من تأمل في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم يجدها مصدرا غنيا لكل الأخلاق الحميدة والصفات النبيلة، وكيف هي سيرة نبينا وحبيبنا – صلى الله عليه وسلم؟ وامنحه السلام- لا يكون كما أن الله اصطف معه على بني آدم، وختم به أنبيائه ورسله، والتفاؤل سنة نبوية. وصفة إيجابية للإنسان العادي، لذا نستعرض معكم جوانب التفاؤل في السنة النبوية.
التفاؤل في السنة النبوية
التفاؤل نور في الظلام ومخرج من الأزمات والضيق، وهو سلوك نفسي حثه النبي صلى الله عليه وسلم على قوله وفعله، وهو مرتبط بالإيمان بالله. – سبحانه وتعالى – وعلمه بأسمائه الحسنى وصفاته السامية، لأن المؤمن يشعر بالله {لا تحزن على الله عنا} ومن الأمثلة على ذلك:
في الهجرة: انطلق المشركون على ذخائر رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه يتابعون الطرق ويفتشون جبال مكة حتى وصلوا إلى مغارة ثور، واستمع الرسول صلى الله عليه وسلم وصاحبه لأقدام المشركين وكلامهم.
يقول أبو بكر رضي الله عنه: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم وأنا في الكهف: لو نظر أحدهم تحت رجليه لرآنا!
وصف أبو بكر رضي الله عنه ما حدث من السرقة فيقول: فسافرنا بعد أن كبرت الشمس وتبعنا سارق بن مالك، فقلت: جئنا يا رسول الله، قال: (لا تحزن إن الله معنا). بطنها، فقال: إني أرى أنك دعوتني، فادع لي، والله عليك أن تستجيب لطلبك، فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم وهرب، فلم يلتق إلا بقوله: كفى لك ما هنا فلا يقابل إلا رده. قال أنس: “إن السرقة في أول النهار كانت جهادًا – مبالغة في البحث والضرر – على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي نهاية اليوم كان مسلحًا – يحرسه بسلاحه – “.
ولم يكتف الرسول صلى الله عليه وسلم بتحقيق هذه الصفة في شخصه، بل كان يثقف أصحابه بها ويعلمهم بها.
عن عدي بن حاتم قال: وأنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لما جاءه رجل وشكا له حاجته فجاءه آخر فشتكي. قطع له الطريق، وقال: يا عدي! فقلت: لم أرها وتنبأت عنها فقال: إذا طالت العمر لترى الضاعنة – المرأة – فإنها تنتقل من الحيرة حتى هي. تجول في الكعبة لا تخاف إلا الله. في البلاد ؟! وبينما أخذت عمراً طويلاً لفتح كنوز كسرى قلت: خسرة بن هرمز ؟! قال: كسرى ابن هرمز !!، وإن طالت العمر لترى الرجل يخرج حشوة كفه من الذهب أو الفضة، يسأل من يقبله ولا يجد من يقبله منه. قال عدي: رأيت الدعينة تسافر من ارتباك حتى تبحر حول الكعبة ولا تخاف إلا الله، وكنت على من فتح كنوز كسرى بن هرمز، ولو أخذك العمر لترى ما قال النبي أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: يخرج ملء كفه.
عن خباب بن العرات – رضي الله عنه – قال: (لقد شكا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وهو يسنده ردة في ظل الله. الكعبة له على الأرض، ثم يصنع فيها، ويؤتى بمنشار، ويوضع على رأسه وينقسم إلى قسمين، وما يمنعه عن دينه، ويمشط بالحديد. يمشط العظم أو العصب الذي تحت لحمه، وما يمنعه من دينه، والله يكمل هذا الأمر، حتى ينتقل الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف أحد إلا الله، أو الذئب على غنمه، لكنك في عجلة من أمرك.)
النهي عن التشاؤم في السنة
هناك علاقة وطيدة بين التشاؤم والعديد من مظاهر المرض النفسي وقلة الطاقة، فهو يجعل صاحبه ينتظر أسوأ ما يحدث، ويتوقع المنكر والفشل، ولهذا السبب النبي صلى الله عليه وسلم. يكره التشاؤم ويحب الفأل الطيب الذي كان مرتبطا بالعمل والأمل.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا عدوى، صفر صفر، ولا ظلم. قال الله صلى الله عليه وسلم: لا عدوى ولا طير ولا صفر ولا عباء. فقال عربي بدوي: يا رسول الله.
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الطائرة شرك، والطائرة شرك، والطير شرك). . قال النووي: الطيور شرك، بمعنى أنها تعتقد أنها نافعة أو ضارة. إذا عملوا بموجبه معتقدين أثره، فهو تعدد الآلهة، لأنهم أثروا فيه في العمل والخلق “
ومن خلال غزو الأحزاب والظروف الصعبة القاسية فيها، الحصار الجماعي لمختلف القبائل العربية واليهودية بجيش قوامه عشرة آلاف مقاتل، وشدة البرد والجوع والخوف، والمعاناة الشديدة في حفر الخندق، رغم كل هذا صلى الله عليه وسلم غرس التفاؤل والأمل في أصحابه. وعدهم ووعدهم بغزو بلاد الشام وبلاد فارس واليمن.
عن البراء بن ع رضي الله عنه قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفر خندق. قال وأظهر لنا صخرة لم تأخذ فيها مجارف، فشتكينا منها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذ الفأس، ثم قال: بسم الله، ضرب ضربة. فكسر ثلث الحجر، وقال: الله أكبر، لقد أعطيت مفاتيح بلاد الشام، والله أراها حمراء قصورها من هذا المكان، ثم قال: بسم الله، وضربت الآخرين، فكسر ثلث الحجر، وقال: الله أكبر، أعطيت المفاتيح لبلاد فارس، والله أنا أرى المدن، وأرى قصرها الأبيض من هذا المكان، ثم قال: بالاسم وضرب بضربة أخرى، فنزع باقي الحجر، وقال: الله أكبر، أعطيت مفاتيح اليمن، والله أنا أرى أبواب صنعاء من هذا المكان.
ومقابل رعايته صلى الله عليه وسلم في تربية أصحابه ورفعهم إلى التفاؤل الذي يوحي بالأمل والعمل والصبر والثبات في الدين، يحذرهم من وجهة نظر تشاؤمية تمنعهم من العمل والدعوة.، ويدفعهم إلى الإحباط واليأس الذي لا يرى الناس يأملون في الخير أو الهداية.
قال صلى الله عليه وسلم: (إذا قال الرجل: هلك الناس فهو أهلهم). وهدمهم بطريقتين شهيرتين: رفع الكاف وفتحه، ورفعه أشهر. قال الحميدي في الجمع بين الصحيحين: “الرفع أشهر ومعناه أشد ضررا، وأما رواية الفتح فمعناه هلاكها. لا، لقد هلكوا في الواقع. “
مصادر:
- الراوي: أبو بكر الصديق محدث: | : الصفحة أو الرقم: 2381 | ملخص الحكم المحدث: [صحيح] []
- الراوي: عدي بن حاتم الطائي محدث: | : الصفحة أو الرقم: 3595 | ملخص الحكم المحدث: [صحيح []
- الراوي: خباب بن الفن | محدث: | : الصفحة أو الرقم: 6943 | ملخص الحكم المحدث: [صحيح] []
- الراوي: أبو هريرة | محدث: | : الصفحة أو الرقم: 2220 | ملخص الحكم المحدث: [صحيح] []
- الراوي: عبدالله بن مسعود | محدث: | : الصفحة أو الرقم: 4/105 | ملخص الحكم المحدث: [لا ينزل عن درجة الحسن وقد يكون على شرط الصحيحين أو أحدهما] []
- الراوي: البراء بن ع محدث: | : الصفحة أو الرقم: 18694 | خلاصة الحكم المحدث: أصله في الصحيح []
- الراوي: أبو هريرة | محدث: | : الصفحة أو الرقم: 2623 | ملخص الحكم المحدث: [صحيح] []