لا تزال الأجواء ملتهبة للغاية والاتهامات بأن الإمارات كانت لها يد في الانقلاب الذي حدث في تركيا خلال شهر يوليو الجاري، وكان للإمارات يد مباشرة فيه، ومهما بررت الإمارات وحاولت التهرب منها. هذه الجريمة بكل الوسائل، تخرج تركيا بحكومتها وإعلامها لتؤكد أن الإمارات لها يد في هذا الانقلاب بشكل مباشر، وآخر الاتهامات الصريحة التي وجهها الإعلام التركي للإمارات كانت من خلال مجلة “جرجك حياة” التركية، التي اتهمت الإمارات بشكل قاطع بأن الإمارات ممثلة بقيادتها دعمت وخططت للانقلاب في تركيا وهدم ح العدالة. بعنوان “مؤامرة انقلابية جديدة ضد أردوغان”، وأن العلاقة بدأت تتدهور بشكل كبير بين الإمارات وتركيا، خاصة بعد الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي المعزول في مصر. – وقوف الإمارات إلى جانب مصر ضد جماعة الإخوان المسلمين بشكل مباشر، واستناداً أيضًا إلى الاتهام المباشر لروسيا والإمارات بتكليف محمد دحلان، زعيم حركة فتح المعزول، المتهم بقتل الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات. مهمة إنهاء حكم أردوغان، مع الإشارة إلى أن هناك قيمة مادية ستراقبها الإمارات من أجل إقامة انقلاب يزيل أردوغان من حكم تركيا، وبحسب ما قالت المجلة التركية، فقد تم تحديد دوره. ولفترة ورد ذكره في هذا التقرير الذي كان عمله قبل ستة أشهر من اندلاع الانقلاب الذي أراد قتل النظام التركي لكنه فشل فعلاً، وكان للمجلة تأكيدات قوية بأن محمد دحلان سيحصل يد قوية في الوقوف ضد تركيا بالاتفاق معها، وما يؤكد ذلك أن محمد دحلان تمكن من عقد لقاء خاص بينه وبين الرئيس الروسي ع. أوتين في الكرملين، تمكن أيضًا من الحصول على الجنسية الصربية في عام 2025 من أجل إدارة أعماله التجارية من داخل صربيا، مع العلم أن هناك اتفاقًا قويًا بين الإمارات وصربيا، خاصة بعد صفقات الأسلحة التي عقدت والإمارات العربية المتحدة إلى جانب صربيا في حربها ضد كوسوفو.
اتهامات بالتجسس الإماراتي مع إسرائيل لم تلتزم المجلة التركية بالصمت في هذه المرحلة فقط في تقريرها المزعوم، بل وجهت اتهامًا صريحًا لقادة الإمارات بأنهم على اتصال دائم بإسرائيل وأن هناك العديد من اللقاءات السرية. عقدت بين مسؤولين إماراتيين ووزارة الخارجية الإسرائيلية، ورغم نفي قادة الإمارات ذلك، إلا أن وزير الخارجية الإسرائيلي دوا غولد يؤكد أن هذه اللقاءات جرت، كما أشارت وأوضحت مجلة “جرجيك حياة” التركية.
قيمة التقرير للمجلة وللحكومة التركية. وهكذا وجدت المجلة التركية أن التقرير، الذي أعد قبل أكثر من ستة أشهر، دليل قاطع على أن الإمارات كان لها يد في التسبب في هذا الانقلاب في هذا الوقت، خاصة وأن الإمارات ومعها دول التحالف العربي، بما في ذلك مصر والأردن والسعودية، وافقوا ودعموا الانقلاب في الساعات العشر التي لم يتضح فيها أين تسير الأمور، وأوضحت المجلة أن فترة العشر ساعات في عصر الانقلاب المنهار أوضحت للجميع مع تركيا وضدها، وما عرضه محمد دحلان لدعم الانقلاب في تركيا، وكذلك ما فعلته الإمارات ووسائل إعلامها في الترويج للانقلاب ونجاحه. وسيكون شاهداً على وقوف الإمارات ضد أردوغان والحكومة التركية. هذا ما استندت إليه المجلة التركية، وهي تريد إشعال نيران الكراهية بين البلدين دون أدنى مسؤولية في هذا الوقت الحرج.
والحقيقة أن التقرير التركي لم يدعي شيئًا بل تحدث فيه، خاصة عن الإمارات وعن محمد دحلان، وكأنهم بالفعل سبب الخراب في العالم كله، وليس فقط في وقوع الانقلاب في تركيا. مشيرة إلى أن محمد دحلان يمول الإرهاب في كل بقاع الأرض، وخاصة الدول الإسلامية من أجل تشويه الإسلام وإضعاف الاقتصاد في الدول الإسلامية على وجه الخصوص، استنادًا إلى الكاتب البريطاني الشهير ديفيد هيرست الذي تحدث من قبل عن محمد دحلان في واحد. من مقالاته الشهيرة أن دحلان يدفع أموالاً لتشويه الإسلاميين وعمل على إضعاف الاقتصاد في كثير من الدول، على عكس ما قالته عن الإمارات وكأنها دولة تعيش من أجل قلب دول الجوار، وكل هذا هو اتهام سيء بدون مبرر.