تشهد الكويت حاليا العديد من المشاجرات وأشرس الخلافات من نوعها بين المصريين المغتربين وبين المواطنين الكويتيين أو حتى المغتربين من جنسيات أخرى. أي، إذا عدنا إلى أسباب الخلافات من أي نوع أو إلى عواقبها الدموية، فإننا نجدها تافهة. في مقالتنا لهذا اليوم، سنخبر قرائنا بواحدة من مئات الحوادث التي تحدث، ربما على أساس يومي. إنه شجار حولي، أو كما يسميه نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي “حوشة حولي”، قتل فيه مغترب مصري. لنتعرف على تفاصيل الخلاف وتداعياته وردود الفعل حوله من جميع الجهات.
تفاصيل الشجار نشب شجار دموي بين سبعة مصريين مغتربين وستة مواطنين كويتيين في الرحاب مول بميدان حولي. الشجار كان بسبب خلاف بين مواطنين كويتيين ومقيم مصري يعمل في متجر ألعاب داخل المركز التجاري، وكان الخلاف على سعر لعبة بلاي ستيشن! وتبادل الطرفان الضرب في المجمع وامتدت التكهنات خارج المجمع في الشارع. جاء أربعة مواطنين لإنقاذ أصدقائهم من الشجار، فيما سارع تسعة مصريين لدعم مواطنهم المصري. تصاعد الخلاف بين جميع الأطراف باستخدام الأسلحة البيضاء مثل العصي والسكاكين والآلات الحادة. لم يفكر في عواقب ما فعله، وبسبب غضبه ركب سيارته وتوجه إلى المتخاصمين دون أن يهتم بهوية الناس. ونتيجة لتهوره، دهس ثلاثة أشخاص، بينهم مواطن لا علاقة له بالنزاع، لا من قريب ولا من بعيد، بل بالصدفة كان يمر.
الضحايا أدت عملية دهس أحد المواطنين إلى وفاة مواطن مصري إثر كسر عظم في عظامه أدى إلى وفاته على الفور، فيما أصيب مغترب مصري آخر بكسر في الحوض، فيما أصيب مواطن كويتي بجروح طفيفة.
تحقيقات أفاد أحد المصادر الأمنية لإحدى الصحف المحلية باعتقال خمسة مواطنين كويتيين والبحث جار عن المواطن السادس. كما تم اعتقال خمسة مصريين مغتربين شاركوا في الشجار وتسعة آخرين تابعوا المتهمين خارج المجمع وأحدثوا فوضى في الشارع. كما تم القبض على الجاني في منزله وهو شاب في العشرينات من عمره. وسُجلت قضية القتل العمد مع سبق الإصرار، ولا تزال التحقيقات جارية مع جميع المتهمين.
من جهة أخرى، أصدر وزير الداخلية ونائب رئيس مجلس الوزراء الشيخ محمد الخالد توجيهات بطرد جميع المشاركين والمحرضين على الشجار بشكل مباشر أو غير مباشر، واحتجاز المتهم الرئيسي لحين الانتهاء من جميع التحقيقات. والإجراءات القانونية لتقديمهم إلى العدالة.
ردود الفعل أثار هذا الحادث موجة من الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي من الجانبين، وتضاربت الآراء حول الحادث بين المسؤولين عن الحادث. استنكر الجانب المصري بشدة عملية التجاوز التي جرت، وأطلقوا هاشتاغ على تويتر بعنوان # قتلوا_المصري وهاشتاغ # حوش_حولي، معربين عن غضبهم من المواطن الكويتي الذي قتل نفسا. خلقه الله بسبب خلاف على لعبة، وذكر بعض المغردين أن العمال المصريين يعانون من سوء المعاملة والاضطهاد في الكويت، بينما في الإعلام المصري، أشعلت البرامج الحوارية بإثارة موضوع الحوار، وأقارب. تمت مقابلة القتلى المهددين بالانتقام. أما الطرف الآخر من النشطاء فهم يلومون المصريين المغتربين الذين هرعوا بأعداد كبيرة بالضرب على مواطنين كويتيين فقط. وأدى إقامتهم غير القانونية إلى الكثير من الجرائم والفوضى، واعتبرهم بعضهم من عمليات “التنمر” في الكويت.
على صعيد متصل، تابعت القنصلية المصرية الحادث، معتبرة إياه جريمة قتل مع سبق الإصرار، وطالبت الجاني بالانتقام والعدل.