حقيقة مشروع ” الجبل الجليدي ” في الامارات

أفادت وسائل إعلام إقليمية ودولية، أنها تعتزم نقل جبلين جليديين من القطب الجنوبي إلى سواحل إمارة الفجيرة، بهدف تحسين المناخ في الإمارات، وزيادة كمية الأمطار واحتياطيات المياه، وتقليل الإنفاق على شراء المعادن. إضافة إلى الهدف الرئيسي للمشروع وهو توفير حوالي 20 مليار لتر من المياه. طازجة وصالحة للشرب، والتي ستلبي احتياجات مواطني دولة الإمارات لمدة 5 سنوات.

الترويج لفكرة المشروع

تعتمد فكرة المشروع التي تبناها المهندس الإماراتي عبد الله الشحي على حقيقة أن نقل الجبلين الجليديين من القطب الجنوبي إلى سواحل إمارة الفجيرة سيغير المناخ في الإمارات بشكل جذري، حيث أن وجود هذين الجبلين الجليديين ستزيد الجبال الجليدية في وسط رطوبة عالية حول بحر العرب من تكثيف بخار الماء، مما يتسبب في انخفاض جوي يجذب السحب من البحر باتجاه مركزه، فتصبح غزيرة وتهطل الأمطار بغزارة على مدار العام.

تسارعت الأنباء، وأكدت بعض الصحف والمواقع الإخبارية أنباء عن اتفاق بين شركة إماراتية والإمارات، يقضي ببدء نقل تجريبي للجبلين الجليديين من القارة القطبية الجنوبية في عام 2025، عبر طرق قصيرة إلى شواطئ جنوب إفريقيا. أو أستراليا، إلى شواطئ إمارة الفجيرة.

بالإضافة إلى تناول الموضوع، نشرت صحيفة إماراتية تقريرًا مطولًا عن المشروع، ذكرت فيه التكلفة التقديرية للمشروع، والتي كانت تقدر مبدئيًا بـ 50 مليون دولار. رجل أعمال إماراتي سيمول المشروع، رجل أعمال من الإمارات العربية المتحدة، بأمواله الخاصة.

النهر الجليدي حلم قديم

وحول فكرة نقل الجبال الجليدية من أماكنها في القطبين إلى أماكن أخرى، اتضح أن الفكرة خطرت في ذهن رئيس الوزراء البريطاني الراحل، لكنه لم يكن يفكر في البيئة أو شرب الماء، كما هو كان يفكر، حسب ظروف الحرب العالمية الأولى، من خلال استغلال أحد الجبال الجليدية لصنع طائرات حاملة، ووقفت العوائق الفنية واندلاع الحرب العالمية الثانية في طريق تنفيذ فكرة تشرشل.

يبدو أن الحكومة السعودية في سبعينيات القرن الماضي رفضت هذا الاقتراح الذي قدم إلى حكومة الإمارات العربية المتحدة قبل بضعة أشهر، ومن المستغرب أن المهندس الفرنسي الذي يتعاون مع إحدى الشركات الإماراتية الآن هو نفسه الذي قدم هذا المشروع للحكومة السعودية من قبل، ودرس السعودية عام 1977 مع جامعة أيوا في الولايات المتحدة، وبسبب عدم جدواه لم يتم تنفيذه.

حقائق حول مشروع النهر الجليدي

وأكدت هيئة البيئة – أبوظبي أن المشروع الذي أعلنت عنه شركة إماراتية بالتعاون مع شركة فرنسية ما زال مجرد اقتراح يتطلب عدة دراسات جدوى لدراسة جدوى التنفيذ الفعلية والتكلفة المالية للمشروع. ستكون دولة الإمارات العربية المتحدة محدودة وسيظهر تأثيرها فقط على المنطقة المحيطة.

أكبر بُعد للجبل الجليدي هو 2 كم، بينما تبلغ مساحة شواطئ الإمارات 470 كم، مما يؤكد أن تأثير وجود هذا الجبل الجليدي سيكون محدودًا للغاية. وسيبلغ طوله 2 كم وعرضه من 400 إلى 500 متر وارتفاعه من 200 إلى 250 مترًا.

من هذا الحجم لا يمكنه تغيير مناخ بلد ما، بالإضافة إلى عملية النقل وظروفها، ونسبة ذوبان الثلوج أثناء عملية النقل، وكذلك الطاقة المستخدمة في النقل، ومقارنة المشروع بوسائل بديلة، وكلها أسئلة تتطلب دراسات متعمقة.

Scroll to Top