
لم يمض وقت طويل على الإفراج الأمريكي عن السماح للناجين من أسر ضحايا هجمات 11 سبتمبر بمقاضاة دول أجنبية في قضايا الإرهاب، حتى ظهر قانون آخر من شأنه أن يهدد العلاقات بين المملكة والولايات المتحدة الأمريكية، وهو قانون “فرانك وولف” للحرية الدينية الدولية، على أن يكون هذا القانون ضمن أولويات الأمن القومي الأمريكي، كما وافق عليه أعضاء الكونجرس الأمريكي بعد أن وقع الرئيس باراك أوباما على قانون فرانك وولف للحرية الدينية، وهو معروف ان المملكة من بين الدول التي صنفت مؤخرا كدولة مثيرة للقلق ولكن ما هو الذئب “القانون الصريح” وما هو تأثيره على المملكة هذا ما سنقدمه في المقالة أدناه
ما هو قانون فرانك وولف
قانون فرانك وولف هو مشروع قانون أمريكي جديد بشأن الحرية الدينية الدولية، من خلاله يتم إنشاء قائمة مراقبة خاصة من الدرجة الثانية للبلدان التي تعتبرها الإدارة الأمريكية تنتهك الحرية الدينية، ولكنها لا تفي بالمعايير القانونية التصنيف باعتباره مصدر قلق خاص، ووفقًا للتشريع الجديد، يجب إضافة أي دولة إلى قائمة المراقبة في تقريرين سنويين متتاليين لوزارة الخارجية ليتم وضعها على قائمة البلدان ذات الاهتمام الخاص.
ومن بين الدول التي تمت إزالتها مؤخرًا دولة فيتنام، على الرغم من وضعها ضمن الدول ذات الاهتمام الخاص بين عامي 2004 و 2006، إلا أنها أزيلت وفقًا لتقارير تشير إلى تحسنها، مما يجعلها تحت ضغط أكبر مما كانت عليه في العشر سنوات الماضية. أوصت اللجنة الأمريكية المستقلة المعنية بالحرية الدينية الدولية بأن تحدد وزارة الخارجية مصر وجمهورية إفريقيا الوسطى والعراق ونيجيريا وسوريا، في حين تم رفض باكستان من قبل حكومتي أوباما وبوش باعتبارها دولة مثيرة لقلق خاص، ولكن سيكون من الصعب عليها تبرر أي إدارة أمريكية لبرنامج “آفاق” سبب عدم إضافة البلد إلى “قائمة المراقبة الخاصة”.
أهداف “قانون فرانك وولف”
بعد توقيع الرئيس الأمريكي باراك أوباما على قانون فرانك وولف الدولي للحرية الدينية، وافق أعضاء الكونجرس الأمريكي على عدة أهداف أهمها إجبار السلطة التنفيذية على تحديد ومعاقبة جميع الحكومات الأجنبية ومن ينتهك الحريات الدينية، بما في ذلك عدد حلفاء وأصدقاء الولايات المتحدة.
والدول المصنفة حاليًا على أنها مصدر قلق خاص هي بورما والصين وإريتريا وإيران وكوريا الشمالية والسعودية والسودان وطاجيكستان وتركمانستان وأوكستان.
أضرار قانون “فرانك وولف” على المملكة
لا شك أن المملكة ستكون من أكثر الدول تأثراً بهذا القانون الجديد، خاصة وأن التقرير اتهم المملكة بأنها دولة ذات اهتمام خاص كل عام منذ عام 2004، لكنها تمكنت من تجنب العقوبات أو أي من الأدوات المنصوص عليها في قانون الحرية الدينية، لأن الإدارات المتعاقبة تستخدم بندًا يتعلق بالمصلحة الوطنية الأمريكية يقضي بأن القانون الجديد يقلل من فعاليته.
وأشار التقرير السنوي للجنة في عام 2025 إلى أن المملكة هي الدولة الوحيدة التي تحظر أي ممارسات دينية غير الإسلام في العلن، ولكن هناك بعض التطورات الخاصة فيما يتعلق بالحريات، وأن المملكة راجعت المناهج التي تدرس في المدارس، واللجنة وقد لاحظت بعض التحسينات في السنوات الأخيرة تتعلق بتقليص مهام هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتعزيز ثقافة الحوار كذلك، وكذلك التفاهم بين الطوائف الدينية الإسلامية داخل المملكة، وذلك بالترويج. الحوار بين الأديان في المحافل الدولية، وتحسين ظروف الحرية الدينية للطائفة الشيعية في المنطقة الشرقية، بالإضافة إلى استمرار محاولات مكافحة الفكر المتطرف في المملكة.
التنازلات في القانون يسعى القانون الجديد إلى الحد من التنازلات المتكررة على العقوبات أو أي إجراءات أخرى يمكن أن تغير تصنيف الدولة على أنها دولة ذات اهتمام خاص. يحدد القانون الجديد أيضًا فترة تقديم الامتيازات، وهي 180 يومًا، ويشعر أعضاء الكونجرس في هذه الحالة أن هذه الامتيازات لا تفي بأغراض قانون الحرية الدينية.
كما تضمن القانون بعض الأحكام الأخرى، من أهمها تحديد الجهات الفاعلة غير الحكومية التي تنتهك الحريات الدينية ككيانات ذات أهمية خاصة. ضرورة إصدار لائحة بأسماء الأسرى الدينيين من جميع أنحاء العالم وإتاحتها للجميع. – إصدار لائحة بأسماء الأفراد المصنفين على أنهم من أشد المنتهكين للحرية الدينية والخاضعين للعقوبات. توفير التدريب على الحريات الدينية لجميع موظفي الخدمة الخارجية.
تضمن القانون شروطًا خاصة وضعها أعضاء في الكونغرس الأمريكي بوجوب تقديم السفير العام للحرية الدينية الدولية إلى مكتب وزير الخارجية، وتعيين مستشار خاص للرئيس بشأن الحرية الدينية الدولية في المجلس الوطني. مجلس الأمن، الذي ستكون مسؤوليته الأساسية أن يكون بمثابة مصدر للمعلومات حول الحرية الدينية الدولية للسلطة التنفيذية المسؤولين.
كما نص الكونجرس على أن التقرير السنوي للرئيس حول استراتيجية الأمن القومي يجب أن يعزز الحريات الدينية الدولية كجزء من السياسة الخارجية، ومن أولويات الأمن القومي.