الشيخ مبارك الكبير ودفة الحكم

منذ قيام الإمارة الكويتية الحديثة في فترة حكم الشيخ مبارك الكبير الذي حمل عبء الالتزام بإدارة دفة الحكم وتوجيهه لضمان الحفاظ على النظام والعمل على وحدة البلاد. والتلاحم وخدمة أهلها والدفاع عن وطنه. أما السياسة الخارجية فهي في بناء علاقات حسن الجوار والتكيف مع الصراع السياسي المعقد بين الدولة العثمانية والبريطانية وأهمية التوازن في العلاقات والولاء مع أحد الطرفين حسب مصلحة الكويت والكويت. عندما كان مقربا من الشيخ مبارك الكبير مع الدولة العثمانية، استغل يوسف الإبراهيم هذه العلاقات الوثيقة، لذلك لجأ الأخير إلى بريطانيا التي زودته بالسلاح والمال، ففشل هجومه الشهير على الكويت. في محاولاته. ثم، في الآونة الأخيرة، حاول الشيخ مبارك بعد ضعف الدولة العثمانية وظهور قوة بريطانيا الاقتراب منها، واستغل ابن راشد التقارب الكويتي البريطاني الشهير، فزودته الدولة العثمانية بالسلاح، المال، وكل مقتضيات القوة لمساعدته في الحروب. المعركة المعروفة بينه وبين السعودية اجتمعت الكويت وبن سعدون. انتصر بن راشد في البداية، لكن عبد العزيز بن سعود مات في إحدى المعارك. هذه الحقبة التاريخية من الصراع السياسي في الخليج وشبه الجزيرة العربية هي امتداد للصراع الدولي بين الإمبراطورية العثمانية والبريطانية. في الفترة الثانية من تاريخ الكويت المعاصر، يمر عليها حقبة أخرى من الصراع السياسي الدولي، والتي اتخذت مسارًا توسعيًا بين أمريكا الإمبريالية والاتحاد السوفيتي الشيوعي، والذي امتد تأثيره خلال فترات حكم المغفور له الشيخ عبد الله آل-. سالم والشيخ صباح السالم الصباح، اللذان أديا الثقة التاريخية في إدارة النظام العام والخاص لدولة الكويت. دون الدخول في ظروف الفترة الشيوعية والشيوعيين الكويتيين وخضوعهم والتنمر للأجنبي السوفييتي، وصل الولاء والتعاطف إلى مرحلة الوجود مع إلغاء الدين الإسلامي لكل من اعتنق الشيوعية في ذلك الوقت. ويمثل اليساريون والاشتراكيون الكويتيون التبعية الروسية المكافئة للسلطة والشعب الكويتي في فترات حياتها السياسية والأيديولوجية التي تلت الح الشيوعي. أما حكومتنا فكانت تتبع المسار الإنجليزي .. والبريطانيون كغيرهم من الدول الأمريكية والأوروبية يهتمون بالدرجة الأولى بمصلحتهم العامة وسلامة إمدادات النفط التي تصل بلادهم. لا حرج في استغلال أراضي الخليج بشكل استراتيجي لمواجهة الطموحات الروسية، وفتح شهيتهم لمزيد من الذهب الأسود. تم تصدير الثورة الاشتراكية والشيوعية داخل الكويت من قبل كوادر وطليعة شباب اليسار، وكانت مهمتهم الأساسية تعبئة الرؤساء الكويتيين، الطبقة الكادحة الفقيرة، بمزيد من أفكار ماركس ولينين، تحمل شعار اللهجة الصارخة “يا عمال العالم اتحدوا” وما ورد في هذه الشعارات المشرقة يميز ويشجع على تلفيق الكراهية الطبقية بين الشعب الكويتي الواحد الذي لم يعرفهم منذ ولادتهم من هذه السموم السامة من أجل توريط الأمن العام للشعب والحكام في مزيد من الضجيج والثورة لصالح المركز الرسمي في الاتحاد السوفيتي. اتضح أن هناك عددا من الأنماط السلوكية الشاذة داخل عدد من المجتمع الكويتي تأثرت بتصدير الثورة والشيوعية داخل الكويت. وفي مسعى المثال نذكر ظهور الإلحاد وإلغاء الدين الإسلامي ومحاولة تقليصه واعتباره “أفيون الناس” وتخلفًا ورد فعل ليحل محل العقيدة الشيوعية واليسارية. مكانها. هذا صحيح، لأن الشيوعية لا يفهمها الكويتي المعاصر، لكن اليسارية أقل ضغطًا على الروح من حسام المهند. لكن ولله الحمد، كانت الفطرة الكويتية في تلك الحقبة سليمة ولم تنتشر بينهم هذه الأفكار الفاسدة التي تتعارض مع العقيدة الإسلامية والدين الإسلامي في نفوس المتكبرين. هذه الآمال القاتمة قوبلت بهزيمة بائسة لأن الشيوعية والاشتراكية ألغتا الدين الإسلامي بل وحاربتاه بالسلاح والقوة والتعذيب. لقد أخرت الحركة اليسارية داخل الكويت وأعاقت محاولات التطوير والإصلاح في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي بسبب تورط الكويت في الصراع السياسي الذي جاء من الاتحاد السوفيتي لأنها كانت تنتظر أن يتبعه الشعب الكويتي ويتبنى المذهب الاشتراكي. تعرضت مجموعة من الكوادر الكويتية اليسارية ذات الانتماء الأجنبي لفشل ذريع في منطقة الخليج الفارسي، لكن الاتحاد السوفيتي نجح في تأسيس انتماء حي في جنوب اليمن ومصر والشام والعراق.

Scroll to Top