توقف مع الكاتب
“مولود فرعون الصبي الأمازيغي” (1913_1962) كاتب جزائري نشأ في قرية تيزي هبل بولاية تيزي وزو بالجزائر. لذلك التحق بالمدرسة الابتدائية في قرية تاوريرت موسى، وكان يسير مسافة طويلة للوصول إلى مدرسته، وكان سعيدًا جدًا بذلك. تحدى ابن الفرعون ظروفه الصعبة والقاسية من جانب الفقر ومن جهة الاحتلال الفرنسي، وأكمل دراسته. وتخطيت كل الحواجز، وتمكنت من تجاوزها. حصلت على منحة دراسية للدراسة في المدرسة الثانوية في تيزي وزو أولاً وفي مدرسة المعلمين في بوزريعة بالجزائر.
وتعتبر رواية نجل الكاتب الراحل “مولود فرعون” أهم عمل جزائري. توافد الكثيرون لترجمتها إلى حوالي 25 لغة دولية، بسبب الأفكار العظيمة والقيم الإنسانية التي احتوتها.
يعلق الكاتب فرعون في روايته على الظلم الذي عانى منه الشعب الجزائري منذ سنوات طويلة في ظلمة الاحتلال الفرنسي، منذ أحداث الرواية بعد انتهاء “معركة الجزائر” الشهيرة عام 1957 م.
تتناول رواية “ابن الفقراء” مأساة الجزائريين المساكين، وتشرح فيها كيف تتشكل الشخصية الحقيقية للرجل القبلي، حيث يبدأ الرضيع معركته مع الحياة منذ الولادة. إما أن تقاوم الحياة لتنعم بحياة كريمة، أو تنغمس في الحياة والفقر وتعيش في الذل والإذلال لبقية حياتك.
تدور الرواية حول قصة الشاب الفقير “فورلو” الذي يعيش حياة صعبة، يحاول فيها الحفاظ على عاداته وأخلاقه وقيمه التي ورثها عن والديه وأجداده، وفي نفس الوقت. . يحاول التكيف مع البيئة التي يعيش فيها تحت الاحتلال الفرنسي، فيحاول أن يتعلم لغة غريبة وثقافة غريبة. إنها اللغة الفرنسية ليتمكن من إكمال تعليمه الثانوي في مدرسة فرنسية، وكان يخاف دائمًا من الفشل والإحباط، لكن فورلو يصر على إكمال ما بدأ في تحقيقه هو وكيانه، قهرًا كل الظروف من حوله، وكان يردد دائمًا وحيدًا وحيدًا في هذه المعركة الرهيبة التي لا رحمة لها. . ”
ولد بطل الراوي في نفس العام الذي ولد فيه “ابن فرعون” ويعيش في نفس البلدة التي عاش فيها “ابن فرعون” في الجبال، ويكبر الكاتب والبطل ويتحدى الصعوبات و إنهم يعملون كمعلمين، وتصاب الحياة بمرض عقلي ويحبسونها في مكان بعيد.
وتبدأ معاناته بعد انتهاء المرحلة الابتدائية، حيث أن المدرسة الثانوية بعيدة ولا يوجد مكان للنوم، لذلك يعرض “عزير”، وهو طالب فقير مثله، أن ينام معه في نفس المنزل، ونرى أيضًا أثناء رواية اللحظات الجميلة التي عاشها سكان البلدة في جمع الزيتون والفواكه، عانى فورلو في البداية من عقدة النقص بجانب الطلاب المحيطين به، لكنه سرعان ما تخلص من هذا المجمع.
الرواية مثال حي للإنسان الذي يريد الحياة ويقاوم الظروف ويتحدى الصعوبات لتحقيق أهدافه، ويصبر على أيام الذروة.