والتصوف من المذاهب والمسارات المنتشرة التي يسيرها العبد للوصول إلى رب العالمين، وهذا الطريق محفوف بطقوس العبادة التي يقوم بها الصوفي ويثقف نفسه في الزهد والأخلاق الحميدة.
ما هي الفرقة الصوفية

وعند الإجابة عن سؤال ماهية المذهب الصوفي يمكن القول إن الصوفية منهج يتبعه الصوفيون للوصول إلى تريند المطلقة وهي الله -سبحانه- بحسب تعبيرهم.
أجاب العديد من العلماء على هذا السؤال بتعريف هذه العقيدة بطرق مختلفة. قيل: التصوف علم فيه شروط تطهير النفوس وترشيح الأخلاق وإعادة بناء الباطن والداخل لتحقيق السعادة الأبدية.
وعرّف الجنيد الصوفية على أنها: “التصوف هو استعمال كل الأخلاق السنية والتخلي عن كل الخلق الديني”. وعرّف أبو الحسن الشاذلي التصوف بقوله: “الصوفية هي تدريب النفس على العبودية ورجوعها إلى أحكام الربوبية”.
كما قيل في تعريف الصوفية: “الصوفية علم تحدد من خلاله كيفية التصرف في حضرة ملك الملوك، وتنقية الباطن من الرذائل، وتلطيفها بكل أنواع الفضائل، أولاً. المعرفة، منتصفها العمل، وآخرها الموهبة “. بشكل عام، يمكن القول أن الصوفية ليست طائفة أو ديانة معينة. وهي مجموعة من الأذكار والتلاوات التي يؤديها التلميذ حسب ما أوصى به شيخه قاصداً بذكره أن يصل إلى الله تعالى ويطهر نفسه من كل مشقة أو مكروه أو معصية.
أصل اسم التصوف

يعتقد بعض العلماء أن اسم الصوفية يشير إلى أهل الشخصية، وأهل الصفة هم الفقراء الذين بقوا في المسجد النبوي والذين كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يعطيه. ويقول آخرون إنه الأصح قول أن سبب الاسم يرجع إلى الصوف الذي كان يرتديه الزاهدون في الماضي من فصل التقشف.
ونسب ابن الجوزي اسم الصوفية إلى صفة بن مرة، الذي نذرت والدته أن تلصقه بغطاء الكعبة.
أصول الصوفية وتاريخها

ظهرت الصوفية لأول مرة في القرن الثاني الهجري في زمن التابعين وفي نهاية عهد الصحابة – رضي الله عنهم – عندما ظهر بعض المصلين الذين عزلوا الناس وشددوا أنفسهم بالعبادة بطريقة ما. لم يعرفها المسلمون من قبل.
وكان ظهورهم على خلفية الفتنة التي حدثت بين المسلمين، مما أدى إلى سفك دماء الحسين بن علي – رضي الله عنه – وقرر هؤلاء عزل المجتمع الإسلامي الذي انجر إلى الفتنة. من أجل الحفاظ على دينهم والحفاظ على أنفسهم.
ويعود سبب عزلة هذه المجموعة في القرن الثاني للهجرة النبوية إلى توسع الفتوحات الإسلامية وتوسع الدولة وثروة الدولة الإسلامية مما أدى إلى ظهور مظاهر الرفاهية والرفاهية. فتم عزل هذه المجموعة من الناس، مما أرسى أسس المنهج الصوفي القائم على الامتناع التام عن الحياة.
وتشير الروايات إلى أن الصوفية نشأت في البداية من قبل الشيعة، عندما ظهرت في البداية علامات الصوفية على يد رجلين من الطائفة الشيعية: مختصر عبد الكريم وأبو هاشم الكوفي، شيعي.
وتجدر الإشارة إلى أن المذهب الصوفي انحرف في كثير من معتقداته عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بعض الطوائف الصوفية التي ينال الناس فيها أعمالهم من المشايخ بطريقتهم دون السنة لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – وكثير من روايات الصوفية ودعواتها مخالفة للكتاب والسنة ما أنزلها الله.
يجب أن يكون الإنسان على دراية كاملة بأخطار المعتقدات التي تنحرف عن الدين الإسلامي وتشوه سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
شهدت الصوفية في تاريخها تقدمًا كبيرًا واختلافًا تامًا في عهد أبي حامد الغزالي الذي صاغ الأحكام وعلوم الشرع بطريقة صوفية جديدة في كتابه إحياء علوم الدين، ثم تلاه عبد. قادر الجيلاني الذي تبنى التصوف كأحد أساليب التربية بحسن نية.
في عهد الدولة الأيوبية، ظهرت أبرز رموز الصوفية في التاريخ، محي الدين بن عربي، الذي أعاد الصوفية إلى أفكارها الفلسفية الميتافيزيقية، وعمل أيضًا على الرد على هجوم بعض أهل السنة وأئمة المجتمع على الصوفية من قبل إثبات مطابقة الصوفية للدين وعدم مخالفة أي قاعدة شرعية تؤدي بالصوفية إلى خروجهم من المذهب والله أعلم.
أوامر صوفية

جواب سؤال: ما هي الصوفية؟ يمكن القول أن للصوفية طرقًا خاصة ومختلفة. ظهرت كل طريقة من قبل أحد مشايخ الصوفية في التاريخ، ونُسبت أسماء الطرق في الغالب إلى الشيخ الذي ظهر معه في المرة الأولى، وهذه قائمة بأهم الطرق الصوفية في التاريخ:
طريق التجانية
ويعود اسم هذه الطريقة إلى مكتشفها وهو أحمد بن محمد بن مختار التيجاني، من مواليد 1150 هـ بقرية تيجين، وادعى التيجاني أنه ختم الأولياء وأن أرواحهم. القديسين منذ آدم لم يأتوا للغزو إلا بنعمته وعمله ووسيطه، حيث ادعى التيجاني أنه أول من دخل الجنة وأن من يتبعه سيكون من أوائل من يدخل الجنة، ثم يرفع سقفه. يدعي أن أصحابه يدخلون الجنة بدون عقاب مهما أخطأوا في حياتهم.
طريقة شادليا
وهذا الأسلوب يرجع لأبي الحسن الهذلي الشاذلي الذي عاش في المغرب في منطقة اسمها الشاذلة التي تنسب إليها، وهو شيخ المذهب الشاذلي، وقيل: عاش بالإسكندرية وتوفي في صحراء عذاب سنة 656 هـ، والجدير بالذكر أن الطريقة الشاذلية منتشرة في بلاد الشام ومصر، وهي الطريقة الشهيرة بذكر اسم الله تعالى بطريقة متتالية: ” الله الله في دوائر الذكر والحضرات.
طريقة السنوسي
هي حركة صوفية سلفية، وقد تأثرت هذه الحركة في أفكارها بأفكار مؤسس الفكر الوهابي محمد بن عبدالوهاب، وأسسها محمد بن علي السنوسي عام 1202 هـ، وانتشرت. على نطاق واسع في ليبيا والجزائر والسودان ومصر والصومال، ويعتبرها السنة أفضل طريقة صوفية خالية من البدع والخرافات. ومن أشهر متابعيها الشهيد عمر المختار.
طريقة الختمية
وهي إحدى الطرق الصوفية التي أسسها محمد عثمان المرغني المحجوب الملقب بالخاتم ولقبه اسم الطريقة، أي أنها خاتم الأولياء والصالحين. ولد محمد عثمان عام 1208 هـ.
مصادر: