

لبيروت: الورق الأصفر
"المرء هو حصيلة ذكرياته.. فكيف ستصبح أمه الرقيقة دون ذكرياتها؟"
هي قصة مدينتين.. وقصة زمنين.. وقصة حبيبين
تأتي رواية خميلة الجندي الثالثة لتأخذ القارىء على بساط من المشاعر الإنسانية المتشابكة ليرى القاهرة وبيروت.. كيف كانتا وكيف أصبحتا..
فيحترم حسن، ويرثى لحال هدى، ويبغض هشام، ويتوحد مع نور..
"لبيروت.. الورق الأصفر" مقطوعة سيمفونية تتألف حركتها لغة بلهجات عذبة، وسرد سلس، وشخصيات إنسانية آسرة في فضاء روائي يشيع ولعًا ببيروت.
دكتورة نهال ناجي سرحان
أستاذ مساعد اللغويات التطبيقية
هي قصة مدينتين.. وقصة زمنين.. وقصة حبيبين
تأتي رواية خميلة الجندي الثالثة لتأخذ القارىء على بساط من المشاعر الإنسانية المتشابكة ليرى القاهرة وبيروت.. كيف كانتا وكيف أصبحتا..
فيحترم حسن، ويرثى لحال هدى، ويبغض هشام، ويتوحد مع نور..
"لبيروت.. الورق الأصفر" مقطوعة سيمفونية تتألف حركتها لغة بلهجات عذبة، وسرد سلس، وشخصيات إنسانية آسرة في فضاء روائي يشيع ولعًا ببيروت.
دكتورة نهال ناجي سرحان
أستاذ مساعد اللغويات التطبيقية
213 pages, Paperback
First published January 26, 2022



4 people are currently reading



79 people want to read
About the author
خميلة الجندي
24 books211 followers
روائية ومترجمة أدبية مصرية. ولدت في أكتوبر 1998.
Ratings & Reviews
Friends & Following
Create a free account to discover what your friends think of this book!
Community Reviews
Displaying 1 - 30 of 34 reviews
رواية آسرة وبديعة، كُتبت باحترافية تثير الإعجاب.
قرأت الرواية في مسودتها الأولى، وقتها أعجبتني سلاستها البسيطة وحبكتها المفعمة بشجن يمسُّ القلب. في المرة الثانية انتبهت أكثر للتفاصيل، راقتني تعديلات الكاتبة وإضافاتها، واستحسنت الإطار السياسي الذي غلّفت به الأحداث دون انزلاق إلى فخ الخطابة أو العمق الزائف، جعلني كل هذا أنغمس في دواخل كل شخصية وأفكارها ومشاعرها حتى توحدت معها.
الحبكة بسيطة فلن تجد هنا قصة خارقة للمألوف؛ أمٌ لبنانية تصاب بألزهايمر فتقرر جمع شتات أبنائها المتفرقين في البلاد لتلقاهم لمرة أخيرة، ومن هنا نبدأ في التعرف على حكاياتهم. قصة بسيطة ربما، ستستمع إليها مجردة فتهز رأسك وتقول: لا بأس بها، لكنّ المعالجة الراقية واسلوب السرد وجمال التعبيرات منحوها رونقًا أجمل بكثير. أقلام نادرة هي التي تقدر على تحويل أبسط الحكايا لروايات بديعة تستحق مكانًا مميزًا في مكتبتك.
لخميلة قدرة على التعبير عن أصعب المشاعر الانسانية بأقل كلمات وأكثرها فصاحة وبلاغة، في هذه الرواية كانت تتنقل بسلاسة بين ست شخصيات كاملة متبايني الأعمار والعقليات والنفوس، لكنها فاجئتني بقدرة على التعبير عن كل واحد منهم ببراعة وذكاء وعذوبة، حتى القصص الثانوية كانت قادرة على إيفائها حقها بالكامل.
إن كنتُ استحسنت جهد الكاتبة في قراءتي الأولى للرواية، ففي الثانية انتزعتْ مني أربع نجمات كاملة وخانة متفردة في قائمة الروائع، مع اعتراف أفخر حين أقرُّ به:
هذه أديبة حقيقية، وحكّاءة بارعة، صرتُ أترقب جديدها لا عن صداقة، بل عن يقينٍ أنها ستحفر لنفسها مكانًا تستحقه بين أبرع كاتبات مصر.. إن لم تكن قد شرعت في هذا بالفعل.
قرأت الرواية في مسودتها الأولى، وقتها أعجبتني سلاستها البسيطة وحبكتها المفعمة بشجن يمسُّ القلب. في المرة الثانية انتبهت أكثر للتفاصيل، راقتني تعديلات الكاتبة وإضافاتها، واستحسنت الإطار السياسي الذي غلّفت به الأحداث دون انزلاق إلى فخ الخطابة أو العمق الزائف، جعلني كل هذا أنغمس في دواخل كل شخصية وأفكارها ومشاعرها حتى توحدت معها.
الحبكة بسيطة فلن تجد هنا قصة خارقة للمألوف؛ أمٌ لبنانية تصاب بألزهايمر فتقرر جمع شتات أبنائها المتفرقين في البلاد لتلقاهم لمرة أخيرة، ومن هنا نبدأ في التعرف على حكاياتهم. قصة بسيطة ربما، ستستمع إليها مجردة فتهز رأسك وتقول: لا بأس بها، لكنّ المعالجة الراقية واسلوب السرد وجمال التعبيرات منحوها رونقًا أجمل بكثير. أقلام نادرة هي التي تقدر على تحويل أبسط الحكايا لروايات بديعة تستحق مكانًا مميزًا في مكتبتك.
لخميلة قدرة على التعبير عن أصعب المشاعر الانسانية بأقل كلمات وأكثرها فصاحة وبلاغة، في هذه الرواية كانت تتنقل بسلاسة بين ست شخصيات كاملة متبايني الأعمار والعقليات والنفوس، لكنها فاجئتني بقدرة على التعبير عن كل واحد منهم ببراعة وذكاء وعذوبة، حتى القصص الثانوية كانت قادرة على إيفائها حقها بالكامل.
إن كنتُ استحسنت جهد الكاتبة في قراءتي الأولى للرواية، ففي الثانية انتزعتْ مني أربع نجمات كاملة وخانة متفردة في قائمة الروائع، مع اعتراف أفخر حين أقرُّ به:
هذه أديبة حقيقية، وحكّاءة بارعة، صرتُ أترقب جديدها لا عن صداقة، بل عن يقينٍ أنها ستحفر لنفسها مكانًا تستحقه بين أبرع كاتبات مصر.. إن لم تكن قد شرعت في هذا بالفعل.
يستطيع اي سائق أن يسير بسيارته في طريق مستقيم، لكن فقط المتمكن هو الذي يستطيع أن يسلك طرق شديدة الانحراف دون وقوع حوادث.
الأمر ذاته مع الكاتب الذي يستطيع دائمًا أن يحكي قصته بطريقة سهلة ومستقيمة لكن فقط المحترف هو الذي سيحكي لك القصة ذاتها بتغيير الشخوص والأصوات دون أن يفلت منه او منك كقارئ زمام الحكاية، وهذا الذي فعلته Khamila El-Guindy في روايتها الرائعة لبيروت (الورق الأصفر).
فقد حكت لنا الكاتبة حكاية هدى لبنانية المنشأ مصرية الهوى التي استيقظت في إحدى الصباحات في بلد غريب، ولا تتذكر من ماضيها شئ.
فجاءت الحكاية بأصوات من يتذكرون لكل هل ذكرياتهم هي ذاتها ذكريات هدى وهل اي من هذه الذكريات ستساعد في استعادة الذاكرة؟
أحكمت خميلة جديلتها بلغة عظيمة، وحبكة ممتعة، وسرد في منتهى الروعة.
كانت بارعة لدرجة أنني قد نسيت فعلًا بعدما كنت في البداية فقط أتناسى أن هذه الخميلة هي صديقتي التي لم تزور لبنان قط.
أبدعتي وفاق إعجابي بك وبروايتك وقلمك توقعاتي ❤️
#رشحلي
#لبيروت
#خميلة_الجندي
الأمر ذاته مع الكاتب الذي يستطيع دائمًا أن يحكي قصته بطريقة سهلة ومستقيمة لكن فقط المحترف هو الذي سيحكي لك القصة ذاتها بتغيير الشخوص والأصوات دون أن يفلت منه او منك كقارئ زمام الحكاية، وهذا الذي فعلته Khamila El-Guindy في روايتها الرائعة لبيروت (الورق الأصفر).
فقد حكت لنا الكاتبة حكاية هدى لبنانية المنشأ مصرية الهوى التي استيقظت في إحدى الصباحات في بلد غريب، ولا تتذكر من ماضيها شئ.
فجاءت الحكاية بأصوات من يتذكرون لكل هل ذكرياتهم هي ذاتها ذكريات هدى وهل اي من هذه الذكريات ستساعد في استعادة الذاكرة؟
أحكمت خميلة جديلتها بلغة عظيمة، وحبكة ممتعة، وسرد في منتهى الروعة.
كانت بارعة لدرجة أنني قد نسيت فعلًا بعدما كنت في البداية فقط أتناسى أن هذه الخميلة هي صديقتي التي لم تزور لبنان قط.
أبدعتي وفاق إعجابي بك وبروايتك وقلمك توقعاتي ❤️
#رشحلي
#لبيروت
#خميلة_الجندي
"إن المرء هو حصيلة ذكرياته".
ذكريات تهد 🔨⛏🧱و ذكريات بتبنى 🏗
ومجموعة مشاهد 🤳سابقة عمالة بتجرى 🏃♀️🏃♀️
بتشكل حياتك اللى جاية واوقات بنقفل علي الصورة 🖼 الحلوة اللى محتفظين بها فى خيالنا 💭 وبنتعلق بها علشان ديه اللى باقية من ريحة الحبايب 🥰اللى فاتونا وحاولوا يكسروا الصورة علينا …
وذكرياتك يا " هدى " وجعتلى قلبى 💔.. وشيلتنى همك ..
ذكرياتك عن بلد شتته الحروب الطائفية 🚁⚔️والسياسية 🧨.. خيانات وغدر والطعنات 🔪لما بتيجى من القريب بتبقى لها مرارة 🧂ووجع 😩اكبر وبتتحفر 🕳فى القلب 💙اعمق من طعنة 🔪الغريب…
ولا ذكريات اولادك 👦🏻🧑🏻🦱👩🏼🧑🏻🧒🏻اللى فرقهم الطموح .. 🧑🏻💻👩🏼💻
وادى حال الدنيا 🤷♀️
نفسى نفسى النية خير عايزين يكبروا ويشوفوا مصالحهم لكن الهجر كان بزيادة والفترات وسعت مداها ..
واللى سافر بغرض دراسة ✏️📖 مرجعش بعد ما اخد الشهادة 🎓 …
واللى سافر بغرض اشغاله👩🏼💻 … مرجعش بعد ما حقق احلامه..
ولا الجبار العاق اللى اخد التدين ستار لقطع العلاقات …
احب اقولك انت ابن مش بار … ومع ذلك فضلت فى القلب برغم القساوة…
اكتفيتى بزيارات خاطفة والتجمع بقى ناقص
ومقتصر على فرح 👰🏻♀️🤵🏻قريب او سبوع حفيد 👩🏼🍼او احتفال بنجاح صفقة مع عميل 🤝🧑🏻💻..
"لا ما راح إزعل ع شىء ما راح أبكى على شي لا ع الحب ال عذبنى لا ع القلب ال خان لا ع الحلم ال فارقنى ولا ع حالى كيف كان" …. ماجدة الرومى
فاتوا كتير اللى هجر حضن 🤗 " الست هدى "
بس من رحمة ربنا انه سابلها ذكريات حلوة معششة فى خيالها 💭 ايام طفولة وبراءة اولادها .. وبيتها🏡 اللى متجمعين فيه حوالين سفرتها وبيلعبوا فى جنينتها ⛲️…
سابلك الشريك وحنيته وايده على كتفك ومحوطاكِ وسنداكِ فى أزمتك..
هى مش أزمة هى رحمة من ربنا أن يفضل شريط 📼 الذكريات الحلوة هو آخر حاجة شغالة فى بالك 💙
فى عالم ملىء بروايات الجرائم والاكشن والرعب اخدتنى خميلة لرواية انسانية جميلة وهادية سافرت ✈️ معاها على لبنان 🇱🇧 واتعوج معاها اللسان ☺️
تخيلت بيت 🏡 " جبيل" ولمة الاولاد 👨👩👧👦
حسيت بأوجاعهم و فرحهم وكان نفسى يتلم شملهم 💙 لكن القدر كان أرحم على هدى من العيال……. 🤭
"شجرتى الكبيرة ستتفرق اوراقها مع رياح الزمان كما أوراق الخريف 🍂 "
#مكتبة_دنيا
#قراءات_٢٠٢٢
لأول مرة اقرأ رواية بهذا التفرد.
بمرور الصفحات تشعر أن هذه الرواية كتبت على نول نسيج ولم تكتب على ورق. لم تمزج رواية من قبل بين القاهرة والاسكندرية وبيروت والجبل وباريس والسبعينات والآن والحرب والرخاء والتدين والتعصب والإلحاد والألزهايمر. ليس مزجا عاديا بل تناغم لاتجده إلا في نسيج حريري لا تجمع خيوطه المتناثرة في نص متماسك إلا براعة كاتبته.
لبيروت الورق الأصفر، أبدعت يا خميلة كل الإبداع في هذه الرواية. الف شكر
بمرور الصفحات تشعر أن هذه الرواية كتبت على نول نسيج ولم تكتب على ورق. لم تمزج رواية من قبل بين القاهرة والاسكندرية وبيروت والجبل وباريس والسبعينات والآن والحرب والرخاء والتدين والتعصب والإلحاد والألزهايمر. ليس مزجا عاديا بل تناغم لاتجده إلا في نسيج حريري لا تجمع خيوطه المتناثرة في نص متماسك إلا براعة كاتبته.
لبيروت الورق الأصفر، أبدعت يا خميلة كل الإبداع في هذه الرواية. الف شكر
ليست نوعي المفضل في الرواية، حيث تغلب الشاعرية على حساب منطقية الاحداث ، رواية تذكرني بكتابات احلام مستغانمي واثير الناشمي ولكن على ستايل مصري. لكن عموما وكمجمل استطيع ان اقول انها رواية لطيفة.
القاهرة - بيروت
بدي فل.
. عبارة جميعنا يعرفها، تعني أريد أن أذهب باللهجة اللبنانية .. هكذا تبدأ خميلة الجندي ثالث أعمالها الأدبية "لبيروت .. الورق الأصفر" .. فقط بدي فل.
خميلة الجندي كاتبة و مترجمة مصرية حاصلة على ليسانس الألسن في اللغة الانجليزية و دبلومة الألسن في الأدب الانجليزي و قد صدر لها روايتي ولع و ميلاء ، وأخيرا لبيروت عن دار نهضة مصر ..
بدي فل .. تبدأ الرواية بهذه العبارة البسيطة و التي لا نلبث أن نكتشف أنها بمثابة مفتاح لباب ندخل منه بصحبة هدى بطلة الرواية الي أعماق ذكرياتها و التي تجاهد لتتذكرها و في نفس الوقت لا تدري كيف تعود الي عقلها بهذا الزخم (أسأله بقلب يصفق فرحا في الخفايا ، وعقل يخاف حقيقية الاجابة : كيف رجعت؟ ص12).
تتجمع الذكريات و يجتمع الاشخاص في ذهن هدى فتحكي تارة عن عمتها وتارة عن فارس ثم تقفز الي أصداء الانفجارات في الجبل و رؤية طائرات العدو (في الافق البعيد أنا وحدي من لمح هذه الطائرة التي تشبه الشبح ، ذيلها موشى بنجمة أعرفها جيدا وأعي ما تمثله من نذير شؤم ص13).
تأخذنا الكاتبة الشابة في رحلة داخل ذهن هدى المهدد بالعطب ، وتتركنا للذكريات للتقاذفنا ذكري تلو الاخري ، فما بين عين الرمانة و الفتنة الطائفية و انقسام مجلس النواب نجد انفسنا نعيش الوضع اللبناني في تلك الفترة (لم يبحث القائمقام عن مصلحة لبنان العليا و لم يسع اصحاب النفوذ والاقطاعيون الا مصلحة طوائفهم ص16).
أجادت خميلة اختيار الفاظ روايتها فوضحت لنا مدي تعلق هدي بوطنها و حبها له (اسيظل الوطن بخير بعد هذه الحوادث المتتاليه؟ ص17) و مدى تأثرها بما آل اليه الحال اللبناني ، و اصرارها علي التساؤل عن الوطن و عن هذا الاشيب الحزين ذو الوجه الهش الذي يراقبها بطرف خفي و كأنها تجعل منه وطنها الاعتباري وواحة امانها ، لتتضح لنا الصورة رويدا رويدا و نراها كاملة .
عمتي صباح
كانت المساحة الاكبر من ذكريات هدى من نصيب عمتها صباح و قصة حبها المرفوضة ، و قد يجد القاريء أن نظرة هدى لعمتها قد ساهمت بشكل اساسي في تمحور شخصيتها و تكوين الجزء المتمرد قوي الشكيمة من شخصيتها و الذي جعلها تستطيع اتخاذ العديد من القرارات الغير التقليدية في حياتها ، و هنا ايضا عمدت الكاتبة الي اختيار مفردات تشي بمدى قوة ملاحظة هدى الطفلة و تركيزها مع الاحداث من حولها (اتابع نظراتهما خلسة ص20 ، وعيت رغم عمري الصغير ص20 ، وكنت اتلصص عليها ص21) و من بعد فرار العمة صباح ولحاق عائلة هدي بها ، بدأت الحياة تأخذ منحى مختلف تماما.
و بدأت مصر تلوح في الافق لتأخذ خميلة خيطا مصريا من هنا و خيطا لبنانيا من هناك و تنسج لنا نسيجا بديعا تتماهي فيه اللهجة المصرية مع الللهجة اللبنانية مشكلة لوحة بديعة تحكي لنا قصة هدى وحسن ..(وصار كل شيء بسرعة ، حسيت حالي مغرومة في من بس اطلعت في عيونو اللي متل العسل ص25).
الشعر الجغري المجنون:
هدي ، حسن ، هشام ، رشيد ، نور ، فارس و جاد ... أبطال قصتنا المشتتون ما بين مصر و لبنان و باريس ، ينادي اباهم بلم الشمل عندما تمرض هدى و تسقط فريسة لمرض يلتهم ذكرياتها و يجعلها تتساقط مثل اوراق الخريف الصفراء ، و قبل أن تفقد كل ما يربطها بماضيها ، و قبل ان تنسي ، لا تطلب من حسن سوى العودة لبيت جبيل فينادي الاب و الزوج المكلوم بلم شمل الاسرة التي كان قد ساهم في المقام الاول في تشتتها ليحقق الرغبة الاخيرة لشريكة عمره و لعل تلك الرغبة تكون المنجية.
(والدتك اتشخصت في مرحلة متأخرة من الزهايمر ، قدامها فترة مش طويلة و هتبدأ تفقد سيطرتها علي نفسها تماما ، وكل ذكرياته�� ، بابا لسه مكلمني من لندن و بيقول انها طلبت ترجع لبنان ، هنتجمع كلنا في بيت جبيل يوم رأس السنة ، ياريت تيجي يا هشام ، ممكن تبقي اخر فرصة تشوفها فيها ) ص84
من خلال تجمع العائلة نبدأ في التعرف علي افراد الاسرة و ما حل بكل منهم و مدي تأثير هذه الامور علي العائلة بشكل عام و علي هدي بشكل خاص ، فنجد هشام الابن المدلل ، قرة عين هدي و المتخبط ما بين اقصي اليمين و اقصي اليسار و الذي يخشي نفسه اكثر من اي شيء اخر ، فتحول الي شخص جاف المشاعر يسقط اخطائه علي كل من حوبه و يفقد علاقاته الانسانيه مع اقرب الناس اليه ، و هذا يتماشي تماما مع نمط شخصيته و التي اجادت الكاتبة رسمها (لم يكن هشام الاخ الاكبر المثالي ، بل كان مشاكسا يحارب اخوته للحصول علي القدر الاكبر من الاهتمام و الرعاية) ص85
وعلي النقيض تقدم لنا خميلة رشيد واسع القلب الصبور المحب المضحي ، و الذي يقدم مصلحة العائلة و رضا ابويه علي اهوائه و رغباته الشخصية .
ثم نجد نور و فارس و الفاجعة التي اصابت تلك العائلة في مقتل و جعلت الم الفقد يترك اثرا مرا مقيما في حلق هدي (خسارة فارس هي لطمة اشد من لطمة هشام الذي غاب عن مشهد الجنازة و العزاء بقلب بارد و عقل متحجر) ص107
و قد يكون لهذه الحادثة وتباعتها اثرا حادا في نفس هدى فقد جاءتها الطعنة من اقرب الابناء الي قلبها و في توقيت كان جرحها يبحث عن من يضمده و ليس من يسكب بداخله الملح ، ولعل هذا كان من اثره استسلامها للمرض كصورة من صور رفض الواقع و التمرد عليه.
نذهب مع نور بصحبة خميلة لنعيش رحلة تعافيها ، فقدت نور ذاتها مع فارس و اعاد اليها روحها جاد ، الاخ الاقرب روحا و طبعا للأم ، صاحب اللهجة اللبنانية الصافية و صاحب النفس الراضية ، و قد يكون هذا تأكيدا علي قوة رابطة الاخوة و ترابط العائلة كما كانت تتمناه هدى و تحلم ان تراه يقر في قلوب ابناءها.
تقودنا الرواية نحو تساؤل وجودي .. ما قيمة الحياة دون ذكريات؟ اسنبقي نفس الاشخاص؟ هل ستبقي الحياة كما نعرفها؟
ارادت الكاتبة الشابة أن تأخذنا في رحلة ما بين بلدين مع قلب تمزق بينهما فأبت الا أن تدق جرس انذار لينبهنا أن الحياة اقصر مما يبدو و لن يبقي لنا الا الذكريات .
#رشاماجد
#رأي_حيادي_لقارئ_عادي
#لبيروت
Khamila El-Guindy
بدي فل.
. عبارة جميعنا يعرفها، تعني أريد أن أذهب باللهجة اللبنانية .. هكذا تبدأ خميلة الجندي ثالث أعمالها الأدبية "لبيروت .. الورق الأصفر" .. فقط بدي فل.
خميلة الجندي كاتبة و مترجمة مصرية حاصلة على ليسانس الألسن في اللغة الانجليزية و دبلومة الألسن في الأدب الانجليزي و قد صدر لها روايتي ولع و ميلاء ، وأخيرا لبيروت عن دار نهضة مصر ..
بدي فل .. تبدأ الرواية بهذه العبارة البسيطة و التي لا نلبث أن نكتشف أنها بمثابة مفتاح لباب ندخل منه بصحبة هدى بطلة الرواية الي أعماق ذكرياتها و التي تجاهد لتتذكرها و في نفس الوقت لا تدري كيف تعود الي عقلها بهذا الزخم (أسأله بقلب يصفق فرحا في الخفايا ، وعقل يخاف حقيقية الاجابة : كيف رجعت؟ ص12).
تتجمع الذكريات و يجتمع الاشخاص في ذهن هدى فتحكي تارة عن عمتها وتارة عن فارس ثم تقفز الي أصداء الانفجارات في الجبل و رؤية طائرات العدو (في الافق البعيد أنا وحدي من لمح هذه الطائرة التي تشبه الشبح ، ذيلها موشى بنجمة أعرفها جيدا وأعي ما تمثله من نذير شؤم ص13).
تأخذنا الكاتبة الشابة في رحلة داخل ذهن هدى المهدد بالعطب ، وتتركنا للذكريات للتقاذفنا ذكري تلو الاخري ، فما بين عين الرمانة و الفتنة الطائفية و انقسام مجلس النواب نجد انفسنا نعيش الوضع اللبناني في تلك الفترة (لم يبحث القائمقام عن مصلحة لبنان العليا و لم يسع اصحاب النفوذ والاقطاعيون الا مصلحة طوائفهم ص16).
أجادت خميلة اختيار الفاظ روايتها فوضحت لنا مدي تعلق هدي بوطنها و حبها له (اسيظل الوطن بخير بعد هذه الحوادث المتتاليه؟ ص17) و مدى تأثرها بما آل اليه الحال اللبناني ، و اصرارها علي التساؤل عن الوطن و عن هذا الاشيب الحزين ذو الوجه الهش الذي يراقبها بطرف خفي و كأنها تجعل منه وطنها الاعتباري وواحة امانها ، لتتضح لنا الصورة رويدا رويدا و نراها كاملة .
عمتي صباح
كانت المساحة الاكبر من ذكريات هدى من نصيب عمتها صباح و قصة حبها المرفوضة ، و قد يجد القاريء أن نظرة هدى لعمتها قد ساهمت بشكل اساسي في تمحور شخصيتها و تكوين الجزء المتمرد قوي الشكيمة من شخصيتها و الذي جعلها تستطيع اتخاذ العديد من القرارات الغير التقليدية في حياتها ، و هنا ايضا عمدت الكاتبة الي اختيار مفردات تشي بمدى قوة ملاحظة هدى الطفلة و تركيزها مع الاحداث من حولها (اتابع نظراتهما خلسة ص20 ، وعيت رغم عمري الصغير ص20 ، وكنت اتلصص عليها ص21) و من بعد فرار العمة صباح ولحاق عائلة هدي بها ، بدأت الحياة تأخذ منحى مختلف تماما.
و بدأت مصر تلوح في الافق لتأخذ خميلة خيطا مصريا من هنا و خيطا لبنانيا من هناك و تنسج لنا نسيجا بديعا تتماهي فيه اللهجة المصرية مع الللهجة اللبنانية مشكلة لوحة بديعة تحكي لنا قصة هدى وحسن ..(وصار كل شيء بسرعة ، حسيت حالي مغرومة في من بس اطلعت في عيونو اللي متل العسل ص25).
الشعر الجغري المجنون:
هدي ، حسن ، هشام ، رشيد ، نور ، فارس و جاد ... أبطال قصتنا المشتتون ما بين مصر و لبنان و باريس ، ينادي اباهم بلم الشمل عندما تمرض هدى و تسقط فريسة لمرض يلتهم ذكرياتها و يجعلها تتساقط مثل اوراق الخريف الصفراء ، و قبل أن تفقد كل ما يربطها بماضيها ، و قبل ان تنسي ، لا تطلب من حسن سوى العودة لبيت جبيل فينادي الاب و الزوج المكلوم بلم شمل الاسرة التي كان قد ساهم في المقام الاول في تشتتها ليحقق الرغبة الاخيرة لشريكة عمره و لعل تلك الرغبة تكون المنجية.
(والدتك اتشخصت في مرحلة متأخرة من الزهايمر ، قدامها فترة مش طويلة و هتبدأ تفقد سيطرتها علي نفسها تماما ، وكل ذكرياته�� ، بابا لسه مكلمني من لندن و بيقول انها طلبت ترجع لبنان ، هنتجمع كلنا في بيت جبيل يوم رأس السنة ، ياريت تيجي يا هشام ، ممكن تبقي اخر فرصة تشوفها فيها ) ص84
من خلال تجمع العائلة نبدأ في التعرف علي افراد الاسرة و ما حل بكل منهم و مدي تأثير هذه الامور علي العائلة بشكل عام و علي هدي بشكل خاص ، فنجد هشام الابن المدلل ، قرة عين هدي و المتخبط ما بين اقصي اليمين و اقصي اليسار و الذي يخشي نفسه اكثر من اي شيء اخر ، فتحول الي شخص جاف المشاعر يسقط اخطائه علي كل من حوبه و يفقد علاقاته الانسانيه مع اقرب الناس اليه ، و هذا يتماشي تماما مع نمط شخصيته و التي اجادت الكاتبة رسمها (لم يكن هشام الاخ الاكبر المثالي ، بل كان مشاكسا يحارب اخوته للحصول علي القدر الاكبر من الاهتمام و الرعاية) ص85
وعلي النقيض تقدم لنا خميلة رشيد واسع القلب الصبور المحب المضحي ، و الذي يقدم مصلحة العائلة و رضا ابويه علي اهوائه و رغباته الشخصية .
ثم نجد نور و فارس و الفاجعة التي اصابت تلك العائلة في مقتل و جعلت الم الفقد يترك اثرا مرا مقيما في حلق هدي (خسارة فارس هي لطمة اشد من لطمة هشام الذي غاب عن مشهد الجنازة و العزاء بقلب بارد و عقل متحجر) ص107
و قد يكون لهذه الحادثة وتباعتها اثرا حادا في نفس هدى فقد جاءتها الطعنة من اقرب الابناء الي قلبها و في توقيت كان جرحها يبحث عن من يضمده و ليس من يسكب بداخله الملح ، ولعل هذا كان من اثره استسلامها للمرض كصورة من صور رفض الواقع و التمرد عليه.
نذهب مع نور بصحبة خميلة لنعيش رحلة تعافيها ، فقدت نور ذاتها مع فارس و اعاد اليها روحها جاد ، الاخ الاقرب روحا و طبعا للأم ، صاحب اللهجة اللبنانية الصافية و صاحب النفس الراضية ، و قد يكون هذا تأكيدا علي قوة رابطة الاخوة و ترابط العائلة كما كانت تتمناه هدى و تحلم ان تراه يقر في قلوب ابناءها.
تقودنا الرواية نحو تساؤل وجودي .. ما قيمة الحياة دون ذكريات؟ اسنبقي نفس الاشخاص؟ هل ستبقي الحياة كما نعرفها؟
ارادت الكاتبة الشابة أن تأخذنا في رحلة ما بين بلدين مع قلب تمزق بينهما فأبت الا أن تدق جرس انذار لينبهنا أن الحياة اقصر مما يبدو و لن يبقي لنا الا الذكريات .
#رشاماجد
#رأي_حيادي_لقارئ_عادي
#لبيروت
Khamila El-Guindy
لبيروت:الورق الأصفر...تاريخٌ يكتبه المنهزمون
ثم حدث أن قرأتُ الورق الأصفر لبيروت...
لم تكن القراءة الأولى، لا للرواية ولا للقلم الكلاسيكي لصاحبته خَميلة الجندي، ولكن كانت تجربة القراءة الأخيرة تلك مشبعة بتفاصيل اللحظات الأولى من تَعرُّفِ عملٍ ما: تتبع السرد بجهلٍ تام لما سيحدث، وكأنني لا أعرفه، ثم دهشة، وترقب، ومشاعر جمة تسربت من بين السطور وسكنت في قلبي فاضطرب، ثم صرتُ كما الآن: مُثقلة باضطرابٍ لذيذ، "أليس في كل مُتعةٍ ألم؟ وفي كل ألمٍ لذة؟"
كنتُ أنتظر أن أرى عملًا لخَميلة يخرج إلى النور يخاطب الجميع، رواية مكتوبة لأن يقرأها أي أحد ويحبها وتنال نصيبًا في قلبه، فقبل لبيروت، أرَّخت صاحبة القلم الكلاسيكي لقصة حبٍ كلاسيكية تشبه قلمها القادم إلى عالمنا من زمنٍ فات، ثم أحبت توثيق رحلة الجامعة، وتحديدًا أن تكتب الألسن بين صفحاتٍ لن يمحوها الزمن، والآن، قد حان أن توثق عالمًا أكبر، أكبر من عالمِ أمينة وأكرم، ومبنى الألسن العتيق، حان الوقت لأن تجمع صرخات المنهزمون وتنظمها في سردٍ يستقر في القلوب.
.....
للرواية عدة طبقات، نبدأ بأبسطها، وهي حكاية هُدى اللبنانية التي أصاب قلبها حبُ حسن، وأصاب النسيان عقلها. هُدى أمٌ لخمس مختلفين في الطباع وموزعين بين مصر ولبنان وباريس والثّرى، تتآمر ذاكرتها عليها، فتوشك أن تحرمها منهم، ومن حبيب العمر ورفيقه، فتطلب أن "تفل عَ لبنان"، حيث هُناك يجتمعون جميعهم ربما للمرة الأخيرة.
تتبع الرواية مسار رحلة تلك العائلة، كيف نشأ الجيل الأول، وكيف أحبت هدى حسنًا، وكيف سكن حسن إليها، وكيف أنجبت خمسة أبناءٍ: هشام، ورشيد، ونور وفارس، وجاد، في ظل الظروف الصعبة التي قاستها لبنان الجميلة، كيف انتقلت الأسرة من لبنان إلى مصر والعكس، وكيف تفرقوا كلٌ في طريقه، وكيف يجتمعون.
إنها سلسلة متضافرة من لمحاتٍ مختلفة لقصة عائلة هُدى التي تكشف بداية الحرب في لبنان، تلك الحرب التي تأتي كخلفيةٍ للأحداث في أثناء الحكي، وهي المُحرك لها في الآن ذاته.
........
القصة موزعة على فصول، في كل فصلٍ تحكي كل شخصية من الشخصيات إثر وقع مَرَض هُدى عليها، وكيف كانت ردة فعلها، وما تتذكر من التاريخ الذي صارت متورطةً في كتابته..يبدأ الفصل الأول بهدى، ثم الأبناء، لينتهي عند هدى وحسن.
تنساب الكلمات العذبة البسيطة في سردٍ مستقيم لا تكسره تعرجات الوصف المُقحم، ولا مفردات أو جمل تحيل بين القارىء والنص، النص مُشرَّعٌ على قلب من يقرؤه، كان هذا الهدف، وقد تحقق بنجاحٍ كبير.
أتى السرد على لسانين: الراوي العليم، والراوي المُشارك. فيُحكى التاريخ -تاريخ العائلة وتاريخ لبنان- على لسان هُدى، ونور، وكارمن، وتكفل الراوي العليم بالسرد نيابةً عن الشخصيات الرجال في الرواية. وهُنا تكمن براعة الحكي، فالنِّساء هُن الوطن، والوطن خيرُ شاهدٍ على ما حدث فيه، والرجال، ساكنو هذا الوطن، وكما جرت العادة، يُحكى عنهم، كانت مساحة وفيرة للنساء، الأمهات والحبيبات والعاشقات، والمخلصات لأوطانهن أن يكتبن ما يعتمل في صدورهن من أوجاعٍ، ويوثقن الحقيقة التي رأينها في عيونهن، فهنَّ في أغلب الأحيان الجُزء المنهزم والمنسي من الحقيقة في أثناء كتابة التاريخ.
..........
رُسمت الشخصيات بموضوعية متقنة، ففي كل فصل شعرتُ أنني توحدتُ مع كل شخصية، فتخبطت في عالمٍ من التيه بصحبة هُدى التي تذكر تفاصيل ولت ومضت منذ أمدٍ بعيد، ولكنها عاجزة عن تذكر ملامح حسن الشيِّب وهي محتفظة بحبه بين جنباتها، هُدى الحبيبة العاشقة التي شاركتني السؤال نفسه:"ما الحب إذا لم أغامر لأجله؟"، وحسن، الذي لم أستطع أن أكرهه، أو أبغض تصرفاته، وكأنني أراه بعينيّ هُدى الزوج العاشق، والأب الحنون ولكن الصارم في الوقت نفسه، الذي يمكنه أن يقتل أحلام أولاده في مهدها في سبيل ألَّا ينفرط عقد العائلة، والطفل التائه الذي صار إليه بعدما غربت هُدى.
أمَّا هِشام فلم أستطع إلا أن أشفق عليه، وأغتاظ من أفعاله، واعترتني حالٌ من الغضب في عدة مواضع، وتعجبت من أمرٍ: كيف يمحي الإنسان قلبه؟ وكيف بمن تربى منعمًا في الحب أن ينشأ بكل تلك القسوة؟ وأحببتُ حكمة رشيد، وثريا زوجته، ورأيتُ فيه الأب الذي يحمي إخوته بكل ما أوتي من حُب، وجزعتُ لمأساة فارس، وبحثت مع نور عن الحُبِّ والنور، فوجدتهما هِي بينما ما زلتُ أبحث عنهما، وجاد، الذي شاركته حيرته وضيقه وألمه وحبه لكارمن.
...........
أحببتُ الرمزية التي غلفت العمل بغير تكلفٍ، وتحديدًا رمزية أسماء الشخصيات، فهدى، هي الهدى الذي أمسى بلا ذاكرة، وحسن، الحسن دائمًا في عينيّ هُدى، والذي رأيته جميلًا أيضًا لأنني نظرتُ إليه من خلالها، وهِشام، الذي ضنَّ عليه وعلى أسرته بالسلام، وحطَّم أفئدتهم بقراره المفاجىء، ورشيد الحكيم، ونور الجميلة التي كانت تبحث عن النُّور بداخلها، وفارس الذي سقط عن جواده باكرًا، وجاد، الجاد في حبِّه لوطنيه، وأمه، الوطن الأول.
أكانت الأسرة رمزًا لفُرقة الأمة؟ وكانت هُدى، هي الهُدى الغائب والوطن المكلوم؟
هل نامت هُدى حقًا؟ وهل زال حُسْنُ عقل حَسن؟
وماذا عن أبناء الوطن؟ ماذا يفعل الأبناء إن نام الوطن، أو تاه، أو سقط عنه ذاكرته؟
"إن المرء حصيلة ذكرياته"، فما حالُ معطوبي الذاكرة والأحلام، أضاعت هُويتهم؟
جاء صوتُ فيروز يتردد صداه بين السطور، لتُكمل رحلة كتابة التاريخ تلك، فـ"هاي فيروز، هاي لبنانية متل ما كانت لبنان، ما خاصِها بكل هالقتل، ولا بدا ياه، بدا لبنان متل ما كان"
فهل يعود لبنان "متل ما كان" بعد هُدى؟
هذه قصة رُبما لم تُكتب بعد، وربما نكتبها نحن دُون أن ندري.
ثم حدث أن قرأتُ الورق الأصفر لبيروت...
لم تكن القراءة الأولى، لا للرواية ولا للقلم الكلاسيكي لصاحبته خَميلة الجندي، ولكن كانت تجربة القراءة الأخيرة تلك مشبعة بتفاصيل اللحظات الأولى من تَعرُّفِ عملٍ ما: تتبع السرد بجهلٍ تام لما سيحدث، وكأنني لا أعرفه، ثم دهشة، وترقب، ومشاعر جمة تسربت من بين السطور وسكنت في قلبي فاضطرب، ثم صرتُ كما الآن: مُثقلة باضطرابٍ لذيذ، "أليس في كل مُتعةٍ ألم؟ وفي كل ألمٍ لذة؟"
كنتُ أنتظر أن أرى عملًا لخَميلة يخرج إلى النور يخاطب الجميع، رواية مكتوبة لأن يقرأها أي أحد ويحبها وتنال نصيبًا في قلبه، فقبل لبيروت، أرَّخت صاحبة القلم الكلاسيكي لقصة حبٍ كلاسيكية تشبه قلمها القادم إلى عالمنا من زمنٍ فات، ثم أحبت توثيق رحلة الجامعة، وتحديدًا أن تكتب الألسن بين صفحاتٍ لن يمحوها الزمن، والآن، قد حان أن توثق عالمًا أكبر، أكبر من عالمِ أمينة وأكرم، ومبنى الألسن العتيق، حان الوقت لأن تجمع صرخات المنهزمون وتنظمها في سردٍ يستقر في القلوب.
.....
للرواية عدة طبقات، نبدأ بأبسطها، وهي حكاية هُدى اللبنانية التي أصاب قلبها حبُ حسن، وأصاب النسيان عقلها. هُدى أمٌ لخمس مختلفين في الطباع وموزعين بين مصر ولبنان وباريس والثّرى، تتآمر ذاكرتها عليها، فتوشك أن تحرمها منهم، ومن حبيب العمر ورفيقه، فتطلب أن "تفل عَ لبنان"، حيث هُناك يجتمعون جميعهم ربما للمرة الأخيرة.
تتبع الرواية مسار رحلة تلك العائلة، كيف نشأ الجيل الأول، وكيف أحبت هدى حسنًا، وكيف سكن حسن إليها، وكيف أنجبت خمسة أبناءٍ: هشام، ورشيد، ونور وفارس، وجاد، في ظل الظروف الصعبة التي قاستها لبنان الجميلة، كيف انتقلت الأسرة من لبنان إلى مصر والعكس، وكيف تفرقوا كلٌ في طريقه، وكيف يجتمعون.
إنها سلسلة متضافرة من لمحاتٍ مختلفة لقصة عائلة هُدى التي تكشف بداية الحرب في لبنان، تلك الحرب التي تأتي كخلفيةٍ للأحداث في أثناء الحكي، وهي المُحرك لها في الآن ذاته.
........
القصة موزعة على فصول، في كل فصلٍ تحكي كل شخصية من الشخصيات إثر وقع مَرَض هُدى عليها، وكيف كانت ردة فعلها، وما تتذكر من التاريخ الذي صارت متورطةً في كتابته..يبدأ الفصل الأول بهدى، ثم الأبناء، لينتهي عند هدى وحسن.
تنساب الكلمات العذبة البسيطة في سردٍ مستقيم لا تكسره تعرجات الوصف المُقحم، ولا مفردات أو جمل تحيل بين القارىء والنص، النص مُشرَّعٌ على قلب من يقرؤه، كان هذا الهدف، وقد تحقق بنجاحٍ كبير.
أتى السرد على لسانين: الراوي العليم، والراوي المُشارك. فيُحكى التاريخ -تاريخ العائلة وتاريخ لبنان- على لسان هُدى، ونور، وكارمن، وتكفل الراوي العليم بالسرد نيابةً عن الشخصيات الرجال في الرواية. وهُنا تكمن براعة الحكي، فالنِّساء هُن الوطن، والوطن خيرُ شاهدٍ على ما حدث فيه، والرجال، ساكنو هذا الوطن، وكما جرت العادة، يُحكى عنهم، كانت مساحة وفيرة للنساء، الأمهات والحبيبات والعاشقات، والمخلصات لأوطانهن أن يكتبن ما يعتمل في صدورهن من أوجاعٍ، ويوثقن الحقيقة التي رأينها في عيونهن، فهنَّ في أغلب الأحيان الجُزء المنهزم والمنسي من الحقيقة في أثناء كتابة التاريخ.
..........
رُسمت الشخصيات بموضوعية متقنة، ففي كل فصل شعرتُ أنني توحدتُ مع كل شخصية، فتخبطت في عالمٍ من التيه بصحبة هُدى التي تذكر تفاصيل ولت ومضت منذ أمدٍ بعيد، ولكنها عاجزة عن تذكر ملامح حسن الشيِّب وهي محتفظة بحبه بين جنباتها، هُدى الحبيبة العاشقة التي شاركتني السؤال نفسه:"ما الحب إذا لم أغامر لأجله؟"، وحسن، الذي لم أستطع أن أكرهه، أو أبغض تصرفاته، وكأنني أراه بعينيّ هُدى الزوج العاشق، والأب الحنون ولكن الصارم في الوقت نفسه، الذي يمكنه أن يقتل أحلام أولاده في مهدها في سبيل ألَّا ينفرط عقد العائلة، والطفل التائه الذي صار إليه بعدما غربت هُدى.
أمَّا هِشام فلم أستطع إلا أن أشفق عليه، وأغتاظ من أفعاله، واعترتني حالٌ من الغضب في عدة مواضع، وتعجبت من أمرٍ: كيف يمحي الإنسان قلبه؟ وكيف بمن تربى منعمًا في الحب أن ينشأ بكل تلك القسوة؟ وأحببتُ حكمة رشيد، وثريا زوجته، ورأيتُ فيه الأب الذي يحمي إخوته بكل ما أوتي من حُب، وجزعتُ لمأساة فارس، وبحثت مع نور عن الحُبِّ والنور، فوجدتهما هِي بينما ما زلتُ أبحث عنهما، وجاد، الذي شاركته حيرته وضيقه وألمه وحبه لكارمن.
...........
أحببتُ الرمزية التي غلفت العمل بغير تكلفٍ، وتحديدًا رمزية أسماء الشخصيات، فهدى، هي الهدى الذي أمسى بلا ذاكرة، وحسن، الحسن دائمًا في عينيّ هُدى، والذي رأيته جميلًا أيضًا لأنني نظرتُ إليه من خلالها، وهِشام، الذي ضنَّ عليه وعلى أسرته بالسلام، وحطَّم أفئدتهم بقراره المفاجىء، ورشيد الحكيم، ونور الجميلة التي كانت تبحث عن النُّور بداخلها، وفارس الذي سقط عن جواده باكرًا، وجاد، الجاد في حبِّه لوطنيه، وأمه، الوطن الأول.
أكانت الأسرة رمزًا لفُرقة الأمة؟ وكانت هُدى، هي الهُدى الغائب والوطن المكلوم؟
هل نامت هُدى حقًا؟ وهل زال حُسْنُ عقل حَسن؟
وماذا عن أبناء الوطن؟ ماذا يفعل الأبناء إن نام الوطن، أو تاه، أو سقط عنه ذاكرته؟
"إن المرء حصيلة ذكرياته"، فما حالُ معطوبي الذاكرة والأحلام، أضاعت هُويتهم؟
جاء صوتُ فيروز يتردد صداه بين السطور، لتُكمل رحلة كتابة التاريخ تلك، فـ"هاي فيروز، هاي لبنانية متل ما كانت لبنان، ما خاصِها بكل هالقتل، ولا بدا ياه، بدا لبنان متل ما كان"
فهل يعود لبنان "متل ما كان" بعد هُدى؟
هذه قصة رُبما لم تُكتب بعد، وربما نكتبها نحن دُون أن ندري.
#مراجعة
رواية
#لبيروت
#خميلة_الجندي
دار النشر
نهضة مصر
Khamila El-Guindy
كيف هو شعور الخواء من المشاعر؟ أظن أنه سهل تخيله أو توقع كيف سيكون ولكن كيف يكون شعور من تُسرق منه ذكرياته و ذاكرته بكل ما كان فيها من أشخاص وحكاياتهم و صراعاتهم وبيوت ودفا وحب وألم.
هل سهل على الإنسان أن يفقد فجأة ذاكرته ويصبح العالم كله حوله غريب، جديد، موحش ومخيف يدفعه إلى الحذر والترقب والاستنكار!
هي قصة مؤلمة مهما رسمنا حولها في مخيلتنا بعض الأمل
"هدى" أم تحب وطنها بكل ما فيه من ظلم وألم مستمر ولكنه وطن يتنزه عن الانغماس في القهر بأنه دائما بلد شعبه صامد مهما لاقى من نكبات هو الوطن الذي غنت له فيروز في ساحاته وميادينه ولم تهرب بجبن كما فعل الآخرون.
ومع ذلك تصاب هدى بمرض يسلبها كل ذكرياتها فتنسى حتى أبناءها إلا واحداً ولسخرية القدر أنه الوحيد العاق الذي قرر وحكم على أهله بالكفر والمجون لمجرد أنهم لا يتبعون مذهبا هو نفسه يسير خلفه بكل جهل وأعين مغمضة عن العدل والصلاح.
لكل فرد في هذه الأسرة حياة وحكاية خاصة تسردها الكاتبة لنا في قالب أدبي قصصي رائع بطريقة جميلة يسترجع البطل فيها حكايته ومشاعرة السابقة والحاضرة وكيف كان وكيف صار الآن.
دارت الأحداث بين أكثر من دولة وأكثر من مدينة وصورت لنا كيف هي حياة نفس الأشخاص في كل منها.
من النقاط المهمة التي راقت لي هي تطرقها لموضوع التحليق خارج السرب ( كلنا نحب أن نتمرد على القواعد وأن نحلق بعيدا عن التقييد ولكن هل فعلا نحن نفعل الصواب؟ أم نريد هذا لمجرد التمرد بدون هدف واضح، وفي رأيي هذا أسوأ ما قد يقع فيه الإنسان، كما قالت الكاتبة في هذا الجزء:
« مسموح لنا أن نغرد خارج الأسراب ولكن لا نغرد خارج القواعد الدقيقة التي رُسمت بها دائرة حياتنا، لا يمكن أن نغرد خارج السرب فنحول المربع مثلثا، لا يمكن أن تتحول شبكة العنكبوت التي تحيكها خطواتنا إلى سهم مستقيم له بداية ونهاية.»
كل بطل من الأبطال داخل الرواية له قصة وعبرة وألم وفرحة وعالم يعيشه ويتعايش معه ولكن الصفة التي جمعت بين كل العقول هنا هي { التغيير} فكلنا لا نتقبل فكرة التغيير لأنها ضد مشاعرنا أو رغباتنا اللحظية كما يصور لنا قلبنا ولكن مع مرور الوقت وتغير الحال والأحداث قد ينعكس كل شيء ونسأل نفسنا في وقت لاحق هل فعلاً كنا هنا! كنا نشعر هكذا! وكنا نتحدث بهذه الطريقة؟ هل كان هذا كله حقيقي فعلا؟
رواية كلها مشاعر من كل نوع
رواية ت��حدث معك وتأخذك في رحلة داخل نفسك ولكن معك كل مرة بطل جديد قد يخيل لك أنه هو المعني بالرحلة ولكن ستجد نفسك أنت الربان وأنت العميل المعني بالرحلة.
أحببت كل الأبطال من قائد العائلة( حسن) إلى أبناؤه جميعاً حتى زوجاتهم وأزواجهم كان لهم دور كبير
اشفقت على هشام الإبن العاق القاسي لا أعلم لماذا لكن كان ممكن يكون للأب دور لو انتبه للمشكلة التي قد تكون السبب.
أمور كثيرة وقضايا أكثر ناقشتها الرواية تحتاج كل منها إلى ريفيو منفصل من جمال الطرح وثراءه.
في النهاية اللغة العربية الفصحى في العمل من أجمل ما يكون
إتقان في إختيار الألفاظ والمعاني والعبا��ات وتوظيفها بشكل رائع ما جعل للقراءة طعم خاص ممتع.
أحييكي أستاذة خميلة على الرحلة الممتعة بين دفتي هذا العمل سعدت جدا بها.
أتمنى لكِ دوام التألق
#هند_الشهاوي
رواية
#لبيروت
#خميلة_الجندي
دار النشر
نهضة مصر
Khamila El-Guindy
كيف هو شعور الخواء من المشاعر؟ أظن أنه سهل تخيله أو توقع كيف سيكون ولكن كيف يكون شعور من تُسرق منه ذكرياته و ذاكرته بكل ما كان فيها من أشخاص وحكاياتهم و صراعاتهم وبيوت ودفا وحب وألم.
هل سهل على الإنسان أن يفقد فجأة ذاكرته ويصبح العالم كله حوله غريب، جديد، موحش ومخيف يدفعه إلى الحذر والترقب والاستنكار!
هي قصة مؤلمة مهما رسمنا حولها في مخيلتنا بعض الأمل
"هدى" أم تحب وطنها بكل ما فيه من ظلم وألم مستمر ولكنه وطن يتنزه عن الانغماس في القهر بأنه دائما بلد شعبه صامد مهما لاقى من نكبات هو الوطن الذي غنت له فيروز في ساحاته وميادينه ولم تهرب بجبن كما فعل الآخرون.
ومع ذلك تصاب هدى بمرض يسلبها كل ذكرياتها فتنسى حتى أبناءها إلا واحداً ولسخرية القدر أنه الوحيد العاق الذي قرر وحكم على أهله بالكفر والمجون لمجرد أنهم لا يتبعون مذهبا هو نفسه يسير خلفه بكل جهل وأعين مغمضة عن العدل والصلاح.
لكل فرد في هذه الأسرة حياة وحكاية خاصة تسردها الكاتبة لنا في قالب أدبي قصصي رائع بطريقة جميلة يسترجع البطل فيها حكايته ومشاعرة السابقة والحاضرة وكيف كان وكيف صار الآن.
دارت الأحداث بين أكثر من دولة وأكثر من مدينة وصورت لنا كيف هي حياة نفس الأشخاص في كل منها.
من النقاط المهمة التي راقت لي هي تطرقها لموضوع التحليق خارج السرب ( كلنا نحب أن نتمرد على القواعد وأن نحلق بعيدا عن التقييد ولكن هل فعلا نحن نفعل الصواب؟ أم نريد هذا لمجرد التمرد بدون هدف واضح، وفي رأيي هذا أسوأ ما قد يقع فيه الإنسان، كما قالت الكاتبة في هذا الجزء:
« مسموح لنا أن نغرد خارج الأسراب ولكن لا نغرد خارج القواعد الدقيقة التي رُسمت بها دائرة حياتنا، لا يمكن أن نغرد خارج السرب فنحول المربع مثلثا، لا يمكن أن تتحول شبكة العنكبوت التي تحيكها خطواتنا إلى سهم مستقيم له بداية ونهاية.»
كل بطل من الأبطال داخل الرواية له قصة وعبرة وألم وفرحة وعالم يعيشه ويتعايش معه ولكن الصفة التي جمعت بين كل العقول هنا هي { التغيير} فكلنا لا نتقبل فكرة التغيير لأنها ضد مشاعرنا أو رغباتنا اللحظية كما يصور لنا قلبنا ولكن مع مرور الوقت وتغير الحال والأحداث قد ينعكس كل شيء ونسأل نفسنا في وقت لاحق هل فعلاً كنا هنا! كنا نشعر هكذا! وكنا نتحدث بهذه الطريقة؟ هل كان هذا كله حقيقي فعلا؟
رواية كلها مشاعر من كل نوع
رواية ت��حدث معك وتأخذك في رحلة داخل نفسك ولكن معك كل مرة بطل جديد قد يخيل لك أنه هو المعني بالرحلة ولكن ستجد نفسك أنت الربان وأنت العميل المعني بالرحلة.
أحببت كل الأبطال من قائد العائلة( حسن) إلى أبناؤه جميعاً حتى زوجاتهم وأزواجهم كان لهم دور كبير
اشفقت على هشام الإبن العاق القاسي لا أعلم لماذا لكن كان ممكن يكون للأب دور لو انتبه للمشكلة التي قد تكون السبب.
أمور كثيرة وقضايا أكثر ناقشتها الرواية تحتاج كل منها إلى ريفيو منفصل من جمال الطرح وثراءه.
في النهاية اللغة العربية الفصحى في العمل من أجمل ما يكون
إتقان في إختيار الألفاظ والمعاني والعبا��ات وتوظيفها بشكل رائع ما جعل للقراءة طعم خاص ممتع.
أحييكي أستاذة خميلة على الرحلة الممتعة بين دفتي هذا العمل سعدت جدا بها.
أتمنى لكِ دوام التألق
#هند_الشهاوي
"نقطع مسافات العمر كلها نطلب من الله أن ننسى، ولكن أنريد حقًا أن ننسى؟ أنقدر علي هذا الضياع؟ أن نحيا دون كل ماضينا؟"
لبيروت 🍃🍂 رواية بتقع في غرام أبطالها ومدنها، بين بيروت والقاهرة وإسكندرية وباريس ولندن.. بتقع في غرام الموسيقى اللي مغلفة الحواديت كلها، بين فيروز وأم كلثوم وماجدة الرومي وشارل أزنافور 🎶
الأبطال هُدى اللبنانية وزوجها المصري حسن، وأولادهم الخمسة، بتحبهم وتتعاطف معهم وتستفز من بعضهم. خطوط السرد بتتشابك وبتتقابل في نقطة محورية (ليلة رأس سنة ٢٠٠٠). النقطة اللي خلت كل شخصية تسبح في ذكرياتها وترتد للحاضر تاني. لعبة الذكريات كانت أشبه بال ping pong، لحظات استنارة ولحظات نسيان وتناسي.. والسرد هنا ممتاز وما يتوهش رغم حساسية القفز بين الماضي والحاضر في إطار زمني عريض بيمتد من قبل السبعينيات للألفين وشوية، مبني علي خلفية أحداث واقعية، خاصة في بيروت، نتيجة الحرب الأهلية والطائفية..
كان نفسي الشخصيات تحكي أكتر وأكتر، بالذات ان النقل بين اللهجة المصرية واللبنانية في الحوارات كان سلس جدا.. وحاسة إن كل شخصية منهم كانت ممكن تحكي حكايتها في رواية كاملة.
بس الفن علشان يكون ممتع لازم يسيب مساحة المتلقي يلاقي نفسه فيها ويحط من عنده ويسقط من تجربته فيها، ما ينفعش الفنان يفرغ على المتلقي كل حاجة وما يسيبش للمتلقي مساحة يتنفس فيها ويتخيل فيها الباقي من عنده. زي الجمل اللحنية اللي في الأغاني، كل حد بيستقبلها بطريقة، وزي المساحات في اللوحات الفنية كل حد بيشوف فيها تفاصيل مختلفة.. ودة الحلو اللي في الرواية دي، الرواية فيها تفاصيل كتير لكن من غير مبالغة ولا إفراط وفيها منولوجات فلسفية سريعة ومقتضبة من غير تنظير، وفيها مساحات كتير، كل شخصية كانت ممكن تحكي أضعاف ما حكت، لكن على المتلقي انه يلقط المساحة الهادية ويحط فيها من نفسه ومن تجربته الحياتية.. التوازن دة بيخلي القارئ خارج متعطش أكتر وعايز أكتر، وفي نفس الوقت قادر يوقف على كدة ويكمل من عنده.
*النهاية مش مفتوحة الحمدلله* 😂🙏
الكاتبة قالت كتير بس سايبالك كمان كتير تقوله 💛
طول ما انا بقرأ مش قادرة اطلع أغنية فيروز من راسي :"يا ناطرين التلچ ما عاد بدكن ترچعوا؟!" 🧡🍃🍂
لبيروت
نهضة مصر
خميلة الجندي
لبيروت 🍃🍂 رواية بتقع في غرام أبطالها ومدنها، بين بيروت والقاهرة وإسكندرية وباريس ولندن.. بتقع في غرام الموسيقى اللي مغلفة الحواديت كلها، بين فيروز وأم كلثوم وماجدة الرومي وشارل أزنافور 🎶
الأبطال هُدى اللبنانية وزوجها المصري حسن، وأولادهم الخمسة، بتحبهم وتتعاطف معهم وتستفز من بعضهم. خطوط السرد بتتشابك وبتتقابل في نقطة محورية (ليلة رأس سنة ٢٠٠٠). النقطة اللي خلت كل شخصية تسبح في ذكرياتها وترتد للحاضر تاني. لعبة الذكريات كانت أشبه بال ping pong، لحظات استنارة ولحظات نسيان وتناسي.. والسرد هنا ممتاز وما يتوهش رغم حساسية القفز بين الماضي والحاضر في إطار زمني عريض بيمتد من قبل السبعينيات للألفين وشوية، مبني علي خلفية أحداث واقعية، خاصة في بيروت، نتيجة الحرب الأهلية والطائفية..
كان نفسي الشخصيات تحكي أكتر وأكتر، بالذات ان النقل بين اللهجة المصرية واللبنانية في الحوارات كان سلس جدا.. وحاسة إن كل شخصية منهم كانت ممكن تحكي حكايتها في رواية كاملة.
بس الفن علشان يكون ممتع لازم يسيب مساحة المتلقي يلاقي نفسه فيها ويحط من عنده ويسقط من تجربته فيها، ما ينفعش الفنان يفرغ على المتلقي كل حاجة وما يسيبش للمتلقي مساحة يتنفس فيها ويتخيل فيها الباقي من عنده. زي الجمل اللحنية اللي في الأغاني، كل حد بيستقبلها بطريقة، وزي المساحات في اللوحات الفنية كل حد بيشوف فيها تفاصيل مختلفة.. ودة الحلو اللي في الرواية دي، الرواية فيها تفاصيل كتير لكن من غير مبالغة ولا إفراط وفيها منولوجات فلسفية سريعة ومقتضبة من غير تنظير، وفيها مساحات كتير، كل شخصية كانت ممكن تحكي أضعاف ما حكت، لكن على المتلقي انه يلقط المساحة الهادية ويحط فيها من نفسه ومن تجربته الحياتية.. التوازن دة بيخلي القارئ خارج متعطش أكتر وعايز أكتر، وفي نفس الوقت قادر يوقف على كدة ويكمل من عنده.
*النهاية مش مفتوحة الحمدلله* 😂🙏
الكاتبة قالت كتير بس سايبالك كمان كتير تقوله 💛
طول ما انا بقرأ مش قادرة اطلع أغنية فيروز من راسي :"يا ناطرين التلچ ما عاد بدكن ترچعوا؟!" 🧡🍃🍂
لبيروت
نهضة مصر
خميلة الجندي
"لبيروت
من قلبي سلامٌ لبيروت
وقُبلٌ للبحرِ والبيوت
لصخرةٍ كأنها
وجهُ بحارٍ قديمِ"
أخذتنا خميلة الجندي بقلمها السحري الرقيق البديع، في رحلة عبر الزمن، عبر التاريخ، بين أروقة الشوارع والبيوت القديمة في بيروت والقاهرة.
دخول مباشر في صلب الموضوع، بلغة مذهلة راقية رقيقة، مُتمكن منها بشكل لا يمكن وصفه.
قالب السرد الذي خُلق في الرواية، اعتمد في أساسه على حكي الذكريات، وقُدم على أفضل ما يكون، بكم غير عادي من المشاعر المختلطة، وبطريقة شديدة التأثر والروعة، على قدر ما تحمله من أسى وحزن ومرارة، على قدر ما تحمله من حب وبهجة وسعادة. وعلى جانب آخر كان أغلب السرد يتمثل في حديث أبطال الرواية مع أنفسهم، استطاعت خميلة فيه أن تبين المعاناة النفسية التي شكلتها الأيام في شخصياتهم، بأسلوب سهل ممتنع لن يُشعرك في أي وقت بأي غضاضة.
أما عن الحوار - فحدّث ولا حرج - لو أنني لا أعلم مدى مصرية الكاتبة، لكنت أكاد أجزم أنها لبنانية، في تلك الحوارات التي كان أطرافها لبنانية، ستجد مدى الحرفية الشديدة في اختيار الكلمات والجمل، التي وبلا أدنى شك - جائت كالسرد - قوية في لغتها بسيطة المعاني وتدخل للقلب مباشرة دون استئذان.
هل ذكرت أن هذه الرواية اجتماعية في الأساس! أظنني لم أذكر ذلك. فعلى الرغم من اجتماعية الرواية سترى بعينيك مدى التوصيف المذهل لحال لبنان ومصر - وبالأخص لبنان - التاريخي والسياسي من كل جوانب الفترة التي ناقشتها الرواية، منذ ستينيات القرن الماضي وحتى وقتنا الحاضر، ومما لا شك فيه يدل بشكل قاطع على ما قامت به الأديبة خميلة الجندي من دراسة وقراءة متمعنة في أروقة تاريخ لبنان الحبيبة، كي تستطيع تقديم ذلك الوصف الحقيقي المبهر عن وضعها.
لم تنسَ خميلة أن تلمس الرومانسية في روايتها، رومانسية راقية بسيطة غير متكلفة، والأهم أنها حقيقة لأبعد حد، تليق بمدى تطور وصعود أحداث الرواية الأخّاذ.
أما عن التوصيف، فكان مبهرًا وغير عادي - بالمعنى الحرفي للكلمة - ولا توجد كلمات لوصفه، أنت تقرأ الرواية وكأنك في بيروت وكأنك ترى شوارعها وجبالها وبحرها وشعبها، كأنك ترى الجمال وترى الدمار، كأنك في قلب الأحداث وتعيشها لحظةً بلحظة.
وما أجمل أن تقترن الفنون ببعضها، ففي كل صفحة من صفحات الرواية ستجد صوت فيروز العزيزة وماجدة الرومي وأحيانًا أم كلثوم يصدح بين السطور ، معبرًا عن الحال والمشاعر الحية التي رسمتها هذه الرواية.
دائمًا ما كنت أقول أنني لا أتأثر بسهولة أثناء قراءة الروايات مهما كانت المشاعر والأحداث المسيطرة عليها، ولكن مع "لبيروت" أؤكد أن هذه الفكرة تحطمت تمامًا، وأراني تأثرت كثيرًا أثناء القراءة، وهذا ليس له مدلول إلا أن خميلة اخترقت بقلمها السحري القلب والعقل معًا.
لا يوجد أصعب من أن تُمحى الذكريات من عقلك، وما أصعب أن تحاول أن تمسكها بين يديك، وتجدها أُفلتت من بين أصابعك، وليس هناك أجمل من الانتماء وحب الوطن والأهل والأصدقاء، ولن تجد من يمنحك الأمل والسكينة، إلا مع هؤلاء الذين وجدت بينهم الحب والثقة والمشاعر الحقيقة.
في رواية ليس أهم ما فيها أنها عن الوطن والهوية والذكريات وعن الكثير من المشاعر الحية فقط، لكن الأهم أنها كُتبت بحب وصدق شديدين ولأبعد الحدود.
إلى خميلة.. شكرًا لأنكِ لم تخذلينا قط، ودُمتِ ودام قلمك..
من قلبي سلامٌ لبيروت
وقُبلٌ للبحرِ والبيوت
لصخرةٍ كأنها
وجهُ بحارٍ قديمِ"
أخذتنا خميلة الجندي بقلمها السحري الرقيق البديع، في رحلة عبر الزمن، عبر التاريخ، بين أروقة الشوارع والبيوت القديمة في بيروت والقاهرة.
دخول مباشر في صلب الموضوع، بلغة مذهلة راقية رقيقة، مُتمكن منها بشكل لا يمكن وصفه.
قالب السرد الذي خُلق في الرواية، اعتمد في أساسه على حكي الذكريات، وقُدم على أفضل ما يكون، بكم غير عادي من المشاعر المختلطة، وبطريقة شديدة التأثر والروعة، على قدر ما تحمله من أسى وحزن ومرارة، على قدر ما تحمله من حب وبهجة وسعادة. وعلى جانب آخر كان أغلب السرد يتمثل في حديث أبطال الرواية مع أنفسهم، استطاعت خميلة فيه أن تبين المعاناة النفسية التي شكلتها الأيام في شخصياتهم، بأسلوب سهل ممتنع لن يُشعرك في أي وقت بأي غضاضة.
أما عن الحوار - فحدّث ولا حرج - لو أنني لا أعلم مدى مصرية الكاتبة، لكنت أكاد أجزم أنها لبنانية، في تلك الحوارات التي كان أطرافها لبنانية، ستجد مدى الحرفية الشديدة في اختيار الكلمات والجمل، التي وبلا أدنى شك - جائت كالسرد - قوية في لغتها بسيطة المعاني وتدخل للقلب مباشرة دون استئذان.
هل ذكرت أن هذه الرواية اجتماعية في الأساس! أظنني لم أذكر ذلك. فعلى الرغم من اجتماعية الرواية سترى بعينيك مدى التوصيف المذهل لحال لبنان ومصر - وبالأخص لبنان - التاريخي والسياسي من كل جوانب الفترة التي ناقشتها الرواية، منذ ستينيات القرن الماضي وحتى وقتنا الحاضر، ومما لا شك فيه يدل بشكل قاطع على ما قامت به الأديبة خميلة الجندي من دراسة وقراءة متمعنة في أروقة تاريخ لبنان الحبيبة، كي تستطيع تقديم ذلك الوصف الحقيقي المبهر عن وضعها.
لم تنسَ خميلة أن تلمس الرومانسية في روايتها، رومانسية راقية بسيطة غير متكلفة، والأهم أنها حقيقة لأبعد حد، تليق بمدى تطور وصعود أحداث الرواية الأخّاذ.
أما عن التوصيف، فكان مبهرًا وغير عادي - بالمعنى الحرفي للكلمة - ولا توجد كلمات لوصفه، أنت تقرأ الرواية وكأنك في بيروت وكأنك ترى شوارعها وجبالها وبحرها وشعبها، كأنك ترى الجمال وترى الدمار، كأنك في قلب الأحداث وتعيشها لحظةً بلحظة.
وما أجمل أن تقترن الفنون ببعضها، ففي كل صفحة من صفحات الرواية ستجد صوت فيروز العزيزة وماجدة الرومي وأحيانًا أم كلثوم يصدح بين السطور ، معبرًا عن الحال والمشاعر الحية التي رسمتها هذه الرواية.
دائمًا ما كنت أقول أنني لا أتأثر بسهولة أثناء قراءة الروايات مهما كانت المشاعر والأحداث المسيطرة عليها، ولكن مع "لبيروت" أؤكد أن هذه الفكرة تحطمت تمامًا، وأراني تأثرت كثيرًا أثناء القراءة، وهذا ليس له مدلول إلا أن خميلة اخترقت بقلمها السحري القلب والعقل معًا.
لا يوجد أصعب من أن تُمحى الذكريات من عقلك، وما أصعب أن تحاول أن تمسكها بين يديك، وتجدها أُفلتت من بين أصابعك، وليس هناك أجمل من الانتماء وحب الوطن والأهل والأصدقاء، ولن تجد من يمنحك الأمل والسكينة، إلا مع هؤلاء الذين وجدت بينهم الحب والثقة والمشاعر الحقيقة.
في رواية ليس أهم ما فيها أنها عن الوطن والهوية والذكريات وعن الكثير من المشاعر الحية فقط، لكن الأهم أنها كُتبت بحب وصدق شديدين ولأبعد الحدود.
إلى خميلة.. شكرًا لأنكِ لم تخذلينا قط، ودُمتِ ودام قلمك..
لبيروت الورق الاصفر ، تلك الرائعة التي ابدعت فيها خميلة الجندي ، و هي تخطو خطوة مختلفة تماماً في عالم الكتابة، و على نهج الروايات التي تحكي التاريخ في طياتها ، تحكي خميلة عن بلد له مكانة خاصة في قلبي على الرغم من انني لم ازرع سوى مرة واحدة " لبنان " و لكنني ترعرت منذ صغري في وسط الكثير كم اللبنانيين ..
بيروت، جبيل ، القاهرة والاسكندرية..و غيرها هي مسرح لملحمة ستسرق قلبك منذ الصفحة الاولى حتى الصفحة ٢١٥ .. على نهج محمد اسماعيل و رواياته باب الزوار تأخذك خميلة الجندي في رحلة تدوم اكثر من خمسين عاماً .. بشخصيات تسلبك ارادك كلماتك و ستجد صعوبة بالغة في التعبير عن الكثير من المشاعر المتضاربة..
الحرب الاهلية اللبنانية ، روح لبنان في ابنائها و بناتها و حدودها و جدارتها هي حقيقة تلك القصة و ما حاضر فيه في الخمسون عاماً الماضية..
الحب مفتاح كل شيء في هذه الرواية، العلاقات ستخلق رابط بينك و بين الشخصيات "اعتقد" من وجهة نظري انها ستظل معك للأبد ،
رواية اكثر من رائعة، مشاعرها مختلفة و شخصياتها مبنية بعناية و لا تشوبها شائبة و كاتبة حكت و روت و تجلت و ابدعت لتخرج مثل هذا العمل الرائع…
اليوم نحن بصدد كاتبة مميزة و اعتقد ان "لبيروت الورق الاصفر" هي علامة ، و ستظل علامة خاصة في حياة الكاتبة..
انصح بهذه الرواية لانها فعلاً عملاً يستحق وقتكم
شكراً خميلة الجندي
بيروت، جبيل ، القاهرة والاسكندرية..و غيرها هي مسرح لملحمة ستسرق قلبك منذ الصفحة الاولى حتى الصفحة ٢١٥ .. على نهج محمد اسماعيل و رواياته باب الزوار تأخذك خميلة الجندي في رحلة تدوم اكثر من خمسين عاماً .. بشخصيات تسلبك ارادك كلماتك و ستجد صعوبة بالغة في التعبير عن الكثير من المشاعر المتضاربة..
الحرب الاهلية اللبنانية ، روح لبنان في ابنائها و بناتها و حدودها و جدارتها هي حقيقة تلك القصة و ما حاضر فيه في الخمسون عاماً الماضية..
الحب مفتاح كل شيء في هذه الرواية، العلاقات ستخلق رابط بينك و بين الشخصيات "اعتقد" من وجهة نظري انها ستظل معك للأبد ،
رواية اكثر من رائعة، مشاعرها مختلفة و شخصياتها مبنية بعناية و لا تشوبها شائبة و كاتبة حكت و روت و تجلت و ابدعت لتخرج مثل هذا العمل الرائع…
اليوم نحن بصدد كاتبة مميزة و اعتقد ان "لبيروت الورق الاصفر" هي علامة ، و ستظل علامة خاصة في حياة الكاتبة..
انصح بهذه الرواية لانها فعلاً عملاً يستحق وقتكم
شكراً خميلة الجندي
الورق الاصفر !!!!
و لكن ... عندما تاخذك صفحات تلك السمفونيه و تسافر بك الي عالم اخر ستجد ان كل الاوراق اذدهرت فتصبح لبيروت هي ... الورق الاخضر ...
فانها روايه مفعمه بالحياه برغم مراره بعض احداثها . انها الماضي و الحاضر و المستقبل رغم صعوبه هذا لكن خميله الجندي لم تجعلنا ندرك ذلك فكنا ننساب مع احداثها بسلاسه
روعه التشخيص و التباين بين افراد الروايه تجعلنا نلقي الضوء و بقوه علي عمق الكاتب و ادراكه و تعايشه المستمر مع اشخاصها و احداثها فجعلنا نعيش هذا مع خميله و كاننا في خضم الاحداث
الحبكه الدراميه متفرده فانها تذكرني بروايات شكسبير ستجدها مع كل شخصيه و ليس فقط حدث بعينه يلتهم الاضواء عن باقي احداث الروايه فان كل شخصيه لبيروت هي حبكه دراميه بحد ذاتها تتصل و تنفصل مع الاحداث
و لكن ... عندما تاخذك صفحات تلك السمفونيه و تسافر بك الي عالم اخر ستجد ان كل الاوراق اذدهرت فتصبح لبيروت هي ... الورق الاخضر ...
فانها روايه مفعمه بالحياه برغم مراره بعض احداثها . انها الماضي و الحاضر و المستقبل رغم صعوبه هذا لكن خميله الجندي لم تجعلنا ندرك ذلك فكنا ننساب مع احداثها بسلاسه
روعه التشخيص و التباين بين افراد الروايه تجعلنا نلقي الضوء و بقوه علي عمق الكاتب و ادراكه و تعايشه المستمر مع اشخاصها و احداثها فجعلنا نعيش هذا مع خميله و كاننا في خضم الاحداث
الحبكه الدراميه متفرده فانها تذكرني بروايات شكسبير ستجدها مع كل شخصيه و ليس فقط حدث بعينه يلتهم الاضواء عن باقي احداث الروايه فان كل شخصيه لبيروت هي حبكه دراميه بحد ذاتها تتصل و تنفصل مع الاحداث
رواية تجذبك من السطر الاول .. بل من الإهداء الذي ينم عن صدق الكاتبة عن نفسها .. طوال القراءة وأنا أتساءل عن مشهد النهاية كيف سيكون؟ ولم تخيب الكاتبة املي حيث كتبت نهاية الرواية كمشهد سينمائي أحسست أني اري هدي واقفة في المطبخ وسمعتها وهي تنادي حسن وبكيت معهم .. تحياتي الكاتبة الواعدة وتمنياتي لها بمستقبل ناجح مشرق وملئ بالجوائز
أولى قراءات المعرض ٢٠٢٢
رواية لبيروت للكاتبة خميلة الجندى
صدرت عن دار نهضة مصر
عدد الصفحات ٢١٢
قضيت يومين فى رحلة ممتعة بدأت من لندن إلى بيروت مرورا بالقاهرة والأسكندرية وباريس برفقة شخصيات إنسانية كتبت بقلم رشيق يصف المشاعر برقة وعذوبة على أنغام فيروز وماجدة الرومى وأم كلثوم .
حبكة الرواية أكثر من رائعة ، وسرد سلس يأخذك فى رحلة مليئة بالشجن .
رواية تستحق أن تكون فى قائمة مشترياتكم من المعرض.
"لبيروت...من قلبى سلام لبيروت.. "
رواية لبيروت للكاتبة خميلة الجندى
صدرت عن دار نهضة مصر
عدد الصفحات ٢١٢
قضيت يومين فى رحلة ممتعة بدأت من لندن إلى بيروت مرورا بالقاهرة والأسكندرية وباريس برفقة شخصيات إنسانية كتبت بقلم رشيق يصف المشاعر برقة وعذوبة على أنغام فيروز وماجدة الرومى وأم كلثوم .
حبكة الرواية أكثر من رائعة ، وسرد سلس يأخذك فى رحلة مليئة بالشجن .
رواية تستحق أن تكون فى قائمة مشترياتكم من المعرض.
"لبيروت...من قلبى سلام لبيروت.. "
أعجبني فيها الصدق، بالرغم من إن ده مش نوع رواياتي المفضل...
الانتقال بين الشخصيات واللهجة المصرية واللبنانية والسرد بالفصحى كان متقن اوي لدرجة إنك مش بتوه أو ترجع تدور تاني هي الشخصية اللى اسمها كذا كانت مين.
اللغة جميلة اوي برضوه مع إن ساعات كنت بحس في جمل أو كلمات إنها كان ممكن تبقى أخف شوية مش لصعوبة الفهم بس حسيت إنها زيادة عن اللزوم وده رأيي الشخصي ممكن ناس تعجبها. بجانب تكرر عبارة كده "تترقرق الدموع"
كان في بس ذكر لكورونا وكلمة "واتس آب" خلتني أتوه شوية في ��لزمن عشان كل الأحداث تقريبا كانت قديمة اوي.
وأخيرًا حبيت هدى، وفيروز حسا إني عايزة اقرأ عنها 🤗
الانتقال بين الشخصيات واللهجة المصرية واللبنانية والسرد بالفصحى كان متقن اوي لدرجة إنك مش بتوه أو ترجع تدور تاني هي الشخصية اللى اسمها كذا كانت مين.
اللغة جميلة اوي برضوه مع إن ساعات كنت بحس في جمل أو كلمات إنها كان ممكن تبقى أخف شوية مش لصعوبة الفهم بس حسيت إنها زيادة عن اللزوم وده رأيي الشخصي ممكن ناس تعجبها. بجانب تكرر عبارة كده "تترقرق الدموع"
كان في بس ذكر لكورونا وكلمة "واتس آب" خلتني أتوه شوية في ��لزمن عشان كل الأحداث تقريبا كانت قديمة اوي.
وأخيرًا حبيت هدى، وفيروز حسا إني عايزة اقرأ عنها 🤗
Read
January 26, 2022
لبيروت الورق الأصفر
"ان الأرض كلها لنا ، بساتينها ، و جبالها، وصحاريها، من خليجها الي محيطها، هذا النيل الي ذاك الفرات، هي لنا، ونحن جميعا نبتنا منها وفيها."
هكذا شعرت طول رحلتي ضمن صفحات الرواية ما بين القاهرة وبيروت والعكس بل امتدت احيانا الي باريس ولندن بصحبة صوت فيروز الذي طالما طربت له نفسي قبل اذناي.
وانا اتجول هنا وهناك مع ابطال تلك الرواية الناعمة التي طالما وجدنا هؤلاء الشخوص بين أفراد اسرنا وعائلاتنا.
استطاعت الكاتبة ان تسرد لنا بمنتهي العذوبة والانسيابية حياة أسرة مصرية لبنانية علي لسان ابطالها لتمتزج احيانا بأحداث سياسية وتاريخية لبيروت ولكن لم يطغي ابدا علي الطابع الإنساني التي نسجت مشاعره بمنتهي الإحترافية وسبرت أغوار كل شخص فيها لتنقل لنا لوحة متكاملة بل وبديعة بل انك احيانا ما تشعر وكأنك جزء منها.
الا لعنة الله علي هذا الالزهايمر الذي يجرد المرء من هويته وذكرياته بل وابسط قدراته للتعامل مع احتياجاته.
استمتعت كثيرا خلال هذه الرحلة
#اقتباسات:
• أعجز عن فهم وظيفة العقل ! كيف يطلق علينا سجناءه في غير ميعادهم، و يحل من قيده ذكرى بعد فوات أوانها!
حقا: 🤍رواية الحنين لكل ما تحمله معاني الحب🤍
دمتي خميلة الأدب
"ان الأرض كلها لنا ، بساتينها ، و جبالها، وصحاريها، من خليجها الي محيطها، هذا النيل الي ذاك الفرات، هي لنا، ونحن جميعا نبتنا منها وفيها."
هكذا شعرت طول رحلتي ضمن صفحات الرواية ما بين القاهرة وبيروت والعكس بل امتدت احيانا الي باريس ولندن بصحبة صوت فيروز الذي طالما طربت له نفسي قبل اذناي.
وانا اتجول هنا وهناك مع ابطال تلك الرواية الناعمة التي طالما وجدنا هؤلاء الشخوص بين أفراد اسرنا وعائلاتنا.
استطاعت الكاتبة ان تسرد لنا بمنتهي العذوبة والانسيابية حياة أسرة مصرية لبنانية علي لسان ابطالها لتمتزج احيانا بأحداث سياسية وتاريخية لبيروت ولكن لم يطغي ابدا علي الطابع الإنساني التي نسجت مشاعره بمنتهي الإحترافية وسبرت أغوار كل شخص فيها لتنقل لنا لوحة متكاملة بل وبديعة بل انك احيانا ما تشعر وكأنك جزء منها.
الا لعنة الله علي هذا الالزهايمر الذي يجرد المرء من هويته وذكرياته بل وابسط قدراته للتعامل مع احتياجاته.
استمتعت كثيرا خلال هذه الرحلة
#اقتباسات:
• أعجز عن فهم وظيفة العقل ! كيف يطلق علينا سجناءه في غير ميعادهم، و يحل من قيده ذكرى بعد فوات أوانها!
حقا: 🤍رواية الحنين لكل ما تحمله معاني الحب🤍
دمتي خميلة الأدب
#قراءات_٢٠٢٢
رواية لبيروت الورق الأصفر للكاتبة خميلة الجندي.
من إصدار دار نهضة مصر.
لبيروت الورق الأصفر ... فى الذكريات حياة
( نقطع مسافات العمر كلها نطلب من الله أن ننسى ، و لكن أنريد حقًا أن ننسى؟! أنقدر على هذا الضياع؟! أن نحيا دون كل ماضينا؟! حلوه و مره.. نجاحه و إخفاقه.. شقائه و سعادته؟! أيمكن أن يظل المرء ذا قيمة تُذكر لو مُحيت ذكرياته؟ )
رحلة جديدة مع عمل اجتماعي انساني يحمل بين طياته الكثير من ذكريات الأهل و الوطن .... ذكريات هدى الأبنة ، الحبيبة ، الزوجة ، الأم ... و ذكريات الوطن الذى اعتاد المناوشات و النزاعات المتكررة.
هدى اللبنانية التى عاشت نصف حياتها بلبنان و نصفها الآخر بمصر بعد زواجها من حسن.
حسن الحبيب الذى هون عليها غربتها و ملأ حياتها بحبه ، تخسر والديها و أخيها بالحرب ، لكنها تداوى جرحها بدفء عائلتها و أبنائها الخمسة ، ليعوضها حب الأسرة عن غربة الوطن الذى لم تفقد شوقها لزيارته أبداً .... ثم تأتى العودة للوطن بعد غياب طويل .... فماذا عن الأسرة و ماذا آل إليه حالها؟
و ماذا عن هدى بعد مرور الأعوام؟
( تتجمع الأفكار فى ذهنى كما تتجمع سحابات الشتاء القاتمة ، فأتذكر حلوها و مرها ..... غريب! كيف اذكر تلك التفاصيل كأن حصان خيالى يحملنى على أحد أجنحته إليها ، بينما أنا عاجزة عن التأكد من هوية الرجل الذى يجلس معى )
تتهاوى على عقلها الأحداث دون ترتيب رغم ما تشعر به من فراغ فى خزائن ذكرياتها. لتحتل ذكريات ليلة رأس سنة 2000 الجزء الأكبر منها .... فماذا حملت من مفاجأت غيرت حيوات أفراد الأسرة؟
حسن الأب و تحكماته التى ربما يندم عليها فى نهاية العمر ، هشام الابن الأكبر المدلل لأمه و قراره المفاجئ الذى أبعده عن الأسرة للأبد ، رشيد و بداية عمل غيَّر مستقبله ، نور و سفر طالت معه غربتها ، فارس و ابتسامة كانت للمرة الأخيرة ، جاد و حلم سيتأجل تحقيقه لبعض الوقت.
ثم تحمل الأيام تجمعٍ آخر بعدها بأعوام ... فهل سيختلف ما سيكون عن ما كان؟
رحلة دافئة صاغتها الكاتبة بلغة عذبة معبرة ، و سرد خاطف نقل الصورة كاملة و كأننا نحياها مع الأبطال ، فقد عشت معهم و حكيت بلهجتهم المختلطة ، سمعت صوت فيروز وسط الذكريات و زورت الأماكن المختلفة ، تذوقت ألم الحرب و النزاعات و وجع الهجر و الغربة ، تعاطفت مع هدى و أحببت نور ، انزعجت من هشام و استعادت الراحة مع رشيد و جاد.
و فى النهاية ما المرء إلا حصيلة ذكرياته فكيف للذكريات أن تتساقط كما تُسقط الرياح أوراق الشجر؟
رحلة ممتعة تخطف القلب أرشحها بقوة لمحبى هذه النوعية من الأعمال.
مع تمنياتى للكاتبة بمزيد من التقدم و الإبداع.
#لبيروت_الورق_الأصفر
#رقم_١٥
رواية لبيروت الورق الأصفر للكاتبة خميلة الجندي.
من إصدار دار نهضة مصر.
لبيروت الورق الأصفر ... فى الذكريات حياة
( نقطع مسافات العمر كلها نطلب من الله أن ننسى ، و لكن أنريد حقًا أن ننسى؟! أنقدر على هذا الضياع؟! أن نحيا دون كل ماضينا؟! حلوه و مره.. نجاحه و إخفاقه.. شقائه و سعادته؟! أيمكن أن يظل المرء ذا قيمة تُذكر لو مُحيت ذكرياته؟ )
رحلة جديدة مع عمل اجتماعي انساني يحمل بين طياته الكثير من ذكريات الأهل و الوطن .... ذكريات هدى الأبنة ، الحبيبة ، الزوجة ، الأم ... و ذكريات الوطن الذى اعتاد المناوشات و النزاعات المتكررة.
هدى اللبنانية التى عاشت نصف حياتها بلبنان و نصفها الآخر بمصر بعد زواجها من حسن.
حسن الحبيب الذى هون عليها غربتها و ملأ حياتها بحبه ، تخسر والديها و أخيها بالحرب ، لكنها تداوى جرحها بدفء عائلتها و أبنائها الخمسة ، ليعوضها حب الأسرة عن غربة الوطن الذى لم تفقد شوقها لزيارته أبداً .... ثم تأتى العودة للوطن بعد غياب طويل .... فماذا عن الأسرة و ماذا آل إليه حالها؟
و ماذا عن هدى بعد مرور الأعوام؟
( تتجمع الأفكار فى ذهنى كما تتجمع سحابات الشتاء القاتمة ، فأتذكر حلوها و مرها ..... غريب! كيف اذكر تلك التفاصيل كأن حصان خيالى يحملنى على أحد أجنحته إليها ، بينما أنا عاجزة عن التأكد من هوية الرجل الذى يجلس معى )
تتهاوى على عقلها الأحداث دون ترتيب رغم ما تشعر به من فراغ فى خزائن ذكرياتها. لتحتل ذكريات ليلة رأس سنة 2000 الجزء الأكبر منها .... فماذا حملت من مفاجأت غيرت حيوات أفراد الأسرة؟
حسن الأب و تحكماته التى ربما يندم عليها فى نهاية العمر ، هشام الابن الأكبر المدلل لأمه و قراره المفاجئ الذى أبعده عن الأسرة للأبد ، رشيد و بداية عمل غيَّر مستقبله ، نور و سفر طالت معه غربتها ، فارس و ابتسامة كانت للمرة الأخيرة ، جاد و حلم سيتأجل تحقيقه لبعض الوقت.
ثم تحمل الأيام تجمعٍ آخر بعدها بأعوام ... فهل سيختلف ما سيكون عن ما كان؟
رحلة دافئة صاغتها الكاتبة بلغة عذبة معبرة ، و سرد خاطف نقل الصورة كاملة و كأننا نحياها مع الأبطال ، فقد عشت معهم و حكيت بلهجتهم المختلطة ، سمعت صوت فيروز وسط الذكريات و زورت الأماكن المختلفة ، تذوقت ألم الحرب و النزاعات و وجع الهجر و الغربة ، تعاطفت مع هدى و أحببت نور ، انزعجت من هشام و استعادت الراحة مع رشيد و جاد.
و فى النهاية ما المرء إلا حصيلة ذكرياته فكيف للذكريات أن تتساقط كما تُسقط الرياح أوراق الشجر؟
رحلة ممتعة تخطف القلب أرشحها بقوة لمحبى هذه النوعية من الأعمال.
مع تمنياتى للكاتبة بمزيد من التقدم و الإبداع.
#لبيروت_الورق_الأصفر
#رقم_١٥
ما المرء إلا حصيلة ذكرياته، وهذه الذكريات هي ما تجعلنا ما نحن عليه، تحركنا، تلهمنا، واحيانا تدمرنا!
يحث الإنسان خطاه في الأرض باحثا عن النسيان حتى إذا اتاه هرب منه.!..بينما ينسى في هذه الرحلة المرهقة الغاية من وجوده...أن يعيش.
هذا ما يمكنني كتابته عن رحلتي في هذه الرواية، رحلة بدأتها عمدا لكني وددت لو لم تنتهي.
بسرد جذاب ولغة براقة جزله بعيدة عن الغلو عزفت خميلة سيمفونيتها الخاصة مستخدمة الكلمات لتعانق روح كل من أمسك "لبيروت" في يده.
أنا تعرفت على بيروت من حكاياتي والدي لما كان طالب فيها لكني في رواية خميلة تعرفت على الوجه الآخر لها، بينما حكى والدي عن جمالها وعن أشجار الكرز والتفاح والجبال، والفة اهلها أعلمتني خميلة ما عانت منه مدينة الجمال ومدى ما تحملته من خسائر.
الرواية أغلبها سرد لذكريات شخوص تم تقديمهم بحرفية خلتني حاسس طول وقت القراءة انهم قاعدين معايا أكاد أجن على هشام وأتعاطف مع نور وغيرهم بينما تلاطم أمواج الحياة سفنهم.
ومع الأسف تنتهي الرواية تاركة في صدري حنينا وشجن وسؤال لن أعرف إجابته يوما، أحقا يريد الأنسان النسيان؟
الخلاصة: لبيروت ليست رواية بل هي رحلة، رحلة إلى أعمق نقاط روحك، إلى خزانة ذكرياتك المغلقة قبل أن تكون رحلة في نفوس أبطال أعلم أني سأفتقدمهم طوال الأيام القادمة، أعترفي أني رغم الرتم الهادئ نوعا لم استطع تركها أو تنحيتها عن ذهني حتى أنتهيت منها.
رواية جميلة جدا ورغم عدم حبي للكتابات الأجتماعية _ باستثناء كتابات الأستاذ _ إلا أنها حفرت لنفسها مكانا على جدران قلبي، لذا أنا أنصح بها وبشدة
يحث الإنسان خطاه في الأرض باحثا عن النسيان حتى إذا اتاه هرب منه.!..بينما ينسى في هذه الرحلة المرهقة الغاية من وجوده...أن يعيش.
هذا ما يمكنني كتابته عن رحلتي في هذه الرواية، رحلة بدأتها عمدا لكني وددت لو لم تنتهي.
بسرد جذاب ولغة براقة جزله بعيدة عن الغلو عزفت خميلة سيمفونيتها الخاصة مستخدمة الكلمات لتعانق روح كل من أمسك "لبيروت" في يده.
أنا تعرفت على بيروت من حكاياتي والدي لما كان طالب فيها لكني في رواية خميلة تعرفت على الوجه الآخر لها، بينما حكى والدي عن جمالها وعن أشجار الكرز والتفاح والجبال، والفة اهلها أعلمتني خميلة ما عانت منه مدينة الجمال ومدى ما تحملته من خسائر.
الرواية أغلبها سرد لذكريات شخوص تم تقديمهم بحرفية خلتني حاسس طول وقت القراءة انهم قاعدين معايا أكاد أجن على هشام وأتعاطف مع نور وغيرهم بينما تلاطم أمواج الحياة سفنهم.
ومع الأسف تنتهي الرواية تاركة في صدري حنينا وشجن وسؤال لن أعرف إجابته يوما، أحقا يريد الأنسان النسيان؟
الخلاصة: لبيروت ليست رواية بل هي رحلة، رحلة إلى أعمق نقاط روحك، إلى خزانة ذكرياتك المغلقة قبل أن تكون رحلة في نفوس أبطال أعلم أني سأفتقدمهم طوال الأيام القادمة، أعترفي أني رغم الرتم الهادئ نوعا لم استطع تركها أو تنحيتها عن ذهني حتى أنتهيت منها.
رواية جميلة جدا ورغم عدم حبي للكتابات الأجتماعية _ باستثناء كتابات الأستاذ _ إلا أنها حفرت لنفسها مكانا على جدران قلبي، لذا أنا أنصح بها وبشدة
#رحلات2022
#لبيروت_الورق_الأصفر
تجربة إنسانية جميلة، رواية عذبة تحمل العديد من المشاعر والتساؤولات، عن "هدى" اللبنانية التي عاشت نصف حياتها في وطنها وعاشت النصف الآخر في مصر بعد زواجها من"حسن"، تأخذنا الكاتبة في رحلة عبر الذاكرة، ببداية قوية ومشهد جميل للبطلة، ثم كان الفلاش باك السريع إلى مرحلة البدايات
فكانت الرحلة مع هدى، حياتها الأولى وخلفيتها العائلية وعلاقتها بالجميع، ثم كان التحول الأكبر في حياتها بإنتقالها إلى القاهرة لإستكمال الدراسة، ومن ثم التعرف على حب حياتها، ثم الزواج بعد صعوبات جمة
تتعرض هدى لمأساة فقد الأهل في الحرب الأهلية اللبنانية، فهل كانت هذه هي آخر مآسي حياتها؟؟ أم أن الحياة حملت المزيد من الأوجاع لها؟؟
ماطبيعة شخصيات الأبناء؟؟ وماذا حدث بعد إجتماع الأرة في ليلة رأس السنة لعام الـ 2000؟؟ وماسر التحول الشديد لشخصيات الجميع؟؟ وما دور حسن في كل مايحدث؟؟؟ وكيف تكون النهاية للجميع؟؟
في رواية مركزة كانت الرحلة بين القاهرة ولبنان، عبر دروب ذاكرة هدى التي حملت الكثير من الذكريات السعيدة والحزينة في آن، أجادت الكاتبة وصف الشخصيات، فأحببت هدى وأشفقت على حسن وكرهت هشام من كل قلبي، كما أجادت وصف الأحداث السياسية الهامة مع التركيز على أبرزها مثل الحرب الأهلية اللبنانية، جاء وصف المشاهد بشكل سينمائي جميل، فلن أنسى ماحييت مشهد السينما بين حسن وهدى، أو مشهد الإعتراف بالحب بين نور وزوجها، أو مشهد الحفل الفني ل"فيروز" بساحة الشهداء بقلب بيروت، العديد من المشاهد التي مست قلبي للغاية
تميزت الرواية بعفوية التعبيرعن كل شخصية وفقاً لخلفيتها، أحببت اللهجة اللبنانية على لسان بعض الشخصيات، جائت اللغة مناسبة تماماً للجميع، كما أحببت المزج بين أغاني فيروز والأحداث، النهاية..رائعة
تجربة أولى...وددت لو لم تنتهي مع الكاتبة، ورواية عذبة..لا تُنسى بسهولة
#الكتاب_رقم_18
#رواية_إجتماعية
18/120
12-فبراير
#لبيروت_الورق_الأصفر
تجربة إنسانية جميلة، رواية عذبة تحمل العديد من المشاعر والتساؤولات، عن "هدى" اللبنانية التي عاشت نصف حياتها في وطنها وعاشت النصف الآخر في مصر بعد زواجها من"حسن"، تأخذنا الكاتبة في رحلة عبر الذاكرة، ببداية قوية ومشهد جميل للبطلة، ثم كان الفلاش باك السريع إلى مرحلة البدايات
فكانت الرحلة مع هدى، حياتها الأولى وخلفيتها العائلية وعلاقتها بالجميع، ثم كان التحول الأكبر في حياتها بإنتقالها إلى القاهرة لإستكمال الدراسة، ومن ثم التعرف على حب حياتها، ثم الزواج بعد صعوبات جمة
تتعرض هدى لمأساة فقد الأهل في الحرب الأهلية اللبنانية، فهل كانت هذه هي آخر مآسي حياتها؟؟ أم أن الحياة حملت المزيد من الأوجاع لها؟؟
ماطبيعة شخصيات الأبناء؟؟ وماذا حدث بعد إجتماع الأرة في ليلة رأس السنة لعام الـ 2000؟؟ وماسر التحول الشديد لشخصيات الجميع؟؟ وما دور حسن في كل مايحدث؟؟؟ وكيف تكون النهاية للجميع؟؟
في رواية مركزة كانت الرحلة بين القاهرة ولبنان، عبر دروب ذاكرة هدى التي حملت الكثير من الذكريات السعيدة والحزينة في آن، أجادت الكاتبة وصف الشخصيات، فأحببت هدى وأشفقت على حسن وكرهت هشام من كل قلبي، كما أجادت وصف الأحداث السياسية الهامة مع التركيز على أبرزها مثل الحرب الأهلية اللبنانية، جاء وصف المشاهد بشكل سينمائي جميل، فلن أنسى ماحييت مشهد السينما بين حسن وهدى، أو مشهد الإعتراف بالحب بين نور وزوجها، أو مشهد الحفل الفني ل"فيروز" بساحة الشهداء بقلب بيروت، العديد من المشاهد التي مست قلبي للغاية
تميزت الرواية بعفوية التعبيرعن كل شخصية وفقاً لخلفيتها، أحببت اللهجة اللبنانية على لسان بعض الشخصيات، جائت اللغة مناسبة تماماً للجميع، كما أحببت المزج بين أغاني فيروز والأحداث، النهاية..رائعة
تجربة أولى...وددت لو لم تنتهي مع الكاتبة، ورواية عذبة..لا تُنسى بسهولة
#الكتاب_رقم_18
#رواية_إجتماعية
18/120
12-فبراير
"أيمكن أن يظل المرء ذا قيمة تُذكر لو مُحيت ذكرياته؟
سيعود كما خُلِق، ولكنه ما عاد يملك من العمر قدر ما مضى ليخلق ذكريات جديدة." خميلة الجندي
ربما يحق لنا أن نجيب عن تساؤل مثل هذا إن كان لنا منذ البداية حق الاختيار.
فلم تختر هدى أن تُمحى ذاكرتها؛ وإن اختارت كرهًا أن تعيش تحت وطأة الاغتراب والفقد والتشتت، تمامًا مثلما حدث مع أبنائها الخمسة، بينما اختار آخرون طواعيةً، أن يتشبثوا بأحضان الوطن المحتضر، حتى وإن كان ذلك هو الاحتضان الأخير.
هذه الرواية عن هدى أحيانًا، وعن لبنان كل الوقت.
لبنان، طائر الفينيق الأسطوري، الذي كلما احترق، يولد من رماده طائر فينيق جديد، مرة إثر فتنة طائفية وأخرى في حروب أهلية وغيرها وغيرها، إلا أنه وفي المرة الأخيرة، تفاجأ الجميع بعودته إلى الحياة، دون أن تعود معه ذاكرته.
أيهما أكثر انتماءً وأقلهما مرارة؟
البقاء في الوطن مع احتمالية الموت؟
أم الرحيل عنه أملًا في عودةٍ منقوصة؟
في كتابه هروبي إلى الحرية، يقول علي عزت بيجوفيتش:
"بين الحزن واللامبالاة، سأختار الحزن"
وماذا إن فاق الحزن حد الاحتمال؟
ربما سيراودنا حينها التفكير مثلما فعلت نور، ابنة هدى الصغرى، فنتمنى لو أن في مقدورنا التوقف عن البحث عن الزمن المفقود على طريقة مارسيل بروست، وأن نكتسب شيئًا من عبثية ألبير كامو ولا مبالاته مع فقده لأمه، متناسين أننا إن فعلناها، سنفقد في اللحظة ذاتها أنفسنا، قبل أن نفقد الوطن ذاته.
رغم أجواء الرواية المفرطة في الألم، وجدت الكثير من الونس والعزاء في صوت فيروز الملائكي المصاحب لعذوبة السرد ووصف طبيعة لبنان الخ��ابة، إلى جانب الحوار الذي جاء بلهجة لبنانية محببة شديدة التمكن.
لمن يرغب في قراءة التاريخ دون أن يقرأه، هذه الرواية تحكي - في إطار اجتماعي واعٍ - ما حدث، ومازال يحدث.
سيعود كما خُلِق، ولكنه ما عاد يملك من العمر قدر ما مضى ليخلق ذكريات جديدة." خميلة الجندي
ربما يحق لنا أن نجيب عن تساؤل مثل هذا إن كان لنا منذ البداية حق الاختيار.
فلم تختر هدى أن تُمحى ذاكرتها؛ وإن اختارت كرهًا أن تعيش تحت وطأة الاغتراب والفقد والتشتت، تمامًا مثلما حدث مع أبنائها الخمسة، بينما اختار آخرون طواعيةً، أن يتشبثوا بأحضان الوطن المحتضر، حتى وإن كان ذلك هو الاحتضان الأخير.
هذه الرواية عن هدى أحيانًا، وعن لبنان كل الوقت.
لبنان، طائر الفينيق الأسطوري، الذي كلما احترق، يولد من رماده طائر فينيق جديد، مرة إثر فتنة طائفية وأخرى في حروب أهلية وغيرها وغيرها، إلا أنه وفي المرة الأخيرة، تفاجأ الجميع بعودته إلى الحياة، دون أن تعود معه ذاكرته.
أيهما أكثر انتماءً وأقلهما مرارة؟
البقاء في الوطن مع احتمالية الموت؟
أم الرحيل عنه أملًا في عودةٍ منقوصة؟
في كتابه هروبي إلى الحرية، يقول علي عزت بيجوفيتش:
"بين الحزن واللامبالاة، سأختار الحزن"
وماذا إن فاق الحزن حد الاحتمال؟
ربما سيراودنا حينها التفكير مثلما فعلت نور، ابنة هدى الصغرى، فنتمنى لو أن في مقدورنا التوقف عن البحث عن الزمن المفقود على طريقة مارسيل بروست، وأن نكتسب شيئًا من عبثية ألبير كامو ولا مبالاته مع فقده لأمه، متناسين أننا إن فعلناها، سنفقد في اللحظة ذاتها أنفسنا، قبل أن نفقد الوطن ذاته.
رغم أجواء الرواية المفرطة في الألم، وجدت الكثير من الونس والعزاء في صوت فيروز الملائكي المصاحب لعذوبة السرد ووصف طبيعة لبنان الخ��ابة، إلى جانب الحوار الذي جاء بلهجة لبنانية محببة شديدة التمكن.
لمن يرغب في قراءة التاريخ دون أن يقرأه، هذه الرواية تحكي - في إطار اجتماعي واعٍ - ما حدث، ومازال يحدث.
لم اذهب يوميا الي بيروت ...رأيت جمالها و جمال الطبيعة الخلابة و رونقها وسلاسة أهلها ..عشقهم للحياة وحبهم للعائلة ...كفاحهم للإستمرار ومواصلة الحياة بين أنقاض الدمار والتطرف والفتنة . ..رأيتهم بالقلب من بين سطور هذه الرواية ...لبيروت الورق الاصفر رواية حديثة لكتابة موهوبة جدا ...تمتلك ادوات ومفردات مبدعة غير مللة نهائي ..بحب قوي الروايات الي تفصل العقل عن الحياة المحيطة عشان اعيش فيها وفي أحداثها ويبقى عندي شغف اعرف آخرها وايه اخر أبطالها ..احترمت حسن جدا وحزن هدى عصف بيه حقيقي . كرهت هشام جدا جدا ...وحبيت اخلاق ونبل رشيد ..حقيقي رواية جميلة جدا باحيكي جدا خميلة الجندي على هذا الابداع
"كم من ليال مضت ليحل صباح واحد".
Que de soirs pour un seul matin.
تحار في كنه هذه الرواية؛ أهي رواية الست هدى أم رواية لبنان؟
بقلم بليغ ومفردات عالية وسرد فصيح وحوار يمزج بين العامية اللبنانية التي نحبها جميعا والمصرية، تأخذك خميلة الجندي إلى بيت الست هدى اللبنانية وزوجها المصري السيد حسن على أنغام الست فيروز وبعض من الست ماجدة وفي الخلفية حرب لبنان الأهلية وحاضرها الأليم. هدى وحسن يشكلان معا محور الرواية؛ رواية البيت الكبير والعائلة المتشرذمة.
"ما بنرجع أبدا متل ما كان الزمان خي".
بين بيروت وجبيل والإسكندرية ولندن وباريس، نعيش غولا يأكل الذاكرة، وتعصبا يأكل القلب، وحبا عذريا حُكم عليه ألا يتوج بالزواج، ومجونا بين اليوم والأمس. نرى أنفسنا أو أحبابنا بدرجة ما في الحاضر أو الماضي. قرأت الرواية مرتين وأسقطت أحيانا أسماء الشخصيات الهامشية لكثرتها، لكنها في كل مرة كانت ممتعة.
الغلاف بديع في زرقته بدرجات مختلفة تذوب فيه هدى.. أو لبنان.. وتتلاشى. لم يرُقني كثيرا اسم "لبيروت" كعنوان للرواية لأنه اسم أغنية شهيرة وإن أحببتها.
لا تُقاس العقول بالأعمار وإلا ما صدقت أن هذه الرواية التي تعكس نضجا وثقافة كتبتها شابة تخرجت من الجامعة قبل عامين أو ثلاثة فقط، وأن روايتها السابقة كان محورها الجامعة ثم جاءت "لبيروت" لتنتقل فيها إلى فضاء أرحب وتخاطب شرائح أكبر وتتناول قضايا أعقد بطابع إنساني مؤثر. أما وعاؤها اللغوي فهو حصيلة قراءات في أدب الكبار وترجمات عن لغتين أجنبيتين تشتغل بهما بكثافة. ينتظرها الأفضل بإذن الله وننتظر المزيد 🙂
حقٌ لها.. وحسنا فعلت.. أن تهدي "لبيروت.. الورق الأصفر" لنفسها.. ولمقاومتها من أجل الحياة.
Que de soirs pour un seul matin.
تحار في كنه هذه الرواية؛ أهي رواية الست هدى أم رواية لبنان؟
بقلم بليغ ومفردات عالية وسرد فصيح وحوار يمزج بين العامية اللبنانية التي نحبها جميعا والمصرية، تأخذك خميلة الجندي إلى بيت الست هدى اللبنانية وزوجها المصري السيد حسن على أنغام الست فيروز وبعض من الست ماجدة وفي الخلفية حرب لبنان الأهلية وحاضرها الأليم. هدى وحسن يشكلان معا محور الرواية؛ رواية البيت الكبير والعائلة المتشرذمة.
"ما بنرجع أبدا متل ما كان الزمان خي".
بين بيروت وجبيل والإسكندرية ولندن وباريس، نعيش غولا يأكل الذاكرة، وتعصبا يأكل القلب، وحبا عذريا حُكم عليه ألا يتوج بالزواج، ومجونا بين اليوم والأمس. نرى أنفسنا أو أحبابنا بدرجة ما في الحاضر أو الماضي. قرأت الرواية مرتين وأسقطت أحيانا أسماء الشخصيات الهامشية لكثرتها، لكنها في كل مرة كانت ممتعة.
الغلاف بديع في زرقته بدرجات مختلفة تذوب فيه هدى.. أو لبنان.. وتتلاشى. لم يرُقني كثيرا اسم "لبيروت" كعنوان للرواية لأنه اسم أغنية شهيرة وإن أحببتها.
لا تُقاس العقول بالأعمار وإلا ما صدقت أن هذه الرواية التي تعكس نضجا وثقافة كتبتها شابة تخرجت من الجامعة قبل عامين أو ثلاثة فقط، وأن روايتها السابقة كان محورها الجامعة ثم جاءت "لبيروت" لتنتقل فيها إلى فضاء أرحب وتخاطب شرائح أكبر وتتناول قضايا أعقد بطابع إنساني مؤثر. أما وعاؤها اللغوي فهو حصيلة قراءات في أدب الكبار وترجمات عن لغتين أجنبيتين تشتغل بهما بكثافة. ينتظرها الأفضل بإذن الله وننتظر المزيد 🙂
حقٌ لها.. وحسنا فعلت.. أن تهدي "لبيروت.. الورق الأصفر" لنفسها.. ولمقاومتها من أجل الحياة.
لبنان الحياه في ما بيوقفها ولا حتي الموت
"الحياه تجربه كل ما جربت كل ما كان احسن "
روايه رائعه بكل المقاييس و كانت مناسبه اوي لعيد الحب خلتني كده في حاله جميله جدا مابين ارتباط العائله الشديد ببعض و حب الوطن سواء مصر او لبنان دون الانحياز لبلد الام او الاب
اول تجربه مع الكاتبه و مش اخر تجربه عجبني تسلسل الاحداث الشيق
تقييمها عندي ٥/٥
"الحياه تجربه كل ما جربت كل ما كان احسن "
روايه رائعه بكل المقاييس و كانت مناسبه اوي لعيد الحب خلتني كده في حاله جميله جدا مابين ارتباط العائله الشديد ببعض و حب الوطن سواء مصر او لبنان دون الانحياز لبلد الام او الاب
اول تجربه مع الكاتبه و مش اخر تجربه عجبني تسلسل الاحداث الشيق
تقييمها عندي ٥/٥
سم العمل: رواية لبيروت 🇱🇧
للكاتبة : خميلة الجندي
عدد الصفحات : ٢١٥ صفحة
دار النشر : دار نهضة مصر
تصنيف الرواية : اجتماعية /تاريخية رومانسية
🎶نبذة عن الرواية :
تأخذنا الكاتبة في رحلة بين بلدين رائعون وهما بيروت "جبيل"- مصر " القاهرة والإسكندرية " من خلال ذكريات هدي وهي بطالتنا مع زوجها حسن وابنائهم
📌تحكي الرواية عن بيورت بلد الجمال وبعض من تاريخها المؤلم وبعض من تاريخها الجميل
📌تحكب رواية عن مصر ام الدنيا التي يتجمع فيها الاحبه ولا يقدر علي احد مفارقتها ابدا
📌 تحكي الرواية عن اعرض الزهيمر الذي يصيب الانسان ف مرحله من عمره
📌تحكي الرواية عن الانسان الذي يفهم مفهوم الدين الخطأ
📌تحكي رواية عن الحب من اول نظره
📌تحكي رواية عن معارضه الاهل لزواج ابنائهم لمجرد اختلاف طباقات
📌تحكي رواية عن الم فقدان الابن
📌تحكي الرواية الكثير من المشاعر التي بداخل كل انسان من الم وحزن وسعاده
تنقسم الرواية لثلاثة فصول :
الفصل الأول : بدي فل (نتعرف علي ذكريات هدي مع اهلها ووطنها بيروت و حبها الأول حسن )
الفصل الثاني : الورق الأصفر
(بوضح ذكريات كل ابن من ابنائها و كيفية تفرقه أولادها عنها)
الفصل الثالث : كان الزمان
(التجمع العائلي ولم الشمل مرة اخرى وماذا حدث بعد هذا التجمع واستقبال الابناء طلب التجمع)
🔖السرد والأحداث :
استطاعت الكاتبه السرد بطريقة سلسة و مشوق جدا و
🔖 الأحداث: كانت ممتعة و سريعة مع التنقل بين الشخصيات و بين المدن و البلدان بطريقة رائعة لا تشعر معها بالتوهان أو التشتت
🔖 اللغة :
استخدمت الكاتبة العربية الفصحى في السرد و اللهجة المصرية واللهجة اللبنانية في الحوار
🔖 الشخصيات :
تم رسم الشخصيات بطريقة رائعة جدا و مبدعة فتتعاطف مع البعض والبعض الاخر
📌بعض اقتباسات :
🔖 هناك سعادات لا يمكن التعبير عنها باللفظ تماما كالالام التي تخرق الفؤاد و تدمي النفس و دائما صانع السعادة هو مسبب الالم
🔖اعجز عن فهم العقل كيف يطلق علينا سجناءة في غير ميعادهم و يحل من قيده ذكري بعد فوات أوانها
🔖 عسيرة هي اللحظة التي يفقد المرء فيها قريبا لاول مره عسيرة و صافعة لأنها تذكره بحقيقة الحياة الغائبة عن وعيه تلح عليه أن ينظر لجانبها الآخر جانبها الحقيقي و حقيقتها الوحيدة الموت مصير كل انسان مهما طال به العمر او ارتفع به الشأن او خلف من الاهل والاولاد المئات
الموت وحده ينتظرك في نهاية الطريق
🔖"المرء هو حصيلة ذكرياته
🔖 رائي الشخصي :
💙 الرواية رائعة جدا جدا جذبتني الكاتبة من اول صفحه حتى لاخر صفحة في الرواية
💙تجولت معها في شوارع القاهرة قديما واسكندرية و تعرفت علي شوارع وميادين لبنان وحال لبنان قديما و حديثا
💙اعجبني كثيرا سماع صوت فيروز بين كل صفحة من صفحات الكتاب
💙 عجبني كثيرا طريقة السرد ووجود بعض الحوارات باللبنانية
#لبيروت
#خميلة_الجندي
#مراجعة_ريهام_عبداللطيف
للكاتبة : خميلة الجندي
عدد الصفحات : ٢١٥ صفحة
دار النشر : دار نهضة مصر
تصنيف الرواية : اجتماعية /تاريخية رومانسية
🎶نبذة عن الرواية :
تأخذنا الكاتبة في رحلة بين بلدين رائعون وهما بيروت "جبيل"- مصر " القاهرة والإسكندرية " من خلال ذكريات هدي وهي بطالتنا مع زوجها حسن وابنائهم
📌تحكي الرواية عن بيورت بلد الجمال وبعض من تاريخها المؤلم وبعض من تاريخها الجميل
📌تحكب رواية عن مصر ام الدنيا التي يتجمع فيها الاحبه ولا يقدر علي احد مفارقتها ابدا
📌 تحكي الرواية عن اعرض الزهيمر الذي يصيب الانسان ف مرحله من عمره
📌تحكي الرواية عن الانسان الذي يفهم مفهوم الدين الخطأ
📌تحكي رواية عن الحب من اول نظره
📌تحكي رواية عن معارضه الاهل لزواج ابنائهم لمجرد اختلاف طباقات
📌تحكي رواية عن الم فقدان الابن
📌تحكي الرواية الكثير من المشاعر التي بداخل كل انسان من الم وحزن وسعاده
تنقسم الرواية لثلاثة فصول :
الفصل الأول : بدي فل (نتعرف علي ذكريات هدي مع اهلها ووطنها بيروت و حبها الأول حسن )
الفصل الثاني : الورق الأصفر
(بوضح ذكريات كل ابن من ابنائها و كيفية تفرقه أولادها عنها)
الفصل الثالث : كان الزمان
(التجمع العائلي ولم الشمل مرة اخرى وماذا حدث بعد هذا التجمع واستقبال الابناء طلب التجمع)
🔖السرد والأحداث :
استطاعت الكاتبه السرد بطريقة سلسة و مشوق جدا و
🔖 الأحداث: كانت ممتعة و سريعة مع التنقل بين الشخصيات و بين المدن و البلدان بطريقة رائعة لا تشعر معها بالتوهان أو التشتت
🔖 اللغة :
استخدمت الكاتبة العربية الفصحى في السرد و اللهجة المصرية واللهجة اللبنانية في الحوار
🔖 الشخصيات :
تم رسم الشخصيات بطريقة رائعة جدا و مبدعة فتتعاطف مع البعض والبعض الاخر
📌بعض اقتباسات :
🔖 هناك سعادات لا يمكن التعبير عنها باللفظ تماما كالالام التي تخرق الفؤاد و تدمي النفس و دائما صانع السعادة هو مسبب الالم
🔖اعجز عن فهم العقل كيف يطلق علينا سجناءة في غير ميعادهم و يحل من قيده ذكري بعد فوات أوانها
🔖 عسيرة هي اللحظة التي يفقد المرء فيها قريبا لاول مره عسيرة و صافعة لأنها تذكره بحقيقة الحياة الغائبة عن وعيه تلح عليه أن ينظر لجانبها الآخر جانبها الحقيقي و حقيقتها الوحيدة الموت مصير كل انسان مهما طال به العمر او ارتفع به الشأن او خلف من الاهل والاولاد المئات
الموت وحده ينتظرك في نهاية الطريق
🔖"المرء هو حصيلة ذكرياته
🔖 رائي الشخصي :
💙 الرواية رائعة جدا جدا جذبتني الكاتبة من اول صفحه حتى لاخر صفحة في الرواية
💙تجولت معها في شوارع القاهرة قديما واسكندرية و تعرفت علي شوارع وميادين لبنان وحال لبنان قديما و حديثا
💙اعجبني كثيرا سماع صوت فيروز بين كل صفحة من صفحات الكتاب
💙 عجبني كثيرا طريقة السرد ووجود بعض الحوارات باللبنانية
#لبيروت
#خميلة_الجندي
#مراجعة_ريهام_عبداللطيف
لبيروت - الورق الاصفر للرائعه " خميلة الجندي "
تقييمى المتواضع5/4
وتدور أحداث الرواية بين بيروت والقاهرة، بين السيدة اللبنانية "هدى" المصابة بالألزهايمر وأبنائها الخمسة المصريين الموزعين بين القاهرة والإسكندرية وبيروت وباريس، حيث تروى لنا هدى من خلال ذاكرتها المهترئة، ويروى لنا الأبناء فى لغة شاعرية حالمة حكاياتهم المفعمة بالأشجان والأفراح، ونرى من خلال الحكايات بيروت والقاهرة فى الخمسينيات والستينيات وفى الألفية الجديدة، ونشاهد كيف لعبت الحروب بمصائر البلاد والبشر، وكيف تلاقت مشاعر الألم والأمل ممزوجة بألحان وصوت السيدة فيروز على مدار الرواية.
مجموعه من المشاعر المتناقضه ما بين حب .. حزن .. اشتياق تعزفها الرائعه خميله الجندى بمنتهى الدقه والاحترافيه
تأثرت جدا بقصه الحب بين هدى وحسن ..وفكره الانتماء والحنين الدائم الى الوطن رغم كل الظروف والاحداث ومهما ابعدتنا السنين
هشام والتحول فى شخصيته من النقيض الى النقيض ولها مبرراتها شخصيه مكتوبه بطريقه ابهرتنى جدا
نور وارتباطها بتؤامها فارس وقصة حبها لزوجها على ... جاد وكارمن ... رشيد ...كلهم شخصيات أتاثرت جدا وعشت معهم واحده من أروع الروايات على الاطلاق . الاسلوب سلسل بلا ملل والاحداث تشدك من البدايه حتى النهايه
ده تانى كتاب اقراءه للكاتبه ومش هيكون الاخير و اتمنى اجيب باقى كتبها لانها فعلا موهوبه بطريقه غير عاديه فكل الشكر والتقدير لها على هذه التحفه الفنيه
أنصح وبشدة بقراءه هذه الروايه
دمتم مبدعين
تقييمى المتواضع5/4
وتدور أحداث الرواية بين بيروت والقاهرة، بين السيدة اللبنانية "هدى" المصابة بالألزهايمر وأبنائها الخمسة المصريين الموزعين بين القاهرة والإسكندرية وبيروت وباريس، حيث تروى لنا هدى من خلال ذاكرتها المهترئة، ويروى لنا الأبناء فى لغة شاعرية حالمة حكاياتهم المفعمة بالأشجان والأفراح، ونرى من خلال الحكايات بيروت والقاهرة فى الخمسينيات والستينيات وفى الألفية الجديدة، ونشاهد كيف لعبت الحروب بمصائر البلاد والبشر، وكيف تلاقت مشاعر الألم والأمل ممزوجة بألحان وصوت السيدة فيروز على مدار الرواية.
مجموعه من المشاعر المتناقضه ما بين حب .. حزن .. اشتياق تعزفها الرائعه خميله الجندى بمنتهى الدقه والاحترافيه
تأثرت جدا بقصه الحب بين هدى وحسن ..وفكره الانتماء والحنين الدائم الى الوطن رغم كل الظروف والاحداث ومهما ابعدتنا السنين
هشام والتحول فى شخصيته من النقيض الى النقيض ولها مبرراتها شخصيه مكتوبه بطريقه ابهرتنى جدا
نور وارتباطها بتؤامها فارس وقصة حبها لزوجها على ... جاد وكارمن ... رشيد ...كلهم شخصيات أتاثرت جدا وعشت معهم واحده من أروع الروايات على الاطلاق . الاسلوب سلسل بلا ملل والاحداث تشدك من البدايه حتى النهايه
ده تانى كتاب اقراءه للكاتبه ومش هيكون الاخير و اتمنى اجيب باقى كتبها لانها فعلا موهوبه بطريقه غير عاديه فكل الشكر والتقدير لها على هذه التحفه الفنيه
أنصح وبشدة بقراءه هذه الروايه
دمتم مبدعين
اذا كان الصراع مع الحياة جحيمًا
فماذا عن الصراع مع الذاكرة ؟
التاريخ ، السياسة ، الحب ، المجتمع ، وأخيراً.... الذاكرة.
هى ذلك الشئ الذى يطلق عليه ( السهل الممتنع )
أن تتناول كل تلك الأبعاد بتفاصيلها المنبثقة من جوهر تلك المنحوتات التى استطاعت أن تشكلها الكاتبة بشئ من التركيب.
كل شخص هناك ليس الا انعكاسًا لفكرة
وكل فكرة هى انعكاس للواقع بحد ذاتها
إنّ استخدام الرمز في الذاكرة تحديداً هو تجسيد للمقولة الخالدة للراحل نجيب محفوظ " آفة حارتنا النسيان"
أن تنسي ماضيك معناه أن تفقد هويتك
تلك اللحظة التى لا يصير الانسان بعدها انسانًا
كل مدينة تحمل رمزاً واسمًا كما يحمل كل شخص من شخوص تلك الحكاية
القاهرة ، باريس ، لبنان
أم كلثوم، فيروز وشارل أزنافور
تداخل اللهجات وانصهار الجنسيات
واختلاف الطّباع وتغير المدن
من يتخلي عن العائلة بمحض إرادته، ومن يتمسك بها رغم الصراع القاسى
تشتت الجغرافيا بين مدن فيها من قلبك وعقلك ،
اذا كانت الغربة هى عزلة الإنسان عن أهله ووطنه
وكان الاغتراب هو عزلة الإنسان عن نفسه و الواقع من حوله
فمن ذا الذى يمكنه تحمل الشعور بالغربة والاغتراب في ذات الوقت!
أنتهى هنا عند تلك الجملة " حين تصفعك المقادير ، تغيب عنك المقدرة علي معاونة ذاتك"
ما الذى يهوّن عليها عزلة عقلها الجبرية؟
كيف ينجو المرء بدون ذكريات؟
فماذا عن الصراع مع الذاكرة ؟
التاريخ ، السياسة ، الحب ، المجتمع ، وأخيراً.... الذاكرة.
هى ذلك الشئ الذى يطلق عليه ( السهل الممتنع )
أن تتناول كل تلك الأبعاد بتفاصيلها المنبثقة من جوهر تلك المنحوتات التى استطاعت أن تشكلها الكاتبة بشئ من التركيب.
كل شخص هناك ليس الا انعكاسًا لفكرة
وكل فكرة هى انعكاس للواقع بحد ذاتها
إنّ استخدام الرمز في الذاكرة تحديداً هو تجسيد للمقولة الخالدة للراحل نجيب محفوظ " آفة حارتنا النسيان"
أن تنسي ماضيك معناه أن تفقد هويتك
تلك اللحظة التى لا يصير الانسان بعدها انسانًا
كل مدينة تحمل رمزاً واسمًا كما يحمل كل شخص من شخوص تلك الحكاية
القاهرة ، باريس ، لبنان
أم كلثوم، فيروز وشارل أزنافور
تداخل اللهجات وانصهار الجنسيات
واختلاف الطّباع وتغير المدن
من يتخلي عن العائلة بمحض إرادته، ومن يتمسك بها رغم الصراع القاسى
تشتت الجغرافيا بين مدن فيها من قلبك وعقلك ،
اذا كانت الغربة هى عزلة الإنسان عن أهله ووطنه
وكان الاغتراب هو عزلة الإنسان عن نفسه و الواقع من حوله
فمن ذا الذى يمكنه تحمل الشعور بالغربة والاغتراب في ذات الوقت!
أنتهى هنا عند تلك الجملة " حين تصفعك المقادير ، تغيب عنك المقدرة علي معاونة ذاتك"
ما الذى يهوّن عليها عزلة عقلها الجبرية؟
كيف ينجو المرء بدون ذكريات؟
◾اسم الرواية : لبيروت - الورق الأصفر
◾اسم الكاتبة : خَميلة الجندي
◾نوع الرواية : دراما اجتماعية رومانسية بخلفية تاريخية
◾اصدار عن دار نهضة مصر
◾عدد الصفحات : ٢١٥ صفحة
◾تصميم الغلاف : هشام عبد العظيم
◾التقييم : ⭐⭐⭐⭐⭐
"لبيروت...
من قلبي سلامًا لبيروت
وقُبل للبحرِ والبيوت
لصخرةٍ كأنها وجه بحارٍ قديمِ"
بين مصر ولبنان، تنشأ الخيوط العريضة لحياة (الست هدى)، هذه الفتاة التي عاشت في لبنان وعاشت لبنان فيها، الفتاة التي أتت إلى القاهرة شابة ساعية للعلم وشهادة في الأدب الفرنسي، ولم تكن تعلم ما ان وطأت قديمها أرض المطار، انها ستقابل رفيق الروح والعمر هنا في مصر، ان مصر سيكون لها فصلا لا بأس به في قصة حياتها، انها ستكون موطن زوجها وأبنائها وبلدها الثانية.
تبدأ أحداث الرواية بداية غريبة لذكريات تتدافع على ذهن سيدة وفي نفس الوقت واقع غريب لشخص يعاونها ويساعدها وهي لا تستطيع التعرُّف عليها، أو بالكاد تعرفت عليه بعد وقت من عيونه، هذه العيون التي ما كانت لتُخطِئها أبداً فهي عيون (حسن)، لتهرب من احساسها الحاضر بالتيه بتذكُّر الماضي على مدار خمسين سنة مضت، حياتها في بيروت ورحيلها الي مصر واستقرارها فيها، حياتها الي جوار حبيبها (حسن) وانجاب أطفاله، رحلاتها بين مصر ولبنان، هذه السيدة لم تكُن سوي (هُدى) ابنة لبنان وحبيبة مصر... لتقف بها الذكريات عند يوم صعب، أصبحت أسرتها بعده كما لم تكن قبله، إنها ليلة رأس سنة عام 2000، الليلة التي حملت جرحاً غائراً بقلب كل فرد من الأسرة التي كانت يوماً ما سعيدة.
فماذا حدث في هذه الليلة؟! وما مصير أفراد الأسرة؟! وما الذي أوصل (هُدى) للحال الذي وصلت اليه في بداية الأحداث؟!
◾رأيي في الرواية :
اعلم تمام العلم أن الكاتبة (خميلة الجندي) مترجمة ممتازة وجميع ترجماتها ذات طراز فريد، ربنا هذا ما جعلني على ثقة بقلمها؛ لأقرر قراءة روايتها الثالثة والأولى بالنسبة لي، وقد كانت الرواية على قدر ثقتي بها فمنذ الصفحات الأولى استطاعت الكاتبة جذبي بشدة للأحداث ولمتابعة الرواية، فقد بدأت الكاتبة من حيث النهاية وراحت تعود بالخلف للأحداث من خلال اسلوب الـ flash back دون أن تفقد اتصالها بالأحداث الحاضرة؛ مما خلق جواً من التشويق والكثير من علامات الاستفهام في ذهن القارئ ينتظر الإجابة عنها.
وفي رأيي ان نقطة تميز العمل هي اعتماد الكاتبة على حكي التاريخ من خلال الأحداث، وبالتالي فهي لا تُقدِّم أحداث تاريخية صمَّاء تُنفر عدم مُحبي قراءة التاريخ، ولا تُقدِّم مجرد قصة اجتماعية رومانسية، وإنما إضافة الأحداث التاريخية للقصة الأساسية جعل لها أبعاداً أُخرى.
لقد تحدثت الكاتبة عن حرب لبنان، والصراعات في المنطقة العربية منذ نشأة الكيان الصـهيوني الغاشم، المناوشات بين الزول العربية في المنطقة والتي جميعها ترجع لوجود الطرف الثالث والتي غايته هي الإيقاع بالدول العربية تباعاً... صراعات السُّنة والشيعة في لبنان، وأزمة تعدُّد الطوائف والمُعتقدات كذلك، لتقف أخيرا على حادث اغتيال رئيس الوزراء اللبناني (رفيق الحريري) الرجل الذي أراد تجميع الشعب اللبناني بأكمله تحت راية شجرة الأرز، ليتخلَّصوا منه في الحال.
الرواية تحكي واقعاً أليماً عاشته دولة لبنان الحبيبة وراح ضحيته الآلاف من شعبها بسبب التشدُّد الطائفي والطمع في السلطة والنفوذ، ولا يدفع الثمن سوى الشعب، وفي هذا اسقاطاً على ما حدث قبل ذلك ويحدث في معظم الدول العربية والتي مازالت تُعاني من وجود عدو غاشم مزروع على أرضها بالقوة، وسبب استمراره هو هذا الضعف والصراع العربي الداخلي.
ومن الناحية الاجتماعية راحت الكاتبة تضرب أمثلة لشدة الأهل وكيف يُمكن تفسيرها بأكثر من طريقة، التشدُّد الديني في غير موضعه، والإيمان ببعض الكتاب والكُفر ببعضه، المرض النفسي ووجوب التعامل مع بحكمة لا تجاهل وأخيراً النظرة الغربية للعرب وتصنيفهم كشعوب درجة عاشرة لا ترتقي للتعامل معهم برغم اننا لو دققنا سنرى ان العرب هم أصل وأساس كل التقدُّم والحضارة التي يتغنى بها الغرب.
الكاتبة جعلت الحب هو بداية كل العلاقات في الرواية، فالحُب كفيل بمحو القسوة والأنانية، كفيل بدفع المرء للتقدم والنجاح، الحب هو أساس كل شيء، هو أساس تحمُّل الحياة والصبر على تقلُّباتها، ومن خلاله فقط يمكن الحفاظ على العلاقات قوية متينة... رواية مميزة جداً انهيتها خلال جلستين، جعلتني أعرف كاتبة استثنائية ولن تكون آخر قراءاتي لها بإذن الله.
◾النهاية :
جاءت النهاية واقعية مناسبة جداً لأحداث الرواية ولرسم كل شخصية من الشخصيات، فهي نهاية احترمت عقل القارئ، إذ لم تهتم الكاتبة بمجرد نهاية سعيدة ولكنها أرادتها نهاية واقعية.
◾الغلاف :
غلاف بسيط ومعبر جداً عن أحداث الرواية، في البداية يصعب فهمه ولكن مع التقدم في الأحداث تجده خير معبراً عنها.
◾الأسلوب :
اعتمدت الكاتبة اسلوباً مميزاً مناسباً للرواية يعتمد بصورة كبيرة على الـ flash back، حيث بدأت الكاتبة بمشهد في الحاضر ومن خلاله انتلقت لذكريات كل شخصية منفردة، لترى في النهاية الذكريات جميعها تُكمِل بعضها وتصُب في حدث واحد هو أساس الرواية ونقطة انطلاق شخصياتها، وقد غلب على اسلوب الكاتبة عنصر التشويق الذي يدفع القارئ دفعاً لمواصلة القراءة.
◾اللغة :
اعتمدت الكاتبة اللغة العربية الفصحى سرداً والعامية المصرية واللبنانية حواراً، وبرغم عدم تفضيلي للحوار العامي الا ان هذه الرواية لم تشعرني بهذا النفور من لغة الحوار العامية، فالكاتبة اختارت العامية اللبنانية في البداية لتتماشى مع الجو العام للرواية ومكان الأحداث، وبالتالي كان يجدر بها استخدام العامية المصرية كذلك حتى لا تُفقِد الرواية جوَّها، وقد وازنت الكاتبة بين السرد والحوار على طول الأحداث، فجاء السرد قوياً مُعبِّراً يمتاز بتنوع العبارات والالفاظ واستخدام التراكيب البيانية بصورة معتدلة دون تكلُّف أو مغالاة، أما الحوار فقد جاء حيَّاً معبراً امتاز بقِصر الجُمل ودقة تعبيرها دون استفاضة او إطالة دون داعٍ.. وفي المجمل اللغة جاءت قوية معبرة ومناسبة تماماً لأحداث الرواية.
◾الشخصيات :
امتازت شخصيات الرواية بمحدوديتها وتعددها في آنٍ واحد، فيزيد عدد الشخصيات عن عشر شخصيات ومع ذلك جميعها شخصيات رئيسية تُقدِّمها الكاتبة بالتدريج من خلال الأحداث؛ فلا يصيب القارئ أي تشتت أثناء القراءة، وقد نجحت الكاتبة في رسم الشخصيات والربط بينها خلال أحداث الرواية، شخصيات مُقدمة ببراعة شديدة تجعلك تتأثر بها وكأنهم من أفراد عائلتك.
◾اقتباسات من الرواية :
📌"هناك سعادات لا يمكن التعبير عنها باللفظ، تماماً كالآلام التي تخرق الفؤاد، وتدمي النفس، ودائماً صانع السعادة هو مسبب الألم."
📌"أي طريق نحو الله يزيد من رقة القلب لا قسوته.. طرق الله هي ينابيع تنشق في قلب صخرة."
📌"ولكني لم أعزف أبداً عن التحليق، فعلى الحياة أن تستمر، لولا غالبت خوفي ما واجهت متاعب الدنيا، ولا ظفرت بنجاحاتها."
#لبيروت #خميلة_الجندي
#دار_نهضة_مصر
#مراجعات_هدير #قراءات_2024
◾اسم الكاتبة : خَميلة الجندي
◾نوع الرواية : دراما اجتماعية رومانسية بخلفية تاريخية
◾اصدار عن دار نهضة مصر
◾عدد الصفحات : ٢١٥ صفحة
◾تصميم الغلاف : هشام عبد العظيم
◾التقييم : ⭐⭐⭐⭐⭐
"لبيروت...
من قلبي سلامًا لبيروت
وقُبل للبحرِ والبيوت
لصخرةٍ كأنها وجه بحارٍ قديمِ"
بين مصر ولبنان، تنشأ الخيوط العريضة لحياة (الست هدى)، هذه الفتاة التي عاشت في لبنان وعاشت لبنان فيها، الفتاة التي أتت إلى القاهرة شابة ساعية للعلم وشهادة في الأدب الفرنسي، ولم تكن تعلم ما ان وطأت قديمها أرض المطار، انها ستقابل رفيق الروح والعمر هنا في مصر، ان مصر سيكون لها فصلا لا بأس به في قصة حياتها، انها ستكون موطن زوجها وأبنائها وبلدها الثانية.
تبدأ أحداث الرواية بداية غريبة لذكريات تتدافع على ذهن سيدة وفي نفس الوقت واقع غريب لشخص يعاونها ويساعدها وهي لا تستطيع التعرُّف عليها، أو بالكاد تعرفت عليه بعد وقت من عيونه، هذه العيون التي ما كانت لتُخطِئها أبداً فهي عيون (حسن)، لتهرب من احساسها الحاضر بالتيه بتذكُّر الماضي على مدار خمسين سنة مضت، حياتها في بيروت ورحيلها الي مصر واستقرارها فيها، حياتها الي جوار حبيبها (حسن) وانجاب أطفاله، رحلاتها بين مصر ولبنان، هذه السيدة لم تكُن سوي (هُدى) ابنة لبنان وحبيبة مصر... لتقف بها الذكريات عند يوم صعب، أصبحت أسرتها بعده كما لم تكن قبله، إنها ليلة رأس سنة عام 2000، الليلة التي حملت جرحاً غائراً بقلب كل فرد من الأسرة التي كانت يوماً ما سعيدة.
فماذا حدث في هذه الليلة؟! وما مصير أفراد الأسرة؟! وما الذي أوصل (هُدى) للحال الذي وصلت اليه في بداية الأحداث؟!
◾رأيي في الرواية :
اعلم تمام العلم أن الكاتبة (خميلة الجندي) مترجمة ممتازة وجميع ترجماتها ذات طراز فريد، ربنا هذا ما جعلني على ثقة بقلمها؛ لأقرر قراءة روايتها الثالثة والأولى بالنسبة لي، وقد كانت الرواية على قدر ثقتي بها فمنذ الصفحات الأولى استطاعت الكاتبة جذبي بشدة للأحداث ولمتابعة الرواية، فقد بدأت الكاتبة من حيث النهاية وراحت تعود بالخلف للأحداث من خلال اسلوب الـ flash back دون أن تفقد اتصالها بالأحداث الحاضرة؛ مما خلق جواً من التشويق والكثير من علامات الاستفهام في ذهن القارئ ينتظر الإجابة عنها.
وفي رأيي ان نقطة تميز العمل هي اعتماد الكاتبة على حكي التاريخ من خلال الأحداث، وبالتالي فهي لا تُقدِّم أحداث تاريخية صمَّاء تُنفر عدم مُحبي قراءة التاريخ، ولا تُقدِّم مجرد قصة اجتماعية رومانسية، وإنما إضافة الأحداث التاريخية للقصة الأساسية جعل لها أبعاداً أُخرى.
لقد تحدثت الكاتبة عن حرب لبنان، والصراعات في المنطقة العربية منذ نشأة الكيان الصـهيوني الغاشم، المناوشات بين الزول العربية في المنطقة والتي جميعها ترجع لوجود الطرف الثالث والتي غايته هي الإيقاع بالدول العربية تباعاً... صراعات السُّنة والشيعة في لبنان، وأزمة تعدُّد الطوائف والمُعتقدات كذلك، لتقف أخيرا على حادث اغتيال رئيس الوزراء اللبناني (رفيق الحريري) الرجل الذي أراد تجميع الشعب اللبناني بأكمله تحت راية شجرة الأرز، ليتخلَّصوا منه في الحال.
الرواية تحكي واقعاً أليماً عاشته دولة لبنان الحبيبة وراح ضحيته الآلاف من شعبها بسبب التشدُّد الطائفي والطمع في السلطة والنفوذ، ولا يدفع الثمن سوى الشعب، وفي هذا اسقاطاً على ما حدث قبل ذلك ويحدث في معظم الدول العربية والتي مازالت تُعاني من وجود عدو غاشم مزروع على أرضها بالقوة، وسبب استمراره هو هذا الضعف والصراع العربي الداخلي.
ومن الناحية الاجتماعية راحت الكاتبة تضرب أمثلة لشدة الأهل وكيف يُمكن تفسيرها بأكثر من طريقة، التشدُّد الديني في غير موضعه، والإيمان ببعض الكتاب والكُفر ببعضه، المرض النفسي ووجوب التعامل مع بحكمة لا تجاهل وأخيراً النظرة الغربية للعرب وتصنيفهم كشعوب درجة عاشرة لا ترتقي للتعامل معهم برغم اننا لو دققنا سنرى ان العرب هم أصل وأساس كل التقدُّم والحضارة التي يتغنى بها الغرب.
الكاتبة جعلت الحب هو بداية كل العلاقات في الرواية، فالحُب كفيل بمحو القسوة والأنانية، كفيل بدفع المرء للتقدم والنجاح، الحب هو أساس كل شيء، هو أساس تحمُّل الحياة والصبر على تقلُّباتها، ومن خلاله فقط يمكن الحفاظ على العلاقات قوية متينة... رواية مميزة جداً انهيتها خلال جلستين، جعلتني أعرف كاتبة استثنائية ولن تكون آخر قراءاتي لها بإذن الله.
◾النهاية :
جاءت النهاية واقعية مناسبة جداً لأحداث الرواية ولرسم كل شخصية من الشخصيات، فهي نهاية احترمت عقل القارئ، إذ لم تهتم الكاتبة بمجرد نهاية سعيدة ولكنها أرادتها نهاية واقعية.
◾الغلاف :
غلاف بسيط ومعبر جداً عن أحداث الرواية، في البداية يصعب فهمه ولكن مع التقدم في الأحداث تجده خير معبراً عنها.
◾الأسلوب :
اعتمدت الكاتبة اسلوباً مميزاً مناسباً للرواية يعتمد بصورة كبيرة على الـ flash back، حيث بدأت الكاتبة بمشهد في الحاضر ومن خلاله انتلقت لذكريات كل شخصية منفردة، لترى في النهاية الذكريات جميعها تُكمِل بعضها وتصُب في حدث واحد هو أساس الرواية ونقطة انطلاق شخصياتها، وقد غلب على اسلوب الكاتبة عنصر التشويق الذي يدفع القارئ دفعاً لمواصلة القراءة.
◾اللغة :
اعتمدت الكاتبة اللغة العربية الفصحى سرداً والعامية المصرية واللبنانية حواراً، وبرغم عدم تفضيلي للحوار العامي الا ان هذه الرواية لم تشعرني بهذا النفور من لغة الحوار العامية، فالكاتبة اختارت العامية اللبنانية في البداية لتتماشى مع الجو العام للرواية ومكان الأحداث، وبالتالي كان يجدر بها استخدام العامية المصرية كذلك حتى لا تُفقِد الرواية جوَّها، وقد وازنت الكاتبة بين السرد والحوار على طول الأحداث، فجاء السرد قوياً مُعبِّراً يمتاز بتنوع العبارات والالفاظ واستخدام التراكيب البيانية بصورة معتدلة دون تكلُّف أو مغالاة، أما الحوار فقد جاء حيَّاً معبراً امتاز بقِصر الجُمل ودقة تعبيرها دون استفاضة او إطالة دون داعٍ.. وفي المجمل اللغة جاءت قوية معبرة ومناسبة تماماً لأحداث الرواية.
◾الشخصيات :
امتازت شخصيات الرواية بمحدوديتها وتعددها في آنٍ واحد، فيزيد عدد الشخصيات عن عشر شخصيات ومع ذلك جميعها شخصيات رئيسية تُقدِّمها الكاتبة بالتدريج من خلال الأحداث؛ فلا يصيب القارئ أي تشتت أثناء القراءة، وقد نجحت الكاتبة في رسم الشخصيات والربط بينها خلال أحداث الرواية، شخصيات مُقدمة ببراعة شديدة تجعلك تتأثر بها وكأنهم من أفراد عائلتك.
◾اقتباسات من الرواية :
📌"هناك سعادات لا يمكن التعبير عنها باللفظ، تماماً كالآلام التي تخرق الفؤاد، وتدمي النفس، ودائماً صانع السعادة هو مسبب الألم."
📌"أي طريق نحو الله يزيد من رقة القلب لا قسوته.. طرق الله هي ينابيع تنشق في قلب صخرة."
📌"ولكني لم أعزف أبداً عن التحليق، فعلى الحياة أن تستمر، لولا غالبت خوفي ما واجهت متاعب الدنيا، ولا ظفرت بنجاحاتها."
#لبيروت #خميلة_الجندي
#دار_نهضة_مصر
#مراجعات_هدير #قراءات_2024
4.5/5 ✨✨✨✨
لفتني اسم الروايه لحبي الشديد لدوله لبنان وكانت عند حسن ظني، روايه سلسه يملؤها الحنين لكثير من الأماكن وشخصيات تلامس القلب ( ماعدا هشام ) 😁 بالطبع لن تكون تلك المره الأخيره لقراءتها وسأرجع لها مره اخرى 💗
لفتني اسم الروايه لحبي الشديد لدوله لبنان وكانت عند حسن ظني، روايه سلسه يملؤها الحنين لكثير من الأماكن وشخصيات تلامس القلب ( ماعدا هشام ) 😁 بالطبع لن تكون تلك المره الأخيره لقراءتها وسأرجع لها مره اخرى 💗
فعلا رواية ممتعة شديدة العذوبة حتي في وصف المآسي
جميلة و سلسلة و سرد الأحداث ممتع بحد كانت تجربة حلوة جدااا ❤️
جميلة و سلسلة و سرد الأحداث ممتع بحد كانت تجربة حلوة جدااا ❤️
لبيروت..الورق الأصفر..
هذه رواية كاملة الأوصاف، رواية كتبت بمداد الحب والصدق فانسابت أحداثها في يسر وسلاسة على مسرح متنقل بين مصر ولبنان، مرورا بلندن محطة اكتشاف المرض، والقاهرة وبيروت والإسكندرية وباريس التي شهدت فصول حياة آبطال الرواية، وجبيل حيث مشهد الختام.
البداية مع هدى التي تنتقل من بيروت إلى القاهرة لاستكمال دراستها تحت رعاية صديق والدها، فتتحول القاهرة سريعا إلى منبت حب حياتها وملاذها الآمن مع ما شهدته لبنان من حرب أهلية وصراعات حولتها من ذلك البلد الجميل الهانئ إلي البلد الممزق يرتع في ربوعه الدمار والخراب ويصول في حقوله وعلى تلال وسفوح جباله الموت.
لعل هدى كانت محظوظة عندما وفر لها الحب ملاذا أمنا ووطنا بديلا أحبته بقدر ما أحبت وطنها الأول لبنان، وذكريات طفولتها وصباها في جبيل وبيروت، لكن ما حل بلبنان من حروب ودمار وفقدها لأسرتها خلال فصول هذه الحرب ترك في نفسها عطب لم يتمكن الحب ولا الوطن البديل من إصلاحه.
في مصر تزوجت هدى من حسن الذي وقعت في حبه من النظرة الأولى، هذا النمط من الوقوع في الحب الذي كان سمة لكل قصص الحب في الرواية، وكأن الحب الصادق الحقيقي هو حب النظرة الأولى أو اللقاء الأول.
المدهش أن فرط الصدق والحب الذي خطت به الرواية لن يدع للقارئ مجال للتعجب من كل قصص الحب التي بدأت من أول نظرة وأول لقاء.
هدى وحسن، هشام وسوسن، هشام وسمر، سعاد وهشام، نور وألان، نور وعلي، جاد وكارمن، كلها قصص حب انطلقت شرارتها من أول نطرة، وكأن هذا الحب العفوى العفي المقتحم هو سنة الحب الأساسية والحقيقية، وكأنه بهذا الشكل سنة الحياة والمحبين.
ربما كان لمسرح الأحداث (القاهرة وبيروت تحديدا) ومجرياتها (الحرب الأهلية في لبنان) دورا كبيرا في لعب الحب هذا الدور المحوري بهذا الشكل شديد الرومانسية في الرواية، فالحب في ذاته ملاذ آمن حين تتعرض الأوطان للتهديد والخطر، حين تعصف الصراعات بمرتع الذكريات الجميلة مع الأسرة والإرتباط العاطفي بالأماكن والمعالم، عندما تبتلع الحرب الأهل وتغيبهم كما حدث لأسرة هدى، وتحول مسرح الذكريات إلى أطلال وتحرم الإنسان حتى من آبسط أمل في الوقوف بهذه الأطلال والبكاء على ذكرياته الضائعة.
في رحلة هدى مع حسن، وما تفرع عنها من قصص غلفها كثير من الحب وكثير من الحزن والأسى، الوجد والفقد، الإبن الذي غيبه الموت والآخر الذي ابتلعه التعصب، ومشاهد الحرب اللبنانية والدمار في خلفية الأحداث، مع صوت فيروز ومقاطع أغانيها التي طالما شكلت معينا سرمديا للحب والأسى والحنين للذكريات وشكلت صورة الوطن البكر القابع في قلب ووجدان كل لبناني، بل كل عربي عندما تغني لبيروت ” لبيروت…من قلبي سلام لبيروت..وقبل للبحر والبيوت..لصخرة كأنها وجه بحتر قديم“ أو للقدس ” لأجلك يا مدينة الصلاة“ أو حتى للإسكندرية ”شط اسكندرية يا شط الهوى“.
هذه قصة الحب كأبهى وأنقى ما يكون، حب الوطن الذي ما أن يمسه ضر حتى يمس النفس ضر لا تبرأ منه حتى يبرأ الوطن، حب الحياة الذي يجرى كنهر عذب متجدد، يخلق مجراه بين أفئدة المحبين بكل السلاسة والبساطة التي يمثلها الحب من أول نظرة، لأنه قدر ولأنه واضح وبسيط، ولأنه غير خاضع للحسابات والمقادير وإنها لشغف القلوب وأقدارها، ورغم أن الأحداث لا تتضمن حبكة بوليسية أو تشويقية ولكن، مرة أخرى بسبب هذا القدر الهائل من الصدق والحب الذي كتبت به الأحداث وخلق منه الأبطال، فإن القارئ يقع أسير الرواية ويلتهم صفحاتها وكأنه يقرأ رواية بوليسية مشوقة تتلاحق فصولها جريا وراء الجاني، الفارق هنا أنك تنهل من عين ماء عذب سلسبيل يروي ظمأ كل روح تواقة للحب الخام الصافي، فتتوحد مع مشاعر وآلام شخوص الرواية كأنك منهم وكأنهم منك، أو كأنك آحدهم.
ستتركك الرواية مع كثير من الحزن والأسى، وللعجب مع الكثير من الصفاء والشجن لكذلك، وستدرك كم أن الحب منقذ للبشر في خضم هذه الحياة وابتلاءاتها، وكم أن الوطن عضو حيوي في وجدان الإنسان، لا يمكن فصله عنه، كما لا يمكن أن ينجو الإنسان إذا اعتل الوطن، وقد كان أعز وأغلى ما يملكه الإنسان هو ما فقدته هدى عندما فقد الوطن السلام.
هذه رواية كاملة الأوصاف، رواية كتبت بمداد الحب والصدق فانسابت أحداثها في يسر وسلاسة على مسرح متنقل بين مصر ولبنان، مرورا بلندن محطة اكتشاف المرض، والقاهرة وبيروت والإسكندرية وباريس التي شهدت فصول حياة آبطال الرواية، وجبيل حيث مشهد الختام.
البداية مع هدى التي تنتقل من بيروت إلى القاهرة لاستكمال دراستها تحت رعاية صديق والدها، فتتحول القاهرة سريعا إلى منبت حب حياتها وملاذها الآمن مع ما شهدته لبنان من حرب أهلية وصراعات حولتها من ذلك البلد الجميل الهانئ إلي البلد الممزق يرتع في ربوعه الدمار والخراب ويصول في حقوله وعلى تلال وسفوح جباله الموت.
لعل هدى كانت محظوظة عندما وفر لها الحب ملاذا أمنا ووطنا بديلا أحبته بقدر ما أحبت وطنها الأول لبنان، وذكريات طفولتها وصباها في جبيل وبيروت، لكن ما حل بلبنان من حروب ودمار وفقدها لأسرتها خلال فصول هذه الحرب ترك في نفسها عطب لم يتمكن الحب ولا الوطن البديل من إصلاحه.
في مصر تزوجت هدى من حسن الذي وقعت في حبه من النظرة الأولى، هذا النمط من الوقوع في الحب الذي كان سمة لكل قصص الحب في الرواية، وكأن الحب الصادق الحقيقي هو حب النظرة الأولى أو اللقاء الأول.
المدهش أن فرط الصدق والحب الذي خطت به الرواية لن يدع للقارئ مجال للتعجب من كل قصص الحب التي بدأت من أول نظرة وأول لقاء.
هدى وحسن، هشام وسوسن، هشام وسمر، سعاد وهشام، نور وألان، نور وعلي، جاد وكارمن، كلها قصص حب انطلقت شرارتها من أول نطرة، وكأن هذا الحب العفوى العفي المقتحم هو سنة الحب الأساسية والحقيقية، وكأنه بهذا الشكل سنة الحياة والمحبين.
ربما كان لمسرح الأحداث (القاهرة وبيروت تحديدا) ومجرياتها (الحرب الأهلية في لبنان) دورا كبيرا في لعب الحب هذا الدور المحوري بهذا الشكل شديد الرومانسية في الرواية، فالحب في ذاته ملاذ آمن حين تتعرض الأوطان للتهديد والخطر، حين تعصف الصراعات بمرتع الذكريات الجميلة مع الأسرة والإرتباط العاطفي بالأماكن والمعالم، عندما تبتلع الحرب الأهل وتغيبهم كما حدث لأسرة هدى، وتحول مسرح الذكريات إلى أطلال وتحرم الإنسان حتى من آبسط أمل في الوقوف بهذه الأطلال والبكاء على ذكرياته الضائعة.
في رحلة هدى مع حسن، وما تفرع عنها من قصص غلفها كثير من الحب وكثير من الحزن والأسى، الوجد والفقد، الإبن الذي غيبه الموت والآخر الذي ابتلعه التعصب، ومشاهد الحرب اللبنانية والدمار في خلفية الأحداث، مع صوت فيروز ومقاطع أغانيها التي طالما شكلت معينا سرمديا للحب والأسى والحنين للذكريات وشكلت صورة الوطن البكر القابع في قلب ووجدان كل لبناني، بل كل عربي عندما تغني لبيروت ” لبيروت…من قلبي سلام لبيروت..وقبل للبحر والبيوت..لصخرة كأنها وجه بحتر قديم“ أو للقدس ” لأجلك يا مدينة الصلاة“ أو حتى للإسكندرية ”شط اسكندرية يا شط الهوى“.
هذه قصة الحب كأبهى وأنقى ما يكون، حب الوطن الذي ما أن يمسه ضر حتى يمس النفس ضر لا تبرأ منه حتى يبرأ الوطن، حب الحياة الذي يجرى كنهر عذب متجدد، يخلق مجراه بين أفئدة المحبين بكل السلاسة والبساطة التي يمثلها الحب من أول نظرة، لأنه قدر ولأنه واضح وبسيط، ولأنه غير خاضع للحسابات والمقادير وإنها لشغف القلوب وأقدارها، ورغم أن الأحداث لا تتضمن حبكة بوليسية أو تشويقية ولكن، مرة أخرى بسبب هذا القدر الهائل من الصدق والحب الذي كتبت به الأحداث وخلق منه الأبطال، فإن القارئ يقع أسير الرواية ويلتهم صفحاتها وكأنه يقرأ رواية بوليسية مشوقة تتلاحق فصولها جريا وراء الجاني، الفارق هنا أنك تنهل من عين ماء عذب سلسبيل يروي ظمأ كل روح تواقة للحب الخام الصافي، فتتوحد مع مشاعر وآلام شخوص الرواية كأنك منهم وكأنهم منك، أو كأنك آحدهم.
ستتركك الرواية مع كثير من الحزن والأسى، وللعجب مع الكثير من الصفاء والشجن لكذلك، وستدرك كم أن الحب منقذ للبشر في خضم هذه الحياة وابتلاءاتها، وكم أن الوطن عضو حيوي في وجدان الإنسان، لا يمكن فصله عنه، كما لا يمكن أن ينجو الإنسان إذا اعتل الوطن، وقد كان أعز وأغلى ما يملكه الإنسان هو ما فقدته هدى عندما فقد الوطن السلام.
Displaying 1 - 30 of 34 reviews