بعد معركة هدية (1328 هـ – 1910 م)، التي اندلعت بين جيش مبارك بن صباح الصباح الحاكم السابع للكويت، وجيش الشيخ سعدون باشا بن منصور السعدون، والتي كان فيها الشيخ مبارك. خسر الجيش المعركة وانسحب الجيش تاركا ما كان يحمل أسلحة وذخائر وخياما وحمولات لنهب السعدون. باشا وأتباعه، بعد تلك المعركة سار الجيش بقيادة الشيخ جابر المبارك وقائد مبارك الحمام صقر الغانم بعد أن قام بتجهيز الجيش بأحدث آلات الحرب، وكذلك الشيخ أحمد الجابر. والفارس الشجاع إبراهيم بن جابر الفاضل الصباح وعبد العزيز بن حسن، وفي شمال الجهراء ونتيجة للأثر السيئ تركته غزوة هدية عبد العزيز الحسن لفت الأنظار إلى جابر الجهراء. – مبارك الصباح تراجع عن بحثهم المضني عن الظفير لكن مخاوفه من قوة الأعداء لم تجد أذنا صاغية. كان لا بد من وقف التردد الذي رفعه عبد العزيز الحسن في نفوس الرجال، فبعد أن اجتاز الجيش بئر الكبدة أمر القائدان جابر وصقر رجالهما بإفراغ ماءهم على وجهه. الأرض، وفهموا أن الماء الوحيد في أحضان العدو يتوقعون ظهوره. في أي لحظة. كان جابر قائد هدية عندما خذله رجاله وهربوا تاركين كل شيء في ساحة المعركة، وكانوا الآن بعضًا من هؤلاء الرجال ومن بينهم من جاء طالبًا كسبًا سهلًا بدوننا، لذلك خاطبهم جابر بحزم قائلاً (من لا ينصح بالقتال فليس لنا إلا القتل). أما صقر الغانم، فقال مخاطبًا الشيخ جابر المبارك، بعد أن أنهى حديثه، إنكم بمصداقيتكم تجمعون الجنود فقط لمثل هذه الأيام الصعبة، ولا شك في أنه سيبذل قصارى جهده في ذلك، وسيسمح لنفسه والثمين، لكن لا يجب أن تنظر غدًا إلى ما يحصل عليه من الغنائم والمال من عدوه. قال جابر المبارك صدقت وقلت الحكمة. وجاء في كتاب “تاريخ الأقطار العربية الحديث والمعاصر” للدكتور إبراهيم خليل العلاف يقال إن الشيخ مبارك تلقى إخطاراً بهذه المعركة بعزم كبير، فقرر نية الانتقام. فاستمر في جمع السلاح وحشد القوات للقضاء على خصمه سعدون باشا. . وكلف الشيخ مبارك الصباح نجله الشيخ جابر بقيادة هذا الجيش يعاونه صقر الغانم والشيخ أحمد بن جابر الصباح. وبعد أن أكمل الجيش ترتيباته وتنظيم رتبته وزعت السلاح على عناصره وتجهيزه بالمؤن والذخيرة اللازمة وأصبح جاهزا بالعدد والعتاد والمعدات. يقع العمق الآن داخل صحراء العراق. تم دفع عربات هذا الجيش إلى هذه الآبار وشربت منها. بعد ذلك، واصل جيش مبارك مسيرته حتى وصل إلى الأرض القريبة من آبار (الخانقة) حيث يعيش العرب في الصيف والأيام الحارة، ومن تلك الصحراء رأى الجيش الكثير من (قطعان) الجمال. ومنهم من ينتمون إلى عشائر موالية لسعدون باشا ومنهم من ينتمون إلى عشائر الهدنة والمصالحة مع سعدون، من أجل السماح لهم بالرعي في الأراضي التي كانت تحت سيطرته في ذلك الوقت، وأخذ السعدون العهود والعهود من لهم، بالعفو عنهم بالرعي، وليس لدعم الآخرين أو نصرة أحد ضده. يقول عبد العزيز بن أحمد الرشيد في كتاب (تاريخ الكويت) لما رأوا رجال جيش مبارك قصدوا جمال العدو التي ملأت الفراغ وضاقت البيضا بقليل من الرجال. لكن الصقر وحده وجه تصميمه، قبل كل شيء، إلى محاربة الحماية والقضاء عليها. فكلما اجتمعت ضده تشتت بسيفه ورمحه وهكذا حتى قتل وجرح كثيرين منهم، وهزم الباقون تاركين وراءهم غنيمة باردة. وكان شجاعا بما يكفي للشهادة له، وعاد الجيش إلى الكويت بعد أن أفسد الكثير من جمال الظافر. هذه المعركة أطلق عليها أهل العرب (الورة) وأتى الاسم من (ير الحلال) أي جمعها وترصيصها لأن أهل الكويت في هذه المعركة انتصروا على الحلال بسهولة ودمروه باعتباره يرة بميدان الصفاة.