كان استخدام الولايات المتحدة الأمريكية للقنبلة النووية بمثابة صدمة للعالم، حيث تسببت هذه القنابل في خسائر بشرية وكوارث بيئية ؛ في عام 1945 م، بذريعة إنهاء الحرب العالمية الثانية، أسقطت طائرة أمريكية قنبلة نووية على مدينة هيروشيما اليابانية. حيث تسببت هذه القنبلة في انفجارات شديدة ومتتالية، وارتفعت سحابة من الدخان إلى مسافة ثمانية عشر كيلومترًا في السماء، ثم تبعت الولايات المتحدة الأمريكية هذه القنبلة بقنبلة أخرى أسقطتها على مدينة ناغازاكي اليابانية، والاثنان. قتلت القنابل أكثر من 120 ألف مدني ياباني بالإضافة إلى عدد المرات الذي مات بسبب آثار القنبلة النووية الإشعاعية، وأعلنت اليابان استسلامها بعد ذلك، وفرضت الولايات المتحدة شروطها المهينة على اليابان، ومنها الشرط. من عدم امتلاك سلاح نووي في المستقبل حتى يعرف أصل القنبلة النووية التي أرهبت استخدامها لأول مرة في العالم؟ ومن هو العالم الذي اخترعه؟
يمكن إرجاع أصل القنبلة النووية إلى مجموعة من الفيزيائيين الأمريكيين الذين كانوا يدرسون الذرات وتفاعلاتها وتشققاتها، ومن بين هؤلاء العلماء كان إنريكو فيرمي وروبرت أوبنهايمر، وكان مشروع مانهاتن أول حاضنة لهؤلاء العلماء في دراسة تصنيع أول قنبلة نووية في العالم، وأنشئ المشروع في منتصف الحرب العالمية عام 1942 م ؛ نتج عن هذا المشروع القنبلة النووية التي تم استخدامها تجريبيًا لأول مرة في يوليو 1945 ؛ حيث تم تفجير قنبلة نووية تجريبية في صحراء ألاموغوردو بولاية نيومكسيكو بالولايات المتحدة الأمريكية.
منذ ذلك الحين، أدرك العلماء القوة التدميرية للقنبلة النووية. حيث تتجاوز سعة قنبلة صغيرة بحجم كف تلك مئات الآلاف من القنابل العادية التي تعتمد على مادة TNT المتفجرة، وهذه القدرة التدميرية تعود إلى حقيقة أن القنبلة النووية تعتمد على الشقوق المتتالية التي تحدث في لب العناصر الثقيلة مثل اليورانيوم، والتي يتم إنتاجها عن طريق إطلاق مجموعة من النيوترونات على نواة هذه العناصر، مما يتسبب في حدوث انشقاقات متتالية وتوليد طاقة حركية وإشعاعية عالية جدًا.
تمتلك العديد من الدول تقنية صنع القنبلة النووية، وتعتبر الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين وفرنسا والمملكة المتحدة من بين أبرز الدول النووية المعروفة بامتلاكها للقنبلة النووية صراحة. كما تمتلك الهند وباكستان القنبلة النووية، ويُعتقد أن عدة دول أخرى تمتلك هذه القنبلة، بما في ذلك كوريا الشمالية وإسرائيل، لكن لاعتبارات مختلفة تخفي هذه الدول أسلحتها النووية خوفًا من سيطرة دولية على أسلحتها النووية.