رحلة الى الجبل
بدأنا بفرح و سعادة، بعدما اتفقت وأصدقائي بتنظيم رحلة إلى غابة جبلية ،وكانت الإنطلاقة من الثامنة صباحا، وذلك بعد استعداد العناصر المشاركة في الرحلة ؛هشام القصيرالبدين، نعمان الطويل والصغير السن، ومحمود المتوسط الطول والحجم ،انطلقنا وكانت وجهتنا الغابة الجبلية ومناظرها الخلابة والخضراء التي تعبر عن وجود مناخ رطب وملائم للعيش الإنساني، وما ان وصلنا إلى المكان المقصود وتمتعنا بالمناظر المخضرة والتي سحرت عيوننا،أخذنا قسطا من الراحة ثم انشغلنا بإعداد الغذاء؛ فانقسمنا إلى مجموعتين وكل مجموعة تتكون من فردين وتتكلف بمهمة ما، وانتهى ذلك بأن أذهب مع محمود إلى الغابة لإحضار الحطب، أما هشام ونعمان فمهمتهما إعداد الطعام،وأخدت طريقي ومحمود، وبعد أن وصلنا إلى وسط الغابة وجدنا غارا، وبشجاعة وحماس وطموح دخلنا لنتفحصه ونستكشفه، وما إن دخلنا الغار حتى أحطنا برجال غرباء الجنس والشكل، لم يسبق لي أن رايتهم، يحملون في أياديهم رماحا وخناجر وسيوف، ولا يرتدون سوى ما يستر عوراتهم، فلا حذاء ولا قميص.
تمكن محمود من الهروب فبقيت في قبضتهم ،وأخدوني إلى زعيمهم الذي يتخد من عظام الحيوانات كرسيا للجلوس،ولحومها أكلا لسد حاجيات الجسم من الطعام،زعيم مشوه الوجه،قصير القامة،ذو شعر طويل،قاسي القلب ،وهو يتقدم مني شعرت بالخوف والفزع من كلامه القاسي فقال بصوت خشن :ماذا تفعل في أرضي يا هذا؟ فعجبت لما قال، عن أي أرض يتحدت هذا؟ فأجبته وقلت :هل أرضك هذه يا مولاي؟ فأجاب بسخرية :لا، هذه أرض أبوك، فأمر بسجني في غرفة كل من دخلها لايخرج منها حيا، فوجدت فيها عظام، وجماجم أشخاص فذهلت لما رأيت وصدمت حقا فأصبت من توه بإغماء ... أما محمود الخائن فقد نجى بجلده ونفسه، وتركني مع الوحوش، ولم يعد لإنقادي منهم، أي صداقة هذه التي تربطني بالجبان وياله من جبان!! وبعد مرور يوم من العذاب، تمكنت من الفرار من تلك الغرفة المفزعة، ويعود ذلك إلى احتفال المتوحشين كل يوم في الشهر، أما مراسيم الإحتفال فهي الذهاب إلى الغابة لإصطياد الحيوانات واصطياد قوت يكفيهم لشهر كامل، استغللت الفرصة فتمكنت من الفرار من ذلك الغار العجيب ذو الشعب العجيب والزعيم العجيب،فصرت حرا، بعدما كنت أسيرا، وعدت إلى القرية لأجد الأصدقاء الخونة يستمتعون باللعب و كأن شيأ لم يكن.
بقلم: سعيد أيت غانم