تعد هجرة تجار الغطس من الأحداث المهمة التي حدثت في تاريخ الكويت وكان لها تأثير سياسي واقتصادي على الكويت. حدث ذلك في عام 1910، عندما هاجر ثلاثة من كبار تجار اللؤلؤ في الكويت بسبب خلاف مع حاكم الكويت الشيخ مبارك الصباح، متجهين إلى البحرين وجزيرة الجنة، ومكثوا هناك لفترة من الوقت. إذا كانت هذه المشكلة تنطوي على هؤلاء التجار وهم
1. المرحوم هلال فجحان المطيري (توجه إلى البحرين).
2. المرحوم شملان بن علي السيف (توجه إلى الجنة التي يسكنها الأمير وبني خالد).
3. المرحوم إبراهيم المضف (توجه إلى البحرين).
أسباب الهجرة
1. مضاعفة المستحقات التي يدفعها التجار الشيخ مبارك بعد كل موسم غوص لتمويل حملته ضد عدوه اللدود سعدون باشا المنصور زعيم قبيلة المنتفق.
2. منع شعب الكويت من الذهاب للغوص على اللؤلؤ في نفس العام كوسيلة للضغط لقبول طلبه من قبل تجار اللؤلؤ.
التفاصيل في ذلك العام التقى المغفور له الشيخ مبارك الصباح بالتجار الثلاثة واعتبرهم يمثلون بقية تجار الكويت، ولذلك أراد أن يتطلع ويشعر بمدى قبول باقي تجار الكويت. مضاعفة رسوم الغوص.
وعندما شعر الشيخ مبارك أن التجار الثلاثة لم يقبلوا مضاعفة المستحقات، أخبرهم الشيخ مبارك أنه ينوي منع أهل الكويت من الغوص.
حاول التجار الثلاثة شرح الأضرار الجسيمة التي ستلحق بالكويت نتيجة هذا القرار، حيث أن الغوص هو عماد الحياة في الكويت، لكن من الواضح أن الشيخ مبارك لم يستمع لنصيحتهم وأصر على القرار، والتجار مع الشيخ مبارك لم يتوصلوا إلى اتفاق بينهم. وقرروا مغادرة الكويت سرا بعد موسم الغوص من نفس العام الذي استقطب شملان رحمة بحسب ما ذكره المغفور له الشيخ عبد العزيز الرشيد في كتابه “تاريخ الكويت” وقال “لو علم مبارك خطأه و جئت إلينا معتذرة، لا يسعنا إلا الرد عليه لأن الكويت بلدنا وفيه عائلتنا وأقاربنا. أصدقائنا وأموالنا.
فذهبوا للغوص، وفي نهاية موسم الغوص (القفال) أظهروا رغبتهم لإخوانهم من أصحاب الغطس الذين أرادوا التواجد معهم، فذهب هلال المطيري وإبراهيم المضف. إلى البحرين، وذهب شملان مع مجموعة من كبار تجار اللؤلؤ وهم على النحو التالي
1. المرحوم راشد أبو رسلي.
2. المرحوم أحمد المناعي.
3. المرحوم سعد النااهد السهلي.
4. المرحوم صالح المصباح.
علم الشيخ مبارك بالأمر وأعرب عن أسفه لإصراره على الأمر وتأكد من أنه أخطأ حسب هؤلاء الرجال، فقرر إيفاد وفود لإرضائهم، فأرسل وفدين إلى شملان بن علي السيف رحمه الله. رحمه الله الوفد الأول الوفد الأول أرسله الشيخ مبارك إلى المرحوم شملان بن علي ومن معه من أعيان الكويت وأعيانها حاملين معهم رسالة من الشيخ مبارك يعبر فيها عن اعتذاره وطلب. بالعودة إلى بلادهم الكويت. وعاد الوفد الى الشيخ مبارك ولم يتوصل الى نتيجة. وتألف الوفد من
1. المرحوم الحسين بن علي السيف.
2. المرحوم فارس الوقيان.
3. المرحوم ناصر البدر.
المرحوم الحسين بن علي السيف
الوفد الثاني الوفد الثاني أرسل الشيخ مبارك وكانوا وفداً رفيع المستوى من حيث التمثيل. والتقى الوفد بالراحل شملان وسلموا له رسالة من الشيخ مبارك يرضونها ويطلبون منه العودة الى الكويت. وتألف الوفد من
1. المغفور له الشيخ سالم المبارك.
2. المرحوم الحسين بن علي السيف.
3. المرحوم ناصر البدر. 4. المرحوم فارس الوقيان.
رسالة الشيخ مبارك الصباح
والرسالة باللغة العامية، وهذا نص الرسالة جناب العجل الأمجد الأفخار بن شملان بن علي بن سيف المحترم …….
بعد ذلك شملان يا ابني المستقر معي وميقن منه ولا شك فيه أنت وأخيك حسين ضروريان، ولكل ما يرضيني ويريح ذهني أنت تفعل حل وموقفك من عدة ولا اشك في ذلك. في كل أمر يعيق أمري واسمي ويفرح العدو، والفيحاء ليست زينة.
اولا ارسلنا الحسين حفظه الله الجميع مع الفارس الشجاع من جانبنا الى مجموعتنا التي لا ارى سببا يستدعي ذلك ولا هو واجب عليهم مثل هذا وانتم ايضا تعلمون انكم هي تأسيس الله، ما ترضى به في هذا “الإيمان” بدون عمل، وأنا والد الكل لي “الإخلاص” الد، كن مؤدبًا، وأمر، وانتهي بهذا. تعاطفي مع الله يدرك الجميع. إنه يؤكد معك. إذا تأكدت تعاطفي معك، فإنه يزيل كل الأفكار معك كلما دت وأمر بذلك وانتهيت. أنت يرحمك الله جئت وشاهدت الوضع السابق لكني أريد “الشفقة” على الجميع.
أما أنت وأخوك حسين، فهما مثل جابر وإخوانه لي، وأنا أيضًا أنكرته، لأن إنشاء الله لا علاقة لك بك، ولا أفكر فيك إلا بالجمال.
أولاً أشرت لك أنه إذا توج سهم، فسوف تبيع في البحرين. إذا جاز لك السفر إلى المركز التجاري فسوف تسافر وإن شاء الله تنجح.
إذا كنت أبًا وشفيق وأنت ابن صاحب السمو وتسافر من الكويت وحسين، يواجه ناصر وفارس المجتمع ويذهب معهم ما لم يشاء الله وأنت أيضًا تكتب مع حسين خطًا للمجموعة.
هذا ما أراه وأمر به، وأنتم إنشاء الله متعاونين مع أمري ولكي ترضيني، وقد سمعنا أنك نالت البركة في الجزيرة، إنشاء الله مبارك.
هذا تطلب منا تحية المجتمع إبراهيم وبقية المجتمع.
ومن منا أخوك الغلام جابر وإخوانه مسلمون.
كان الشيخ مبارك يخشى ألا يعودوا إلى الكويت وأن يتبعهم التجار الآخرون الذين تربطهم صلات بهم، ومن ثم يصعب السيطرة على ذلك، وأراد تصحيح الخطأ، فأرسل الوفدين إلى شملان. ومن معه يطلب منهم العودة إلى وطنهم الكويت. إنه أمر محرج، حيث كان من بين الوفد أخوه الأكبر حسين بن علي السيف رحمه الله، وهو من أعيان الكويت، لكن شملان أراد استشارة إخوته إبراهيم وهلال في البحرين، فقام بذلك. ذهب إلى البحرين مع الشيخ سالم المبارك.
وفي البحرين طلب الراحل هلال عقد الاجتماع في مجلس حاكم البحرين الراحل الشيخ عيسى بن علي آل خليفة رحمه الله. وهو “الذي يرشني بالماء ترشني بالدم” أي من كشفني وأذاني في الكويت أوقعت عليه أقسى العقوبات، والشيخ سالم يتردد ويذكر أنني أذهب إلى الكويت و استشر والدي.
وعاد الوفد مع شملان بن علي السيف وإبراهيم المضف، وعندما وصل الكويت أبلغ الشيخ سالم والده الشيخ مبارك الذي ألقى باللوم على الشيخ مبارك في عدم الحكم عليه. هلال الحذر والانتباه خوفا من أن يتآمر الشيخ مبارك رحمه الله عليه ويذل عند وصوله الكويت.
وكانت رسالة نقلت للشيخ جابر بن الشيخ مبارك كلهم من الراحل هلال بينما كان الشيخ سالم يكتب الرسالة يلومها على سماعها كلام عبيده والافتراء عليه. ولكي تعيش البحرين هناك، انزعج الشيخ مبارك من خطاب هلال واتسع الخلاف بينهما. مبارك رحمه الله لم يمنع أسرة هلال من السفر إليه. وهنا تدخل المرحوم شملان بن علي وقال للشيخ مبارك أنت مخطئ بالسماح لأسرة هلال بالسفر إليه. ويفترض أن يمنع أهله من السفر إليه ليعرف أهل الكويت أنك تنوي إعادة هلال إلى الكويت “. يتخرج كل عام وهو خمسون ألف روبية. هذا بالإضافة إلى أن إقامته في البحرين قد تكون مبرراً لمن يريد الهجرة إليها من التجار الكويتيين مستقبلاً، ولا يجوز إهمال الراحل هلال مهما كان السبب. ذكر شملان للشيخ مبارك أكتب لهلال رسالة رقيقة ردا على رسائلي يطلب العودة إلى الكويت.