شهدت السينما السعودية تطورا سريعا في السنوات الأخيرة، وقد اكتسبت مكانة بارزة في الوطن العربي والعالمي نتيجة للأفلام السعودية الحديثة التي أخرجها وانتجها شباب سعوديون استطاعوا الوصول إلى العالم لإنتاج أفلامهم ب مستوى عالي من التكنولوجيا والتكنولوجيا، ومخرجين لديهم القدرة على صناعة أفلام باحترافية عالية تنافس أقوى الأفلام في المهرجانات الدولية، وهناك أفلام أثبتت وجودها على الساحة الفنية العربية والعالمية، مثل فيلم “ كيف الحال “وهو فيلم اجتماعي تم عرضه في جميع دور السينما العربية ولاقى نجاحًا كبيرًا، وفيلم” مناحي “الذي استجاب له الجمهور بشكل كبير، ولا ينبغي أن ننسى أيضًا فيلم الكرتون السعودي العالمي” بلال “”. الذي أخرجه شباب سعوديون برعوا في عملهم، حيث عُرض الفيلم في كبرى دور السينما العالمية، وهناك أيضا فيلم “وجدة” الذي عرض في أهمها. كما حصدت المهرجانات الوطنية وجوائز دولية لنقل السينما السعودية نقلة نوعية تثبت أن هناك طاقات شابة تمتلك مواهب إبداعية. إنه أمر رائع ويستثمر قدراته التقنية والتكنولوجية في أعمال تستحق إعجاب الجميع سواء الجمهور أو النقاد .. في مقالنا نستعرض التفاصيل في لماذا “وجدة” والأسباب التي جعلته ينال ثلاث جوائز دولية.
وجدة فيلم روائي سعودي، يعتبر أول فيلم سعودي طويل تم تصويره بالكامل في السعودية. من تأليف وإخراج “هيفاء المنصور”، وصدر عام 2025 وانتجته مجموعة من أبرز الشركات الأوروبية العالمية مثل High Look و German Match Factory. والتي استحوذت على مبيعات الفيلم عالميا، إضافة إلى شركة Rotana Studios، المملوكة للأمير الوليد بن طلال، بميزانية تبلغ نحو أربعة ملايين دولار أمريكي.
خلف كواليس التصوير استغرق كتابة سيناريو الفيلم حوالي خمس سنوات. تعاون رومان بول وجيرهارد ميكساندر مع فهد السكيت، الرئيس التنفيذي لشركة روتانا، في دعم الفيلم منذ بدايته. بدأ التصوير في فبراير 2025، وعمل في كواليس هذا الفيلم لنحو ثلاثين ألمانيًا وأربعين من المنتخب السعودي. تم الانتهاء من التصوير في غضون ثلاثين يومًا، عشر ساعات في اليوم. تم تصويره بالكامل في السعودية. الجدير بالذكر أن المخرجة هيفاء منصور كانت تواصل عملها في الإخراج من داخل سيارة كبيرة حيث تم وضع جميع الأجهزة. قامت بالتجهيزات اللازمة وتواصلت مع فريق العمل عبر أجهزة الاتصال اللاسلكي، وحرص فريق العمل على متابعة واحترام جميع القوانين لضمان سير العمل دون أي مشاكل في هذا الصدد.
أبطال الفيلم • وعد محمد ممثلة سعودية من موالي عام 1999. لعبت الدور الرئيسي وهو دور “وجدة” الذي يدور حوله الفيلم. • ريم عبد الله ممثلة سعودية شابة من مواليد 1987. شاركت في البطولة مع وعد محمد حيث لعبت دور الأم والجدة. • سلطان العساف لعب دور الأب والجدة، وهو موظف في شركة نفطية. • عاهد كامل ممثلة ومخرجة وكاتبة سعودية شابة من مواليد 1987، لعبت دور مديرة المدرسة التي التحقت بها الفتاة وجدة. • عبد الرحمن الجهني لعب دور عبدالله ابن جيران وجدة الذي يحلم بالتسابق معه بالدراجة. • نوف سعد لعبت دور معلمة القرآن في المدرسة التي تدرس فيها في وجدة. • إبراهيم المزال ممثل مصري، لعب دور صاحب محل للألعاب يمتلك الدراجة التي يحلم بشرائها في جدة. • رفاعة الصانع لعبت دور فاطمة. • العنود سجيني لعبت دور فاتن.
ملخص الأحداث تدور أحداث الفيلم حول فتاة تبلغ من العمر عشر سنوات اسمها “وجدة” من عائلة من الطبقة الوسطى. يعمل والدها موظفا في قطاع البترول ووالدتها موظفة في دائرة حكومية.
الأب والجدة مشغولان دائمًا في العمل ويتغيبان عن المنزل طوال الوقت، بينما والدتها منشغلة بزوجها الغائب الحالي وتخشى دائمًا أن يتزوج عليها امرأة أخرى. هي ملزمة بتحمله لأنها في أمس الحاجة إليه، حيث أن شخصية الأم هنا، على عكس ابنتها، تخلو من الحيل وتخضع لعادات وتقاليد مجتمعها، فهي لا تستطيع قيادة السيارة وبالتالي تعتمد. بالكامل على سائقها الآسيوي إقبال.
أما وجدة فهي فتاة جريئة ومتمردة ترفض قيود وعادات مجتمعها التي تمنعها من تحقيق حلمها بشراء دراجة خضراء تراها يوميًا أثناء ذهابها إلى المدرسة، معروضة في متجر للألعاب. تدرك وجدة أن حلمها صعب نوعا ما، خاصة وأن ركوب الدراجات ممنوع. المرأة في المملكة، لكنها تواصل حلمها وتصر على تحقيقه حتى تتمكن من منافسة ابن جارها “عبد الله” بالدراجة التي تحلم بها وتجوب شوارع الحي، لذلك تخطط وجدة لتوفير مبلغ المياه التي تستطيع من خلالها شراء الدراجة التي يبلغ ثمنها 800 ريال، فتباع مقتنياتها الخاصة. ولكن تم اكتشاف خطتها فكان لديها خيار واحد فقط وهو المشاركة في مسابقة حفظ القرآن الكريم من خلال المدرسة للفوز بها وتحقيق حلمها بشراء دراجة من الجائزة التي ستحصل عليها.
نجاح الفيلم عرض الفيلم في عدة مهرجانات عربية ودولية، وكان أول عرض له في مهرجان دبي السينمائي. وامتلأت قاعات السينما بعدد كبير من الجماهير السعودية والخليجية بلغ عددهم أكثر من ألفي وخمسمائة مشاهد. كما عُرض الفيلم في مهرجان البندقية السينمائي الدولي ولاقى استحسان العديد من النقاد في ذلك الوقت، وتم بيع حقوق عرض الفيلم لعدة شركات أمريكية وأوروبية، وبعد عرضه في مهرجان لندن السينمائي، كتبت صحيفة الجارديان البريطانية عن الفيلم باعتباره من بين الخمسة الأوائل الذين حصلوا على الاستحسان في المهرجان. يحبها العديد من النقاد والجماهير.
الجوائز حصل الفيلم على ثلاث جوائز دولية خلال عرضه في الدورة التاسعة والستين من مهرجان البندقية السينمائي. الجوائز هي جائزة الاتحاد الدولي لفنون السينما وجائزة إنتر فيلم وجائزة سينما فناير. فازت المخرجة والكاتبة هيفاء المنصور بجائزة المهر الذهبية لأفضل فيلم روائي عربي عن فيلم وجدة في مهرجان الوجدة السينمائي. مهرجان دبي السينمائي الدولي. تم اختيار فيلم وجدة كأحد الأفلام المرشحة لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم بلغة أجنبية عام 2025، وهو أول فيلم سعودي يصل إلى هذه المرحلة المتقدمة في العالم.