الرسومات الصخرية في حائل

يعتبر موقعي جبة و (الشويمس) في منطقة حائل (شمال السعودية) من أهم المواقع الأثرية في المملكة. ) من قبل اليونسكو كموقع للتراث العالمي. ليكون رابع موقع في المملكة بعد مدائن صالح، وحي الطريف في الدرعية التاريخية، وجدة التاريخية، ومسجل في قائمة التراث العالمي. هنا تعريف مبسط لهذين الموقعين.

موقع جبة مدينة تقع على بعد 100 كيلومتر شمال غرب حائل. تعتبر من أهم وأكبر المدن الأثرية والتاريخية في المملكة من حيث الرسومات العديدة التي تنتشر على صخورها والتي تعود إلى ثلاثة عصور قديمة مختلفة. حالياً، تم اكتشاف رسومات ترجع إلى المرة الرابعة الفترة الأولى عرفت رسوماتها بـ (أسلوب الجبة المبكر)، ويعود هذا النمط إلى أكثر من 10000 عام، ومن أبرز رسوماتها الأشكال البشرية والحيوانية مرسومة كاملة في حجمها الطبيعي. الفترة الثانية تُعرف بالفترة الثمودية، ويعود هذا النمط إلى ما بين 1500 و 2500 سنة، وتتميز تلك الفترة برسم الإنسان والحيوان، وخاصة الخيول والإبل ومشاهد صيد النعام وبعض أشجار النخيل وعدد لا بأس به من النقوش الثمودية. الفترة الثالثة عُرفت هذه الفترة بالفترة العربية، وتميزت رسوماتها برسم الإنسان والوعل والخيول بأحجام أقل بكثير من حجمها الطبيعي. الفترة الرابعة والمكتشفة حديثًا وهي الفترة الأخيرة من الاستيطان القديم في هذه المنطقة. عُرفت هذه الفترة بالفترة الإسلامية، وتميزت بالكتابات الكوفية الإسلامية غير المنقطة والمطولة، وهي في مجملها آيات وأدعية قرآنية، ويعود أحد هذه الكتابات إلى رجب من عام 147 هـ. وتوزعت هذه الرسومات على عدد من الجبال، أهمها جبل أم سنمان، ونُقِش عليه نحو 5431 نقشاً ثمودياً، و 1944 رسماً لحيوانات مختلفة، منها 1378 رسماً للجمال بأحجام وأشكال مختلفة، وعددها. بلغ عدد الرسومات البشرية حوالي 262 رسمًا. تقع جبة وسط صحراء النفود، وتبلغ مساحتها حوالي 12500 كيلومتر مربع.

يحتل موقع الشويمس المركز الثاني في منطقة حائل به الكثير من الرسومات الصخرية. تقع في الجنوب الغربي من مدينة حائل على بعد حوالي 290 كم، وهي من أبرز المناطق التاريخية مثل سابقتها. الأشكال الحيوانية كالكلاب بالإضافة إلى رسومات الحيوانات مثل الحمير والفهود والأسود والأبقار البرية، وما يميز هذه المنطقة الصخرية الرسومية عن غيرها هو الدقة في تنفيذ الرسم بالحجر. ويعتقد أن هذه الرسومات تعود إلى ثلاث فترات مختلفة الفترة الأولى فترة نهاية العصر الحجري بين 12 و 14 ألف سنة. تتميز رسوماته للإنسان أو الحيوان بحجمها الطبيعي، والتي يبلغ طول بعضها حوالي 12 مترًا. الفترة الثانية تتميز برسومات شبيهة بالفترة الأولى. الفرق هو أن طبقة الشيخوخة المزعومة في هذه الرسومات أقل كثافة. الفترة الثالثة الفترة الأحدث التي تعود إلى العصر الثمودي (والتي تميزت برسومات النعام والإبل، حيث احتوى الجزء الشرقي من أحد الأودية في هذه المنطقة على لوحة من الإبل يعود تاريخها إلى فترة لاحقة. العصر الحجري الحديث)، وكذلك نصوص ثمودية مكتوبة بأسماء أشخاص أو آلهة أو عبارات تذكارية. بشكل عام، يمكن اعتبار الآثار التابعة لدائرة تشوموس أكبر متحف مفتوح للتاريخ الطبيعي في العالم، تبلغ مساحته حوالي 50 كيلومترًا مربعًا، ويبلغ عمر الصخور الرسومية أكثر من 10000 عام. كما تتميز هذه المنطقة بالكهوف التي يبلغ عددها 10، وآثار البراكين التي بلغ عددها 12 حفرة، والمنطقتان هما (حرات نار) التي اكتشفها البدو عام 2001 م، و (شعفان)، وهو من أكبر الكهوف الأثرية في المملكة، حيث يتجاوز طوله حوالي 1500 متر تحت الأرض، ويتراوح عرضه بين 10 و 12 مترًا. من أبرز المواقع في تلك المنطقة.

Scroll to Top