لقد أصبحت البطالة الشبح الذي يهدد شبابنا في كل المجتمعات العربية، خاصة وأن الوظائف الحالية لم تكن بقدر الإبداع والتميز الذي وصل إليه الشباب. تعد وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية ملاذًا للشباب للتخلص من عقبة البطالة، خاصة وأن العائد الناتج عن العمل على المواقع يكون أفضل بكثير إذا تم إدارته بشكل صحيح. نجحت العديد من المواقع الإلكترونية في ترسيخ اسمها على الإنترنت في السعودية، وأشهرها موقع حراج. وهو من أكبر مواقع بيع السيارات والعقارات وكل شيء في السعودية، ويعود نجاحه إلى الشاب السعودي الواعد يوسف الرشيدي.
يوسف الرشيدي مثله مثل غيره من الشباب الطموحين الذين استطاعوا تغيير مجرى حياتهم بتفكيرهم العقلاني. ويحتذى به لأنه كان قادراً على تنفيذ مشروع صغير لم يتجاوز رأسماله 800 ريال ليجني أرباحاً تزيد على 75 مليوناً. ألمع النجوم الناجحين في مختلف المجالات وأعمارهم دون الثلاثين.
تبدأ القصة بتأسيس منتدى إلكتروني للأسهم عام 2005، وهو منتدى أطلقه المهندس يوسف الرشيدي، حيث بدأ الناس في الإعلان عن سياراتهم من خلال هذا المنتدى. بعد نجاحه وهذا النجاح الكبير فكر الرشيدي في إنشاء موقع إلكتروني لهذه الإعلانات عام 2008، وبلغت تكلفة إنشاء هذا الموقع حوالي 220 دولارًا أي ما يعادل 825 ريالًا سعوديًا، وعلى مر السنين القيمة التسويقية من هذا الموقع بلغ نحو 600 مليون ريال سعودي مما يعني مدى النجاح غير المسبوق لمؤسس موقع الحراج هذا الشاب الذي لم يتجاوز الثلاثين من عمره.
كان لدى الرشيدي عقل مقتدر استطاع من خلاله أن ينجح في موقعه الفريد. ولم يعط أي فرصة لدخول أي مشارك في هذا النجاح. وكان قد رفض في وقت سابق بيع حصة من الموقع تتراوح بين 20 إلى 30٪ بقيمة 20 مليون دولار. وأوضح سبب رفضه أن هذا العرض لا يتناسب مع الشهرة التي وصل إليها هذا الموقع، وأن هدفه من إنشاء موقع حراج ليس فقط للربح.
من المؤشرات المهمة لنجاح موقع حراج أنه انتقل في عام 2025 من موقع مملوك لفرد إلى منظمة مؤسسية توظف أكثر من 30 موظفًا من ذوي المؤهلات العالية والمؤهلين تأهيلا عاليا، ووصل حجم مبيعاتها الشهرية إلى أكثر من 400 مليون. دولار، وعمولة الموقع لنشر الإخطارات 1٪ فقط، وهي مبلغ رمزي لدعم الموقع ومشغله لمواصلة العمل، ويصل عدد الإعلانات اليومية على هذا الموقع إلى 10000.
يجب على كل شاب لن تتاح له فرصة الحصول على وظيفة مرموقة بعائد مناسب أن يفكر كما يعتقد يوسف الرشيدي وغيره من العارضين الناجحين. إنشاء موقع على شبكة الإنترنت لا يعني نهاية المشروع، بل هو البداية الحقيقية للتحرك نحو سلم النجاح وتحقيق جميع الأهداف التي لم تكن كلها مربحة. يعتمد جزء أكبر من النجاح على التفكير الصحيح للفرد في إدارة مشروعه لجذب العملاء والزوار.