تحرص كثير من الفتيات على ارتداء أفخم الماركات و أجمل الإكسسوارات و التعطر بأجمل العطور خلال فترة الخطوبة ، حيث تدأب على زيارة صالونات التجميل و عيادات الجلدية و استخدام وصفات التبييض و التنعيم و غيرها من الانترنت ، و كل ذلك لتظهر بأبهى حلة أمام زوج المستقبل الذي يظل يحلم بنظرة من عين فاتنته التي حظي بها بعد طول انتظار، و تتم مراسم الزواج و يعيش في بداية الحياة الزوجية ملكاً أمام زوجته التي لا يمكن أن يراها حتى فور استيقاظها من النوم سوى بكامل حليتها و زينتها ، و يمر الوقت و يبدأ الزوج بالإحساس بالغيرة على زوجته ، فهو يرى أنه صاحب هذا الجمال ولا لأحد حق في التمتع به سواه حتى ولو كنّ قريباتها أو صديقاتها ، ليمنع الزوج زوجته من التزين ووضح مستحضرات التجميل فهو مكتف بما هي عليه و لا داعي للمبالغة في التزين عند خروجها لزيارة صديقة أو قريبة ما . كل ذلك كي لا يخبرها بأنه يغار عليها فينتقص ذلك من رجولته ، أما هي فترى أن الكلفة قد تلاشت بينها و بين زوجها فلا داعي للتجمل فلديها الآن طفل يحتاج إلى رعاية ، و ليس لديها الوقت الكافي لما قد تعتقده مظاهر لا داعي لها ؟ وما بين عناد الزوج و إهمال الزوجة تدب الخلافات و تبدأ المشاكل ، و الضحية هي الحياة الزوجية الذي فقدت صور الجمال و الغزل التي عاش لياليها الدافئة كل من الزوجين في فترات الخطوبة و بدايات الزواج ، فمن هو المسؤول الأول الزوج أم الزوجة ؟ و ما الحل الأمثل لعلاج هذه المشكلة ؟ إن المسألة بسيطة للغاية فالتزين و التجمل هي فطرة الأنثى التي فطر الله عليها نساء الأرض، و هي فن من فنون المعاشرة الزوجية الذي به تحرص المرأة على استمرارية زواجها ، و هي الجاذبية التي تمنحها أي زوجة لزوجها حتى لا تقع عينه على أخرى غيرها مهما كان جمالها ، و هي الضمان الذي به تثق بأن مشاعر الزوج نحوها ما زالت متأججة لم تضعف، بل هو أكثر رغبة و تعلقاً بها ، و هو الواجب الذي أمرها الله به كي تحفظ زوجها عن البحث عن أخرى قد توقع به في مسالك الحرام . من المؤسف حقاً أن تتزين بعض الفتيات لكي تتمكن من الزواج فقط ، و بعد أن يتم لها المراد تتخلى عن أبسط مفاهيم الأنوثة، و تذهب الحاجة إلى وقوفها أمام المرآة للتزين و التجمل لزوجها وكأنها و بزواجها قد حصلت على شهادة اعتراف بجاذبيتها وحسنها ..و بالتالي لا حاجة بعد الآن للاهتمام !!وذكرت ( خلود – متزوجة من سنتين بدون أطفال ) أن الفضل يعود لحرصها على أناقتها و اهتمامها بزينتها لزوجها الذي يشجعها دائماً على التجمل من خلال إبداء رأيه المستمر بكل ما ترتديه من ملابس و اكسسوارات منذ أن كانا في فترة الخطوبة ، و أبادله الأمر كذلك فأنا حريصة على أناقة زوجي و اهتمامه و كل ذلك عائد إلى مشاعر التفاهم و الحب التي تجمعنا ، في حين استبعدت أن تهمل نفسها إذا ما أنجبت أطفالا في المستقبل فهي ترى أن تزينها و تجملها لزوجها جزء من مسؤولياتها وواجباتها تجاه زوجها و لا يمكن أن تقيم أمراً على حساب الآخر. في حين ترى ( أم خالد – أم لثلاثة أطفال ) أن مسؤوليات المنزل و الأطفال قد تقلل كثيراً من تمكن المرأة من التفرغ الكامل لزوجها ، خاصة أن أغلب الرجال أنانيون لا يهتمون سوى بما يلبي رغباتهم دون الإحساس بحجم المسؤولية الملقاة على المتزوجة الأم، ثم تردف قائلة : « حنا زواج و تزوجنا و عيال و جبنا وش له المبالغة في المظاهر « . ( نوف – متزوجة و أم لطفلة ) أرجأت تخليها عن الاهتمام برشاقتها خاصة بعد إنجابها طفلتها مؤخراً ، إلى زوجها الذي يرفض انضمامها لأحد مراكز الرياضة ، أو حتى مجرد ممارستها رياضة المشي على ممشى الكورنيش متحججاً بأنها زيادة في المصاريف و إهدار للوقت. ( وفاء – متزوجة حديثاً ): أنا أحافظ على زينتي و تجملي لزوجي منذ زواجي الذي لم يمض عليه سوى ثلاثة أشهر، لكن ما يضايقني حقاً هو إصرار زوجي على عدم وضعي مستحضرات التجميل في زيارات القريبات و عزايم الصديقات، مستغربة من هذا التصرف الذي سبب لها إحباطاً و إحراجاً كبيراً كونها عروسا جديدة يفترض أن تظهر أمام الأخريات بأجمل مظهر . إذن تتعدد الأسباب التي تدفع بالمرأة لإهمال زينتها لزوجها من وجهة نظرها ، فهي ترى أن مطالب الزوج المستمرة و أنانيته و مسؤوليات البيت والأسرة و تربية الأطفال ، عوامل تعددت جميعها لتقف حجر عثرة أمام اهتمامها بنفسها و تزينها الذي تضعه في خانة متأخرة أمام مسؤولياتها الأخرى تجاه بيتها و أسرتها ، في حين يراه أخصائيو الاجتماع أمراً هاماً بل ركيزة أساسية يرتكز عليها استقرار العلاقات ما بين الزوجين حين تخبرنا الأخصائية الاجتماعية الأستاذة / أميرة الدوسري بأن التزين و التجمل مسؤولية مشتركة بين الزوج و الزوجة ، فمن الصعب أن نلقي بالمسؤولية كاملة على الزوج في إهمال زوجته للزينة، حين تتحجج بعض الزوجات في إهمال زينتهن بكثرة المشاغل و المسؤوليات ، وأيضاً لا نحمل الزوجة التي ترغب في التزين لزوجها في حين يرفض هو تحمل تكاليف شراء مستحضرات التجميل أو ملابس معينة أو حتى التفرغ لمرافقتها إلى الممشى لممارسة الرياضة ، إن على الزوج و الزوجة معاً التفاهم على إيضاح متطلبات كل منهما الراغب بها من الآخر دون تحميل طرف منهما المسؤولية كاملة، فمن غير المعقول أن يطالب رجل زوجته بالاهتمام بجمال هندامها و نظافتها و رائحتها الطيبة في حين أنه « رجل مدخن « مهمل لشعره ، و شواربه و نظافته الشخصية ، فقد قال ابن عباس رضي الله عنه « إني لأتزين لامرأتي كما تتزين لي « ، و أيضاً لا يجب أن تشتكي المرأة من خيانة زوجها لها و مغازلته للأخريات و وصف محاسنهن في حين تتخلى عن أبسط مقومات الأنوثة من تجمل و تزين و تأنق و اهتمام بقوامها و رائحتها أمام زوجها ، لذا فإن الاهتمام بالمظهر حق شرعي متبادل واجب على الزوج و الزوجة معاً ، بل هو السبب الأكيد في كسب مودة وقلب وحب كلاهما للآخر ، فتقسيم الزوجة لمسئوليات بيتها وزوجها وأولادها بالعدل يساعدها على أن تمسك بدفة الأمور و أن تبرز أمام زوجها دائماً بأبهى حلة ، كما أن حرص الزوج على امتداح زينة زوجته و عدم تجاهلها و مبادلتها كلمات الإعجاب و الغزل دور في رفع معنوياتها و حرصها على إبداء كل ما هو جميل فيها لزوجها و بذلك تستمر الحياة و تعمر القلوب بفيض من الحب و الدفء المتبادل.