تقسيم ظهور التعليم في الكويت قبل عصر النفط إلى المراحل التالية مرحلة المسجد، أي مجتمع إسلامي، يجب أن يكون بينهم من يقرأ القرآن ليؤم المسلمين في الصلاة، يخاطبهم في صلاة الجمعة. والأعياد، وتجيد توزيع الميراث وعقد النكاح.
والناس يعرفون الفرائض وأمور الدين.
ووجدت الجالية الكويتية المسلمة في شخص محمد بن فيروز عالم الأحساء المشهور ما أراد وطلب منه أن يأتي إلى الكويت.
فكان – بعد أن قبل الدعوة – أول عالم معروف للكويت، والقاضي الأول، والخطيب الأول والمعلم، ومسجد ابن بحر الذي بني قرب الساحل – وليس هذا المسجد الذي رفعه. بنفس الاسم تقريبا في وسط مدينة الكويت بعد استقرار الناس – المدرسة الأولى التي أخذ منها ابن فيروز كرسي الصلاة والخطب والوعظ.
توفي هذا العالم عام 1722 م، ويعود تاريخ بناء أول مسجد إلى عام 1670 م مع بناء الكويت تقريبًا، وهذا مطابق تمامًا لظهور أي مدينة إسلامية، حيث تم بناء قصر الإمارة بعد ذلك، المسجد هي مركز المدينة.
وبحسب رواية القاضي عبد الرحمن السويدي الذي لجأ للكويت هربا من وباء بغداد، بلغ عدد مساجد الكويت عام 1771 م – 14 مسجدا ومسجدين.
وذكر أنه كان يقرأ الحديث في ستة مساجد، وكان يقرأ في المسجد لمدة يومين أو ثلاثة، وضاقت كثرة المستمعين، فانتقلوا إلى مسجد أكبر، حتى استقر الدرس بمسجد ابن بحر الذي مسجد كبير يطل على البحر.
في هذه الفترة ظهر شيوخ وعلماء دين لهم طلابهم أشهرهم محمد بن فيروز ونجله عبد الله وحفيده محمد الذي توفي عام 1801 م في الأحساء.
كما شهدت الكويت علماء آخرين قدموا إليها من دول مجاورة، أبرزهم القاضي عبد الرحمن السويدي قاضي البصرة في ذلك الوقت. بعد ذلك عرفت الكويت عبد الجليل الطبطبائي عام 1836 م، المتوفى عام 1854 م، وبعده ولده أحمد بن عبد الجليل الطبطبائي، المتوفى عام 1878 م، والذي كان تلميذاً للشيخوخة. ثلاثة من أساتذته الأوائل. الكويت هم خالد العدساني ويوسف اليعقوب وعبد الوهاب الغرير. وبعد هؤلاء الثلاثة جاء جيل من المعلمين والعلماء أشهرهم سليمان خالد العدساني وعبدالله خلف الضحيان ومحمد جنيدل وأحمد محمد القطان ويوسف بن حمود ومحمد إبراهيم الغانم.
مرحلة المطوع أو الملا
وهنا لجأ المجتمع إلى تنظيمه عام 1887 م عندما عرف ما يسمى بالتعليم المقصود والذي بموجبه بدأ الصبي بالذهاب في سن مبكرة إلى موقع خاص بقصد عائلته لتعلم القرآن الكريم والقرآن الكريم. مبادئ القراءة والكتابة على يد الملا أو المطوع في جزء من منزله مقابل أجر يتناسب مع إمكانياته ولي أمر الطالب.
وقد أطلق على هذا الموقع الخاص بالتعليم اسم “مدرسة” الملا أو المطوع، وكان أساس التعليم فيها دينيًا، وبالتالي أصبح التعلم من أسباب الرزق لكثير من المثقفين في المجتمع.
خلال هذه الفترة، عرف الوالدان أنواعًا مختلفة من الأجور التي يتم دفعها للملا أو المطوع، وكانوا يدفعون لهم عن طيب خاطر مصاعب الحياة وفقرها ودخلها الفقير.
الدخل عند تسجيل الطالب ولم يتجاوز ما يعادل الآن 150 فلسا.
الخميسات وهو أجر يدفع كل يوم خميس ولا يزيد على ما يعادل 40 فلسا.
النافلة وهي ما يدفع للملا في المناسبات الدينية، بقدر ما يتوفر من الحنطة والتمور.
العيد مبلغ من المال يُدفع حسب قدرة الطالب قبل العيد أو بعده.
الفطرة هي زكاة الفطر للمسلمين أن يخرجها الصائم عن نفسه أو عن من يعولهم.
استكمال الجزء الرسوم التي يدفعها الطالب في كل مرة يتم فيها ملء جزء من القرآن تم تقسيمه حسب اصطلاح الملا إلى 13 قسمًا، ولم يتم اتباع شرح طريقة تقسيمه إلى ثلاثين جزءًا.
القطع مبلغ يتناسب مع الملا وولي أمر التلميذ. وتدفع عند ختم الطفل على المصحف الشريف ولا يتحمل ولي الأمر أجرة أخرى.
الخاتمة تدفع عند إتمام الطفل تلاوته للقرآن الكريم، وقد تستغرق سنة أو أكثر.
الحميده مبلغ يدفعه أهالي الحي طواعية لتغطية نفقات الطلاب المساكين الذين يختمون القرآن الكريم. ويرافقه مسيرة طلابية من الفتيان يرددون المديح متذكرين الحمد لله الذي هدانا إلى الدين والإسلام الذي اخترناه.
ومن الأمور التي اهتم بها الملا أو المطوع تعليم الخط وحسن أدائه وجماله، لأن التجار أرادوا صاحب الخط الجميل للعمل لديهم.
كما كان لابد من معرفة حسابات الغوص وكيفية تقسيم الدخل بين قباطنة المراكب والبحارة مع معرفة حسابات الجص المستخدم في طلاء وبناء المنازل ومعرفة حسابات الدهن (السمن) والتي كانت سلعة رئيسية في تجارة الأراضي الكويتية مع داعمها البدوي في الصحراء التي تحيط بها. ولا سيما الظهير النجدي، حيث عُرفت التجارة بهذا الظهير في تاريخ الكويت بأنها “من خلال المصادر” فيما يتعلق بالسعي لأي طريق.
ومن العلماء الكويتيين الذين اهتموا بتعليم الشباب في هذه الفترة الملا قاسم وشقيقه الملا عابدين 1883 م، والملا راشد الصقبي وابن شرهان 1888 م، وعبد الوهاب الحقان. عام 1890 م وكان تلميذاً تحت يديه الشيخ يوسف بن عيسى القناعي. زكريا الأنصاري، ملا عثمان … إلخ، والعدساني الأسرة التي اشتهرت بقضاءها في الكويت، الأب والجد.
أما بالنسبة لتدريس الحساب بعملياته الأربع المعروفة، فلم تعرفه الكويت حتى عام 1892 م، حيث زارها الملا علي بن عمار وعمل محاسبا في ديوان الأمير.
وبلغ عدد هذه المدارس التي كانت شبيهة بالخطيب حوالي 35 مدرسة عام 1935 م منها 25 مدرسة للبنين و 10 للبنات. وفي نفس العام 1935 م كانت هناك مدرستان المباركية والأحمدية تضم حوالي 2500 طالب بالإضافة إلى هاتين المدرستين.