من هم المتنطعون؟!
* سمعت منذ أيام أحد الدعاة يقول حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ) فما معنى المتنطعون؟
رائد طبارة – بيروت
- الأصل في التنطع: أنه التعمق في الشيء، والمتنطعون هم المتعمقون الذين يخرجون عن حد الاتزان، والدعاء عليهم في الحديث الشريف بالهلاك، دلالة على ذم ما هم فيه من حال التنطع، أو هو إخبار عن هلاكهم في الآخرة كما قال بعض العلماء.
والتنطع استعمل في وصف كل من يتكلف الفصاحة في الكلام ويتشدق فيه، ويستخدم غريب الألفاظ في مخاطبة الناس، لكي يستميل قلوبهم، وهذا من المنهي عنه، ثم أطلق على كل من يتعمق في الشيء، أي يتشدد فيه، سواء في الأقوال أو الأفعال، فيبتعد بذلك عن الوسطية والاعتدال، وهما روح الإسلام.
ومن أمثلة ذلك: السؤال عما لا يقع من الحوادث والمسائل، والسؤال عن تفاصيل المغيبات التي لا يعلمها إلا الله، كالروح والساعة، ومن التنطع أيضا تحريم الحلال، والابتداع في الدين، والغلو في الممارسات والعقائد والأفكار.
ويدخل في التنطع أيضا المغالاة في العبادة إلى درجة تخرج عن أمر الشرع، أو التشدد في مسائل الطهارة مما يدخل في باب الوسوسة.
وقد حث الإسلام في كثير من الآيات والأحاديث على التيسير وعدم التشديد في أمور الدين والدنيا، قال سبحانه: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ}، وقال صلى الله عليه وسلم : (إن الدين يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه، فسددوا وقاربوا، وأبشروا، واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة).
ولهذا فالمسلم يلتزم في دائرة الوسطية والاعتدال، ولا يتخذ ذلك ذريعة لتمييع أحكام الدين بحجة الوسطية، إنما المقصود تبني المنهج الوسط العدل من غير إفراط ولا تفريط. والله أعلم.
الطفل إذا مات
* ما حكم من فقد طفلاً رضيعاً عنده سنة وبضعة أشهر قليلة..فهل هذا الطفل يدخل الجنة ويصطحب أحداً من أهله أو أحد أبويه معه؟
وفيق البابا - بيروت
- يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من مات له اثنان كانا له وقاية من النار»، فقالوا: «فواحد يا رسول الله»... قال: «وواحد».. فمن مات له طفل فقد سبقه إلى الجنة ويكون شفيعاً له ووقاية له من أن يدخل النار وهذا للأب والأم معاً شفيعاً لهما فالأم حملت ووضعت.
وقد قالوا أنه لو مات في بطنها أيضاً فإن هذا يكون قد سبقها إلى الجنة ويكون أحد أسباب منع دخول النار هو الصبر على وفاة هذا الطفل البريء فالأطفال عندما يموتون يسبقوننا إلى الجنة ويصدون عنا كثيراً وقد سمع النبي صلى الله عليه وسلم أحدهم يدعو ان ينزل عليه الصبر فقال «سألته البلاء لا تسأل الصبر اطلب من الله الستر». والله اعلم.