اللائي يبدأن سن البلوغ في سن العاشرة أو أقل.
سن البلوغ عند الفتيات
هناك العديد من الهرمونات المسؤولة عن هذه التحولات الشكلية والوظيفية، ومن أهم هذه الهرمونات في هذه المرحلة هرمونات النضج وهي المسؤولة عن عمل الأعضاء التناسلية على المستوى الرسمي للفتيات، والتي تعطي الجسم الملامح الأنثوية أو على مستوى وظائف هذه الأعضاء، حيث يبدأ المبيضان في إطلاق البويضات لحدوث الحيض لأول مرة.
الهرمونات الجنسية
من المعروف أن الهرمونات الجنسية الأنثوية يتحكم فيها هرمون (الأستروجين) وهرمون (البروجسترون)، مما يؤثر على الحالة الجنسية والحالة العاطفية للفتيات، ولهما تأثير على حدوث تغيرات فسيولوجية في الخارج أو الأعضاء التناسلية الداخلية.
بالطبع هذا التحول في المظهر وعلى المستوى العاطفي والجنسي يسبب عبئًا نفسيًا على الفتاة، لكن يبدو أنه يمثل نوعًا مختلفًا من العبء على الفتيات وفقًا لآخر الدراسات حول سن البلوغ المنشورة في مجلة Current Biology والتي أشارت إلى دور هذين الهرمونين قد يمتد ليؤثر على جميع العمليات التعليمية أيضًا.
ليس فقط لتأثير هذه الهرمونات على كل من الحالة النفسية والمزاج، ولكن ربما أيضًا لأن بداية سن البلوغ لها تأثير على القشرة الأمامية التي تتحمل مسؤولية عملية التعلم والإدراك لاكتساب خبرات مختلفة في اللغوية والسلوكية. والمجال الاجتماعي، ونتيجة لذلك تعاني بعض الفتيات من مشاكل وصعوبات في التعلم.
وخلصت الدراسة التي أجراها علماء في جامعة كاليفورنيا في الولايات المتحدة إلى تلك النتائج بعد التجارب التي أجريت على إناث الفئران، والتي كان لها تأثير كبير على الفتيات في العملية التعليمية، خاصة أن بعض الفتيات يبدأن في سن السابعة أو ثمانية في المدن الكبرى ولعل السبب في ذلك هو ضغوط الحياة في المدن الكبرى، وكذلك انتشار السمنة بسبب عادات الأكل الخاطئة والاعتماد الكبير على الوجبات السريعة.
الفتيات في هذا العمر لا يزلن في الغالب في المرحلة الابتدائية من المدرسة، مما يستدعي شحذ قدراتهن المعرفية، مما يعني أن البلوغ قد يكون له تأثير سلبي عليهن.
تأثير الهرمونات على تغيرات الدماغ
لاحظ الباحثون تغيرات في الوصلات العصبية في القشرة الأمامية لإناث الفئران بعد تعرضها لحقن هرمونات البلوغ، وحدثت هذه التغيرات في المنطقة المسؤولة عن التعلم في الدماغ والتحكم في الانتباه والتعامل مع المواقف المختلفة.
وأوضح الباحثون أن هذه الدراسة هي الأولى من نوعها التي تناقش علاقة هرمونات البلوغ بالروابط العصبية، وأكدت الدراسة أن القشرة المخية للفتيات في بداية سن البلوغ تتمتع بقدر أكبر من المرونة والقدرة على التعامل مع تلك المثبطات التي تتزامن. مع تكوّن هرمونات البلوغ وظهور علامات البلوغ، والتي يمكن أن تكمل العديد من الفتيات حياتهن المهنية ودراساتهن بامتياز.
بالطبع هناك العديد من الفروق الفردية بين كل فتاة والأخرى تتأثر بالقدرات المعرفية، بمعنى أن هذه التغييرات تعمل كمفتاح كهربائي يثبط عمل الوصلات العصبية، ولكن لأن دماغ الأطفال أكثر مرونة من الكبار. في التعلم، يمكنه بالتالي التغلب على تلك الهرمونات.