أثيرت فكرة إنشاء أول مدرسة نظامية في الكويت على الطراز الحديث خلال الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في ديوانية الشيخ يوسف بن عيسى القناعي عام 1910 م، حيث تطرق الحديث خلال هذا الاحتفال إلى ضرورة “فتح مدارس نافعة وإنقاذ الوطن من الجهل”.
وقد لقيت هذه الفكرة ترحيباً واستحساناً من قبل المستمعين وخاصة الشيخ يوسف بن عيسى القناعي الذي تبنى فكرة إنشاء أول مدرسة نموذجية وناشدها وبدأ بجمع التبرعات لها.
شارك معظم تجار الكويت في إنشاء هذه المدرسة، وفي وقت قصير كان من الممكن تحصيل أكثر من ثمانين ألف روبية. كان لقاسم بن محمد آل إبراهيم، وابن أخيه عبد الرحمن بن عبد العزيز آل إبراهيم النصيب الأكبر منها، إذ تبرع الأول بثلاثين ألف روبية والثاني عشرين ألفًا، وبهذه الشرح طريقة من الترحيب والتشجيع نال فكرة إنشاء أول مدرسة نظامية في الكويت، وبنفس التحديد الذي تم به تحصيل تكاليف إنشاء هذه المدرسة، تمكن القائمين على هذه الفكرة من استكمال تشييد المبنى المدرسي في فترة وجيزة لا تتجاوز تسعة. أشهر، وتمكنوا أيضًا من فتح أبواب المدرسة الأولى دراسة نموذجية في 22 نوفمبر 1911 م. أول مدرسة نظامية في الكويت كانت تسمى “مدرسة المباركية” على اسم حاكم الكويت في ذلك الوقت الشيخ مبارك الصباح.
تشمل الدراسة بالمدرسة المباركية ثلاث مراحل ابتدائي ومتوسط وثانوي.
أشرف على هذه المدرسة مدير كُلف بالإشراف على مسار الدراسة فيها، ويساعده في ذلك مجلس من التجار الذين ساهموا في التبرع لتأسيسها، والذي تألف في البداية من أحمد الخالد الخضير، شملان. بن علي بن سيف وأحمد الحميضي.
ومن أشهر من بدأ مديرية المدرسة المباركية الشيخ يوسف بن عيسى القناعي ويوسف بن حمود وعبد العزيز الرشيد.
ومن أشهر من عمل في التربية في مدرسة المباركية الأستاذ الفاضل الشيخ حافظ وهبة المصري.