لقد وعد الله تعالى المؤمنين أن يدخلهم في جنات النعيم. وفيه ما لم تراه عين ولا تسمعه أذن ولا خطر على قلب الإنسان، وحور العين من أجمل ما بشر به الله تعالى لعباده المخلصين. وحور العين من نساء أهل الجنة، وفي هذا المقال نستعرض قصصًا عن الحوريس.
قصص عن حورس العين

وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم حور العين في الحديث الكريم الذي رواه البخاري: (لو نظرت امرأة من نساء أهل الجنة إلى الأرض) أضيئ ما بينهما، واملأ ما بينهما، ريح، وصيفها – على رأسها – أفضل من الدنيا وما فيها “. هنا موصوفة. حوراء السماء، لتضيء بين السماء والأرض إذا ظهرت في وجهها ؛ وذلك لأن الله تعالى قد وهبها جمالاً لا نظير له في هذه الدنيا، كما أعطاها الله تعالى عطراً ذكياً لا يضاهيه أي عطر دنيوي. وكل هذا ليكافئ المؤمنين الصالحين بأحسن أجر.
يغني الحور لأزواجهن في جنة النعيم. حيث تستمتعين بأجمل الأصوات التي ينعم بها أزواجهن، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ابن عمر – رضي الله عنهما – أن الرسول صلى الله عليه وسلم وقال صلى الله عليه وسلم: نحن خير، أزواج قوم نبيل، ينظرون إلى بقرة شهيرة، وما يغنون عنها أيضًا: نحن خالدون فلا تموت.
تشتاق حوراء لزوجها في الجنة في الدنيا، فهل تشتاق حوراء إلى زوجها؟ كما تحزن إذا كان ألمه شديدًا، وهذا ما ورد في قاموس الطبراني الأوسط على لسان معاذ – رضي الله عنه – عن رسول الله “صلى الله عليه وسلم. فقال: (لا تؤذي المرأة زوجها في الدنيا إلا إذا قالت زوجته من الحور العين: لا تؤذيه. قاتلك الله، فهو دخيل معك، على وشك تركك لنا.)
وهذا يؤكد مدى اشتياق الحوراء لزوجها. وهذا لا ينفي حق الزوجات الصالحات والمؤمنات، لأن لهن أيضا مكانة عظيمة مع أزواجهن في الآخرة، إضافة إلى انتصار الزوج في حور العين، وهذا لا يضر به. الزوجة الدنيوية لأن الصفات الناقصة في هذا العالم تمحى وتختفي بمجرد دخوله جنات الأبدية.
وروي أن الشهيد انتصر في الحور العين في الجنة باثنتين وسبعين. حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (للشهيد ست خصال في نظر الله، يغفر له في أول دفعة من دمه، ويرى كرسيه في الجنة وهو يسحب من عذاب القبر آمن من أفظع الفزع ويوضع على رأسه تاج خشوع. ياقوتة منه خير من الدنيا وما فيها ويتزوج. اثنتان وسبعون زوجة من الحور العين وشفاعة سبعين من أقاربه.
قصة سعيد بن الحارث وزوجته الحوران

قال هشام بن يحيى الكناني: غزونا الرومان سنة 38 وعلينا مسلمة بن عبد الملك، وكان معنا رجل يقال له: سعيد بن الحارث. الذي كان له الحظ بالعبادة من يصوم النهار ويؤدي الليل. لذلك قبض عليه النوبة وهو في إحدى الليالي في الحراسة، بينما كنا نحاصر قلعة رم، كان من الصعب علينا الأمر.
فقلت له: نام قليلا، لا تدري ما يحدث من أمر العدو. إذا حدث شيء ما كنت نشيطة وكان ينام بجانب الخيمة وبقي في مكاني حارس. بينما كنت على هذا النحو، عندما سمعت سعيد يتحدث ويضحك، ثم مد يده اليمنى وكأنه يأخذ شيئًا، ثم رد بلطف وهو يضحك، ثم قال: الليلة ثم قفز من نومه واستيقظت القفزة. لها
وجعله يفرح ويحمد الله فقلت له يا أبا الوليد إني رأيت منك معجزة فقال لي ما رأيت.
فذكرته بصدق الرفقة، فقال: رأيت رجلين لم يسبق لهما أن رأيا مثل هذه الصورة من الكمال والخير، فقالا لي: قال هو البشارة، غفر الله عن ذنبك وشكر سعيك. وقبل عملك واستجاب دعائك .. فاذهب معنا حتى نظهر لك ما أعده الله لك من النعيم، وظل سعيد يروي ما رآه في الجنة من القصور والحور العين حتى انتهى. فوق سرير كان يختبئ عليه أحد حور العين وكأنه لؤلؤ مخفي.
قالت في الملجأ فقال ومن انتي؟ قالت، “أنا زوجتك الخالدة.” قال: فمدت يدي لألمسها فالتفت إليها برفق وقالت: اليوم لا .. أنت عائد إلى هذا العالم فقلت: لا أحب أن أعود. قالت: لازمها ستبقى ثلاث مرات ثم تفطر معنا في الليلة الثالثة إن شاء الله فقلت الليلة .. الليلة قالت لي الأمر، ثم قامت من جلوسها، ووقفت بحزم حتى إذا استيقظت.
قال هشام: فحمد الله أخي، لأن الله قد رآك أجر عملك. قال: أسألك بالله. لم يلمسه وأنا أعتني به من بعيد. لا أستطيع الاقتراب منه حتى لو كانت الشمس تميل إلى الغروب. عضه رجل من فوق الحصن بسهم، فسقط في ذبحه، فيشعر بالخوف وأنا أنظر إليه. بالنسبة لي بعينيه وهو يضحك أعني: أمسك أمري حتى أموت، ثم قال: الحمد لله الذي آمن بوعده. ولم يقل أي شيء بعد ذلك.
قال: صرخت بأعلى صوتي يا ياد الله .. لشيء كهذا دع العمال يتصرفون ويخبرونهم بالأخبار فبدأ الناس يتذكرون كلامه ويثير بعضهم بعضا ثم صاروا هكذا نهضوا إلى الحصن بنية صادقة وقلوب مشتاقين للقاء الله، فما صار اليوم حتى فتح الحصن بمباركة هذا الرجل الصالح.
مصادر: