“لا تخف، دافع عن حقك، لا تخيف قوة خصمك العملاق وضعفك، المهم أن تتحلى بالصبر والاستمرار، صمودك نصف المعركة، ونفاد صبرك هو بداية الاستسلام، و إذا واجهت صعوبات وعقبات وأزمات في حياتك، فهذه ليست نهاية العالم، فقد واجه الملايين من الآخرين الشدائد، وتغلبوا على المحنة وسقطت على الأرض ثم حاولوا الوقوف مرة أخرى، وفشلوا عدة مرات ونجحوا. فى النهاية. انظر حولك إلى كل الأشخاص الناجحين في الحياة. لم يكن نجاحهم سهلاً. لقد تم إبعادهم عن راحتهم وأعصابهم. المجد والنجاح فليكن الصبر والمواجهة والنجاح حلفاؤنا بإذن الله. إذا جاء الليل، أشعل الكهرباء، وإذا خرج، أشعل شمعة، وإذا انصهرت أشعل عود ثقاب، وإذا خرج، أغمض عينيك وانتظر شروق الشمس مرة أخرى “.
تلك كانت كلمات كتبها عبد الله فؤاد رحمه الله في 1 يناير 1989 على ورقة بيضاء ووضعها داخل إطار ليبقى أمام عينيه دائما. وجعلها نصيحة دائمة لأبنائه ولكل من يتألم ويتألم.
من هو عبدالله فؤاد واجه عبد الله بن عبد العزيز بوبشيت، الملقب بـ (عبد الله فؤاد)، رجل أعمال سعودي عصامي، العديد من التحديات والصعوبات التي جعلته مالكًا لمجموعة شركات “عبد الله فؤاد القابضة”، والتي تعد من أكبر الشركات التجارية والاستثمارية في الشرق الأوسط. التي بدأت بالتعاقد ثم تنوعت أنشطتها في مختلف المجالات الصناعية والتجارية. كما كان له مساهمات في دعم المشاريع والجمعيات الخيرية في المملكة.
لماذا يُدعى عبد الله فؤاد فؤاد من مواليد (أوشا) في قرية صغيرة في مدينة الدمام بالمنطقة الشرقية في منزل جدته في الثاني والعشرين من يوليو عام 1925 م. في ظروف قاسية، انفصل والديه عندما كان يبلغ من العمر عامين ونصف، فاضطرت والدته للذهاب إلى البحرين إلى منزل والدها. وهكذا عاش بين الدمام والبحرين.
تزوجت والدته من عبد الله جاسم أبو بشيت الملقب (عبد الله فؤاد) ويبلغ من العمر 4 سنوات. تعلق عبد الله بعمه عبد الله زوج والدته بعد أن عاش معهم، ووجده الاهتمام والرعاية، وحرصًا على تعليمه القرآن واللغة العربية والإنجليزية، فأرسله إلى أحد العاملين في نفط أرامكو. شركة، وكان من الجنسية الأمريكية لأن زوجته علمته اللغة الإنجليزية مقابل تنظيف وغسيل الأطباق، وهكذا بدأ العمل في سن مبكرة، ولكن بعد أربعة أشهر انتهى عقد الرجل مع الشركة، وانتهت قصته معهم. .
بعد أسبوع من ترك الوظيفة للأمريكي، عمل في وظيفة داخل أرامكو كمراسل (سرير) ينقل البريد والملفات من المكاتب إلى الورش والمستودعات والأماكن التي طُلب منه إرسالها إليها. كان هذا مقابل أجر يومي 75 هللة. وبذلك انضم إلى أرامكو السعودية عندما لم يكمل عامه السادس عشر واكتسب خبرات متنوعة.
ثم انتقل للعمل في السنترال لحاجة الشركة للعمال ولكن لسوء حظه في ذلك الوقت ولحسن حظه في المستقبل فُصل لسبب مضحك. كل ما عليه فعله هو إطلاق صفارات الإنذار لتنبيه الموظفين والعاملين، والذهاب إلى الأماكن التي يتعين عليهم الذهاب إليها لتجنب أي نوع من الكوارث، وقد سبق للشركة أن وزعت كتيبات تحذيرية للتصرف عند سماع هذه الصفارات.
أخذ فؤاد نوبته ووضع السماعات على أذنه، وبدأ يقرأ قصة “أرسين لوبين”، ونام، ودون أن يدرك أنه وضع ذراعه على صفارة الإنذار، فحدثت حالة هلع بين العمال و موظفون، وهرعوا إلى مخابئهم. ولم يستوعب الفتى الموقف وقتها إلا عندما وجد ضربة قوية في الرأس من رئيسه الأمريكي وقرار بالفصل وعدم العودة إلى أرامكو نهائيا. ثم عاد إلى البحرين وعمل بوظيفة في شركة بابكو البحرين. تمت مقابلته من خلال قصة اتهامه بسرقة قلم وبراءته بعد أن وجد صاحب القلم قلمه في جيب سترته.
ثم عاد إلى الدمام، وإلى أرامكو مرة أخرى، وهو في العشرين من عمره، بعد قصة طريفة أخرى، خاصة أنه مُنع من العمل في الشركة بعد قصته الأولى. وتروي الحكاية أن عمه زوج جدته كان يعمل حارسا في شؤون الموظفين، فطلب منه عبد الله فؤاد البحث عن ملفه، فوجده وأخرجه من الشركة.
في عام 1944 توفي عم عبد الله فؤاد زوج والدته، وعاد هو ووالدته إلى الخبر بالسعودية، ثم أطلقت عليه والدته لقب “عبد الله فؤاد” تكريما لها، ووفاءها لزوجها.
متى كانت البداية الحقيقية وأين وصل وكان أول منصب إداري له في منتصف عام 1946 حيث تم ترشيحه لشئون العاملين براتب 750 ريال. في منتصف عام 1947 كانت البداية، بعد التنقل بين أكثر من وظيفة، حيث عمل في مقاولات غسيل السيارات، وفي نفس العام، من الأرباح، اشترى سيارته الأولى (بيدفورد).
ثم قدم استقالته في منتصف عام 1948 رغم أن قيمة العقود التي نفذها بلغت 14 مليون ريال. ثم بدأ مشاريعه التجارية، من الحصول على عقد لشركة أمريكية صغيرة إلى عقد للمؤسسة العامة للسكك الحديدية بمساعدة شركة إيطالية، وعقد بناء ثلاث مدارس في الخبر والدمام ورحيمة. أرامكو. حتى قام هو وعلي التميمي (رجل أعمال سعودي) بعد مشاركتهما معًا في مشروع، بتأسيس شركة باسم (التميمي وفؤاد)، وكانت تلك البداية الحقيقية التي استمرت بعد ذلك لأكثر من 24 عامًا.
بدأت شركة (التميمي وفؤاد) بالنمو، وتنوعت استثماراتها في شراء العقارات، فاستثمروا في أسهم البنوك، وأسسوا الشركات، والمصانع، والفنادق، وحصلوا على وكالات دولية كبرى. قدموا فكرة السوبر ماركت الحديثة إلى السعودية، عندما افتتحوا أول سوبر ماركت في مدينة الخبر، تلاه سوبر ماركت آخر في الدمام، وثلاثة في الرياض، واثنان في جدة. وكانوا من أوائل المؤسسين لبنك إنفستكورب ومن أوائل المساهمين في عدد من البنوك والشركات السعودية الكبرى.
عمل في أنشطة تجارية خاصة منفصلة عن شركة (التميمي وفؤاد). في عام 1971 أسس مؤسسة فؤاد عبد الله فؤاد (FAFCO) ومستشفى عبد الله فؤاد وعدد من المصانع والمجمعات السكنية. ثم نمت الأنشطة حتى تحولت إلى مجموعة شركات تندرج تحت اسم (مجموعة شركات عبد الله فؤاد).
تعرض للسرقة والاحتيال لأنه يثق في بعض المقربين منه، لذا طالبت البنوك بدفع 800 مليون ريال. أعطاهم كل ممتلكاته وبدأ من الصفر مرة أخرى. لكن هذا لم يكن عقبة، لأنه كان قادرًا على اجتياز تلك الأزمة، وشيئًا فشيئًا عادت أنشطته وأعماله للحياة مرة أخرى.
“من خساري، تعلمت أيضًا أن أكسب، وهذا كله من العمل الجاد والاجتهاد، والنجاح من الله”.
بعد ذلك، أنشأ نجله فؤاد رحمه الله لأول مرة مدن الألعاب الترفيهية، وهي الأولى من نوعها في الشرق الأوسط، ثم أعاد (الأب) هيكلة المجموعة بحيث تكون أن يكون أسريًا، ويوزع رأسماله على أبنائه وبناته وزوجته بشكل قانوني، ويحتفظ به لنفسه بنسبة 4٪ فقط.
كان أهم قرار استثماري اتخذته من إيماني الشخصي هو إنشاء مستشفى عبد الله فؤاد في الدمام. الذي صنف رسميا من الدرجة الأولى في المنطقة الشرقية وكذلك اسمه على أكبر أحياء مدينة الدمام.
نهاية المشوار لم يقم عبد الله فؤاد بكل ذلك دون عقبات ومشاكل. واجه صعوبات وظروف جعلته في بداية حياته يفكر في الانتحار، لكنه كافح، واستمر حتى وصل، وصنع أسطورته الشخصية، واستراح بسلام، وفاضت روحه إلى الجنة يوم الخميس الثاني عشر من شهر نوفمبر الحالي من عام 2025 م. رحمه الله والمقاتلون أمثاله.