منذ العصور القديمة، كانت المرأة تتشاجر وتناضل من أجل حقوقها وحريتها في وسط مجتمعات تضطهد المرأة ولا تمنحها أقل حقوقها. ظهرت العديد من المقاتلات والثوار على الساحة العربية، وتطالب بحقوق المرأة وحريتها، ومن بين هؤلاء، هدى شعراوي، المقاتلة المصرية، التي تعتبر حتى الآن رمزًا للنضال والتحدي في الميدان.
أصلها نور الهدى محمد سلطان الملقب بـ (هدى شعراوي)، ولدت عام 1879 في مدينة المنيا (عروس صعيد مصر).
نشأت في أسرة ثرية في القاهرة في منزل يعتمد على نظام (الحرملك)، مما يعني أن هناك نساء في أجنحة مختلفة يرتدين النقاب عند الخروج. قوي في تغيير المجتمع للأفضل.
حفظت القرآن الكريم في سن مبكرة، وحصلت على أفضل أنواع التعليم في ذلك الوقت، حيث درست العلوم التركية والفرنسية، وتعلمت الموسيقى، وتفوقت في الرسم، وقراءة العديد من الكتب. كانت القراءة هوايتها المفضلة.
زواجها هدى شعراوي رفضت الزواج من ابنة عمها التي تكبرها بثلاثين سنة، ولكن بسبب ضغط الأسرة وافقت على الزواج بشرط أن تنتقل إلى القاهرة، وكان لديها ما أرادت وتزوجت حينها. كانت تبلغ من العمر ثلاثة عشر عامًا، لكن هذا الزواج لم يدم طويلًا نتيجة الاختلاف الفكري بينها وبين زوجها. عارض زوجها فكرة تعليم الفتيات وتحريرها، ففصلت عنه لمدة 7 سنوات ثم عادت لتلده بثانية ومحمد.
أنشطتها الاجتماعية 1- أسست أول جمعية خيرية تقدم خدمات اجتماعية للمرأة والطفل والفقراء.
2- إنشاء النادي النسائي والذي كان يسمى (جمعية النهوض الأدبي النسائي).
3- قامت بجهود كبيرة في تحديد السن المناسب للزواج حيث طالبت بعدم زواج الفتيات قبل سن السادسة عشرة.
4- كانت أول من فكر في إنشاء حضانة للأطفال.
5- أسست دار التعاون الإصلاحي لتعليم المرأة الحرف اليدوية، والعلوم الصحية والدينية وغيرها
6- أنشأت أول ثانوية للبنات في مصر
نشاطها السياسي – شاركت هدى شعراوي في أول مظاهرة نسائية عام 1919 ضد التظاهرة. كما طالبت التظاهرة بالإفراج عن سعد زغلول الذي قاد ثورة 1919 ضد الاحتلال البريطاني.
كانت ضمن الوفد النسائي في مؤتمر الاتحاد النسائي العالمي عام 1923 الذي عقد في روما، والتقت بالرئيس الإيطالي في ذلك الوقت.
حضرت المؤتمر النسائي الدولي في أمستردام عام 1927 لمناقشة قضايا المرأة.
عام 1938 عقدت هدى شعراوي (مؤتمر نساء الشرق) بحضور العديد من المقاتلات العربيات، وكان هدفه الدفاع عن حقوق عرب فلسطين.
وطالبت بحقوق المرأة التشريعية وحقها في دخول المجال السياسي
أسست جمعية اتحاد المرأة المصرية، وكان الهدف من إنشائها رفع المستوى التعليمي والثقافي للمرأة ومساعدتها في الحصول على حقوقها والدفاع عنها. سعت الجمعية للمطالبة بقانون يحظر تعدد الزوجات كذلك
كانت من بين النساء اللواتي شاركن في تأسيس الاتحاد النسائي العربي عام 1945.
ظلت هدى الشعراوي طوال حياتها متمسكة برئيسة الاتحاد النسائي المصري. أطلقت خلال رئاستها المجلة المصرية عام 1952. كما نالت العديد من الجوائز والأوسمة من خلال أنشطتها السياسية والاجتماعية، مثل وسام الاستحقاق اللبناني.
في عام 1947، في سبتمبر، توفيت هدى شعراوي، بعد أن أمضت حياة طويلة في النضال الوطني والدفاع عن حقوق المرأة، وظلت أعمالها وإنجازاتها مصدر فخر لكل امرأة عربية.