ما القول الحق الجليّ في يزيد بن معاوية ، وهل هو صحابيّ

Home / السِيَر / ما القول الحق الجليّ في يزيد بن معاوية ، وهل هو صحابيّ
ما القول الحق الجليّ في يزيد بن معاوية ، وهل هو صحابيّ
سئل شيخ الإسلام الإمام العلامة أبو العباس أحمد ابن تيمية رضي الله عنه:
ما تقول السادة العلماء أئمة الدين رضي الله عنهم أجمعين في يزيد بن معاوية هل كان صحابيًّا ؟ وما حكمُ مَنْ يعتقدُ أنه [كان] صحابيًا  وهل في الصحابة مَنْ اسمه يزيد؟
فأجاب رضي الله عنه فقال:
” الحمدُ لله رب العالمين. يزيدُ بن معاوية بن أبي سُفيان الذي تولَّى على المسلمين بعد أبيه معاوية بن أبي سفيان لم يكن من الصحابة، ولكن عمه يزيد بن أبي سفيان من الصحابة. فإن أبا سفيان بن حرب كان له عدّة أولاد: منهم يزيد بن أبي سفيان، ومنهم معاوية بن أبي سفيان، ومنهم أمُّ حبيبة أمُّ المؤمنين، تزوَّجها رسولُ الله – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – ، وكانت قد آمنت قبل أبيها وأخويها، وهاجرت مع زوجها إلى الحبشة، ثم حَلَّتْ من زوجها، فخطبها النبي – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – . وزوَّجَها ابن عمها خالدُ بن سعيد . وأصدقَ النجاشيُّ صَداقَها عن النبي – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ –  وزوجة أبي سفيان هندُ بنت عتبة بن ربيعة…….

وفي خلافة عثمان وُلد لمعاوية ولدٌ سمّاه يزيد باسم أخيه يزيد.
وهذا يزيد الذي وُلد في خلافة عثمان هو الذي تولّى الملك بعد أبيه معاوية، وهو الذي قُتِل الحسينُ في خلافته، وهو الذي جرى بينه وبين أهل الحرّة ما جرىَ. وليس هو من الصحابة، ولا من الخلفاء الراشدين المهديين.

ومَن قال إنَّ يزيد هذا كان من الصحابة فهو كاذب مُفْتَرٍ ، يُعَرَّفُ أنه لم يكن من الصحابة، فإن أصرَّ على ذلك عوقب عقوبةً تردعُه.
وقد وسُئل أحمد بن حنبل، عن يزيد أيُكتب عنه الحديث؟ فقال: لا، ولا كرامة، أليس هو الذي فعل بأهل الحرَّة ما فعل؟
وقال له ابنه: إنَّ قومًا يقولون إنا نحب يزيد. فقال: هل يحبّ يزيد أحد فيه خير؟ فقال له: فلماذا لا تلعنه؟ فقال: ومتى رأيتَ أباكَ يلعنُ أحدًا؟
ومع هذا فيزيدُ لم يأمر بقتل الحسين، ولا حُمِلَ رأسه إلى بين يديه، ولا نكتَ بالقضيب على ثناياه، بل الذي جرى هذا منه هو عبيدُ الله بن زياد، كما ثبت ذلك في “صحيح البخاري” ، ولا طِيْفَ برأسه 
في الدنيا، ولا سُبي أحد من أهل الحسين، بل الشيعة كتبوا إليه وغرّوه، فأشار عليه أهلُ العلم والنُّصْحِ بأن لا يقبلَ منهم، فأرسل ابنَ عمه مسلم بن عقيل، فرجع أكثرُهم عن كتبهم، حتى قُتل ابن عمه، ثم خرج منهم عسكر مع عمر بن سعد حتى قتلوا الحسين مظلومًا شهيدًا، أكرمه الله بالشهادة كما أكرم بها أباه وغيره من سلفه سادات المسلمين.
ثم لما مات معاويةُ تولّى ابنُه يزيد هذا، وجرى بعد موت معاوية من الفتن والفرقة والاختلاف ما ظهر به مصداقُ ما أخبر به النبيُّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – حيث قال: “سيكون نبوّة ورحمة، ثم يكون خلافةُ نبوةٍ ورحمة، ثم يكون ملك ورحمة، ثم يكون ملك عضوض” .
فكانت نبوّةُ النبي – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – نبوّة ورحمة، وكانت خلافةُ الخلفاء الراشدين خلافةَ نبوّةٍ ورحمة، وكانت إمارةُ معاوية مُلكًا ورحمة، وبعده وقع مُلكٌ عَضُوض.” اه باختصار من 

جامع المسائل (5/139)

Visits: 4730