الشاعرة المتألقة “منال العبيل” التي تميزت دائمًا بحضورها الفني والأدبي، فهي تبتكر في كل مجال تعمل فيه لأنها دائمًا تحب عملها ومكانتها وكل من حولها. أسلوبها يمثل تحديًا وقلقًا في نفس الوقت حتى تخرج بتفرد، فهي دائمًا ما تكون مشبعة بالتمنيات وهذا واضح في كل عمل تقوم به سواء كتابة نصوص وحوار أو دراما أو شعر أو قصيدة نثرية، ورسمت تم الاهتمام مؤخرًا بعد إطلاق كتابها الأخير بعنوان “علاج الكتابة” في معرض الرياض الدولي للكتاب 2025
كتاب العلاج الكتابي لمنال العبيل أطلقت الكاتبة “منال الأويبيل” كتابها الأخير في معرض الرياض الدولي للكتاب 2025 بعنوان “العلاج الكتابي الحياة كمصحة جماعية” من دار الأثر، وهو عبارة عن مجموعة من شعر احتوى على قصائد بعناوين مختلفة منها لا أقدام للهروب، صورة مرآة الفزاعة، حنين على تردد 91 أف أم، الصبر فكرة نبوية بحتة، وهذا الكتاب احتوى على 168 صفحة، وفتحت الكتاب بعبارة ” أكتب من أجل البقاء “للإجابة على العديد من الأسئلة حول كتابها الجديد.
استطاعت منال الوويبيل الاعتماد على المشاهد العالقة في ذاكرتها لتخرج بفكرة أو جملة تبهر من قرأها. لكنها اجتمعت على الإبداع.
أمثلة من كتاب “علاج الكتابة” تدور معظم القصائد في كتاب “علاج الكتابة” حول التجريب في قصيدة النثر من حيث التفرد والمعنى والتركيز المكثف على المشاهد البصرية التي فرضت حضوره من تجربة المؤلف في كتابة وهناك أمثلة كثيرة تشهد على نجاح الشاعرة منال العبيل في الحصول على ما تريد منها
1- ورق حائط كروما
أنساك ثم تنظر في الجزء الدافئ من الوسادة وتهيئ قطنها وتخبره عن حج الفراشات للنوم.
أنساك فتظهر بحنان الشاي مشبعًا باحمرار يحول النعناع مثل الدراويش
أنساك ككذبة تزيل سوادها من الكحل وخصر الخلد وليل الهالات السوداء
أنساك حتى أعيش .. وتذكرني خائفة مثل عصفور المنزل الذي مات صاحبه في القفص منذ آذار ولم ينتبه له الرب.
أنساك إنها كذبي الأبيض الذي لا يحتاج إلى الإيمان
أن تطأ قدمك المدن الجديدة التي لها نكهة العودة هو أحيانًا كل وقت السفر، حيث أن الوصول إلى المدينة الغريبة هو الحيل المؤقتة للحاوية، دعنا نقول، على سبيل المثال ؛ سأتوقف عن التواصل مع العمل، وسألتزم بأجندة البرنامج السياحي، وأنني سعيد بالتغيير، حتى أبدو مثل الغريب الذي يدعم جدار المقهى في خلفية صورة السائح الذي سيذهب في طريقه حاملاً مشهدها في ذاكرة هاتفه بينما أتجمد في الكروما إلى الأبد، لذا خرجت أصلاً وصورة غريبة تبحث عنك في مدينة غريبة.
تهيئ المعابر الليلية الوجوه لفكرة العودة ؛ حبيبان يعودان إلى الفراش .. يعود الحارس إلى الوردية المتأخرة .. الكاتب يذهب إلى موعد التسليم .. النادل في البار الرخيص فهم بقايا رائحة القيء والعرق وخيبة أمل ظرف الواقي الذكري تحت كعوب الفتيات في ممر الخروج .. فمي يقبل عارضة أزياء وحيدة في متجر الزاوية المغلق وأترك دليلها على زجاج الواجهة قبل أن أعود لي حيث أجد السؤال على خط الأريكة “وبعد ذلك “
أتسلل من غرفتي في الصباح الباكر لأترك لك فكرة النوم في حلم المساء حتى أجد لك أغنية في محطة الحافلات المقابلة نتجه إلى مسارين متعارضين للحياة، نلوي ذراعي المدينة قلب
أصل إلى المربع بابتسامة لا يستطيع النادل معرفة ما إذا كان ذلك صحيحًا أم لا، ربما لأنني أيضًا لا أعرف حالة الوجوه، مثل فرحة الفقاعات الضالة من لعبة طفل في نهاية الممر من قبل. يزعجونني، ويلوثون المدينة في نهاية الفكرة التالية ؛ أنتم
2- دودة الأذن
أدخل قائمة تشغيل هاتفي كأنني أعبر حقل ألغام بعين تمر فوق العناوين مثل درع لأذن خافتة عندما تتقاطع كل الأغاني الحزينة مع ألم القلب، أبدو وكأنني حاضر وحيد في صف أمامي من أجل عرض منفرد و “صورته” تنبثق في سحابة فوق رأسي بدون جاذبية الكارتون عندما كان هذا غناء حزين هو موسيقى الخلفية لقصتنا السعيدة.
يحدث كل هذا لأننا صدقنا الكلمات وأهملنا مصيدة اللحن، والآن نشاهد نقل الأغنية الحالية إلى التالية من اختيار عشوائي في تطبيق الموسيقى، مع الحذر من مفكك القنبلة، حتى الفشل. من اتصال الإنترنت يحفظنا
إنها نفس الأغاني التي استمعنا إليها بأذن واحدة بين رأسين من نفس موقع التنزيل، والتي ضحكنا عنوانها للأصدقاء، ونفس الإصدار مع تشويه بسيط في الخلفية لتسجيل استوديو سيئ، ونفس المغني الذي تجاوز المؤشر إلى الثماني والأربعين ثانية، ويمرر المال ويصل اليوم إلى قصتنا التي تتقاطع مع الكوبيه الخطأ.
بعد أن استقر الآذان خلف نافذة الغرفة، يدور الغراموفون بأثر رجعي إلى الغبار العتيق الاصطناعي لأسطوانة الفينيل الحديثة.
يتشبث اللاعب الجديد بالوحدة بأغاني الخسارة كما لو كانت قصته الأصلية بينما ينتقل الشاعر والملحن والمغني والمنسق والمنتج ومخرج الفيديو الموسيقي وجمهور إصدار الألبوم إلى كوب آخر من الحياة بينما الشخص الوحيد والوحيدة تسمعها منفردة على ضفتي المدينة مع خيار الإعادة التلقائية للأغنية والخسارة.
إلى جانب الأغنية التي في رأسي مثل دودة الأذن التي تختلط موسيقاها ببصاق صوت الخطيب على ميكروفون الجمعة، عنف طقوس حب قطط الشوارع، والشتائم في رسائل الغريب الذي لا أعرف صوته، هسهسة مكابح شاحنة القمامة والرسائل الصوتية في انتظار هاتف البنك والنغمة المخصصة لرقمه ؛ يانصيب القلب
كل هذا يحدث جنبًا إلى جنب مثل موسيقى تصويرية عابرة لحياة كانت تتأمل بهدوء مثل قيلولة رأسي، مليئة بكل خيبات الأمل في الأغنية على كتفها على طريق طويل.
3- بروجيريا
يبدأ الليل عندما يصبح الصمت كسوفًا للوقت حيث تسد الكرات الشمسية في النهار بالضوء، وتمتد مثل رغوة الحلاقة على ساق المدينة لعميل ستنتظر على السرير بينما الصلاة ليست من أجل حزن الفتيات العجائز يبدأ بالقلب
في البث التجريبي للفرح، لا توجد وعود بالبقاء، والبقاء ليس هوس الجسر بنفسه عندما يقف عليه الأشخاص الوحيدون بنية القفز. أولئك الذين يمرون فوقها هم مثل أولئك الذين يمرون بها إلى أسفلها. أوقفنا الإشارة، لأن علم الفراسة كان دائمًا سرًا لابني مرة واحدة، وكان الحب دائمًا لمحة مرارًا وتكرارًا.
بدأ الليل عندما انتهى الحديث ولم يكن لغروب الشمس يد في عتمة المدينة الصاخبة، التي توقظ نوم الحمام في أعشاش على النوافذ المتوهجة بنور الشاشات، وحلقات القيل والقال، وجنس عطلة نهاية الاسبوع
جاء الليل كله للفتاة، العابرة للقارات، بشتائم ثنائية اللغة، وسباباتها تشير إلى صدرها مثل فوهة البندقية، ولا يكفي إصبعها الأوسط للرد على الحياة التي تبادلت استعارة الرأس الغائب على الوسادة التالية بالنسبة للحزمة المهدئة الموجودة على السرير، والتي تمد شرائط الكبسولة منها شرائط من الصفيح المفتوحة مثل العيون الساهرة باسم الكيمياء والألسنة هجاء باسم الخطايا، تمسك يد الفتاة بورقة التعليمات مثل التميمة
الآن تخرج الفتاة كل يوم مثل الطلاق وتحلم كل ليلة بتبادل الأدوار معها
كانت تلك شهادة ابجورة في مسيرتها حيث الليل قواد ويشتهى حزنها.
4- حنين على تردد 91 FM
استمع إلى راديو أجنبي وضحك على الطرف الآخر من الخريطة، فلا بأس بالنسبة لهم أن يقضوا صباحًا يبدأ حيث ينتهي يومك، أو نصيحة المذيع حول الطقس للأشخاص الذين لا يشبهونهم، أو الإيجار، أو المشاكل العاطفية لصديقة لم تجد مكانًا آمنًا لتلتقي بها. استمع لراديو FM خاصة فوق الرقم 90 والنصيحة الأخيرة ليست لسبب محدد إلا أن أكثر من تسعين جيدة في كثير من التفاصيل معدل الالتحاق بالجامعة، العمر الطويل، اممم، هذا ما يخطر ببالي حاليا.
عندما تتبع الأغاني سيكون الوضع آمنًا، ولن يضطر خيالك إلى القيام بالكثير من الأعمال المتعلقة برسم سيناريو معين، وستكون الإضاءة الخافتة كافية لتجميل الغرفة، وإطلالة على سلة الغسيل الفائضة، والرائحة العاجلة للجوارب للغسيل أو الرمي مع كومة من المناديل في الطريق “لم أنتبه”. يعتبر عصير العنب الذي تشتريه من رف البيرة في نهر الدانوب أو أحد عناصره مناسبًا جدًا للتعبير المجازي عن النبيذ، ولكن احفظ نفسك عندما يبدأ الفالس. رأسك للنوم قريبا.
استمع إلى راديو أجنبي بلغة لا تعرفها، ويفضل أن يكون ما لا يمكنك تخمينه أيضًا، أو موسيقى الروك الروسية على سبيل المثال، أو موسيقى الجاز الألمانية، والقوم الفنلنديون أيضًا معقولون، وابق بعيدًا عن اللغات ذات النكهة الحب، وإذا لم تفهمهم، ستفهم ما أعنيه بقبلة “إلغاء” “الفرنسية، أو امتداد الحرف Z الإيطالي في نهاية الجمل، وإغواء” خا “اللاتينية، خاصة إذا كنت ممن يعانون من ضيق في المزاج، أو سلالة متتالية من الحنين إلى الماضي القادرين على الدخول من خلال الأبواب المغلقة.
استمع إلى راديو أجنبي أثناء وجودك مع صحبة جيدة أو بجوارك في غرفة أو غرفتين، فأنت لا تعرف أين قد تنتهي ليلتك عندما تكون لحن أغنية عملت طويلاً لنسيانها، تكتشف أنها كذلك لحن مسروق في أغنية حب سابقة بلغتك، في هذه الإذاعة الأجنبية جدا، التي تكاد تفوح منها رائحة السجائر مذيعها أجش وبعض بوله الذي يمسكه جيدا، ينتظر الفاصل التجاري لبث مباشر، في مدينة لا تعرف السفارة التي تمنحها التأشيرة.