يُعرف أبو العتاحية بإسماعيل بن القاسم بن سويد العيني، ولُقّب بـ (أبو إسحاق)، وهو من أشهر شعراء العصر العباسي. لمزيد من المعلومات حول موضوع سيرة الشاعر أبو العتاهية تابع معنا المقال التالي.
سيرة الشاعر ابو العتاهية
ملامح نشأته وحياته
– ولد أبو العتاهية في عين التمر قرب الأنبار في العراق عام 130 هـ / 748 م حيث تعود أصوله إلى مسيحيي عين التمر المعروفين بـ (النبطية السامية) الذين اشتهروا لذكائهم وحسهم الدقيق.
– كان والده الأنباط يعمل في الحجامة، ودفعته يده الضيقة للانتقال مع أسرته إلى مدينة الكوفة، حيث تعلم أخوه (زيد) صناعة الفخار وبيعه. أما هو فهو كسول ويحب المرح حتى انضم إليه أخوه للعمل معه.
– أطلق عليه اسم أبو العتاهية بسبب جنونه وتعلقه بفتاة جارية من حي الخليفة المهدي في بغداد تدعى (عتبة) حيث تدور معها وتذكرها بقصائده. لكنها رفضته بسبب شكله الدموي الذي ترك أثره عليه ودفعه إلى حياة الزهد والوعظ.
– شهدت تلك الفترة بداية عبقريته الشعرية حيث كان بارعًا في تنظيم الشعر وإلقاءه على الشباب، فأصبح من الشعراء المعروفين، لكنه عاد إلى حياة الجنون لفترة وجيزة بمرافقته. الصديق ابراهيم الموصلي في الجلسات الممتعة ثم ترك كل شيء ورائه واكتفى بحياة الزهد فنقدم لكم نبذة عن سيرة الشاعر ابو العتاهية.
– ولاءه لبني جوت سببه إهانة جد والده (كيسان) خلال افتتاح خالد بن الوليد عين التمر. اشترى عياد بن رفاع العنزي مفتاحين من أبو بكر الصديق وأطلق سراحه ليصبح موالياً لبني عنزة.
سيرة الشاعر ابو العتاهية
تجليات عبقريته الشعرية
– استطاع أن يقول كل أنواع الشعر من الغزل والزهد الذي برع فيه، حيث كان يقرض شعر المديح والوعظ والسخرية والرثاء في المناسبات، لأنه ينتمي إلى فئة الشعراء البارزين مثل أبو. نواس وبشار.
– دعاه الخليفة المهدي إلى قصره واستمع إلى أشعاره وأشاد به. ولما جاء هارون الرشيد رفض أبو العتاهة أن يثني عليه في قصائده، الأمر الذي دفع بالرشيد إلى سجنه في مكان خاص حتى وافق على الثناء عليه كما أشاد الأمين والمأمون.
ملامح شعره
تميز شعره بنقل صور صادقة، مما جعله يواكب مختلف مراحل حياته العاطفية والعقلية والتجارب العاطفية التي علمها في حياته.
قصائده تعبير صريح عن المشاعر والمعاناة، ووصفها بأمانة.
– من الملامح الفنية لشعره أنه يتفاوت بين الضعف والليونة، كما قال عنه أبو المعتز: (غزله رقيق جدا ومتوافق مع طبيعة المرأة).
– تتميز أشعاره بغياب مفردات معقدة وصعبة بعيدة كل البعد عن الغرابة والغموض، حيث يغلب الأسلوب الشعبي البسيط على قصائده.
– اشتملت معظم قصائده على الحكم والمواعظ الدينية والحديث عن الفضائل وانضباط الأخلاق، وذكر الموت في قصائده مما جعله يحظى باهتمام كبير من عامة الناس عند سماعه.
– من أوائل المبدعين في الجمع بين فن الشعر والنثر.
الإيقاع الموسيقي لقصائده يريح الروح والقلب، ويمكن للمستمع أن يشعر به.
ملامح شعره
أغراضه الشعرية
– الغزل: اشتهر بلطف وعفة غزله، كما وصفه الدكتور محمد الكفراوي بأنه من أعظم شعراء الحب في زمانه.
عيناي على عتبة عتبة محطمة
وكأنها درة طيبة جلبتها اليم إلى الساحل
الهجاء: لم تحتل الهجاء مكانة عظيمة في شعر أبي اليوتاحي، حيث اتسمت بالافتراء والسخرية وطعن الرجولة. ومن أبرز قصائده الساخرة لمعن بن زايدة:
لقد توصلت إلى ما قالوه، فما قالوه
لو كان من الأسد لما خاف أو هالة
لن تصنع بسيف إذا لم تكن تقاتل
إذن ما تركته بخلخال سيفك
سيرة الشاعر ابو العتاهية
التأثير الديني في شعره
اتُهم أبو العتاهية بالكفر والبدع، وإن كانت بعض قصائده تعبر عن البعث والحساب، بالإضافة إلى أشعاره الداعية إلى الزهد ونبذ الدنيا وانقطاع الآخرة، ومن أبرز أشعاره الدينية.
أنا في الله وحده وإليه، ولكن كل خير في يديه
أشكر الله وألهمني والحمد لي من ثروته وأكثر
أمثلة على بعض قصائد أبي العتاحية
– قصيدة تؤمن بالله ويقينها
– مهما كانت عجائب الدنيا، تساءلت
من يعيش يكبر ومن يكبر يموت
العادات والأهواء الحسنة والسيئة
وفاته
توفي الشاعر أبو العتاهية في بغداد في عهد خلافة المأمون وذلك عام 211 هـ.
مصدر