الدعاء عند الحجر الاسود

الدعاء المأثور عن الرسول عند الحجر الأسود

يقصد المسلمون البيت الحرام لتحصيل الأجور المضاعفة وأداء مناسك العمرة والحجّ، ويضم بيت الله الحرام الحجر الأسود، فما هي أدعية استلام الحجر الأسود المأثورة؟

يوجد العديد من الأدعية المأثورة والمتعلقة بالحجر الأسود والدعاء عنده، نوردها على النحو الآتي:

ماذا نقول عند الحجر الأسود في الطواف؟

عزيزي القارئ، لقد ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّهُ كان يدعو بهذا الدعاء بين الحجر الأسود والرّكن اليماني، عن السائب بن عبدالله أنّه قال: (رأيتُ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- يقولُ بين الرُّكنِ اليَماني والحَجرِ اللَّهمَّ آتِنا في الدُّنيا حسنةً وفي الآخرةِ حسنةً وقنا عذابَ النَّارِ)،^[١] فاحرص عزيزي القارئ على أن تتأسّى برسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتدعو به عند الطواف حول الكعبة بدءاً من الحجر الأسود وصولاً إلى الركن اليماني.

أدعية عند استلام الحجر الأسود

ينبغي على المسلم أن يتحلّى بسنةِ نبي الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه ويقتدي بهم، فإذا استلمتَ الحجرَ الأسود عزيزي القارئ فقل ما يأتي:

• عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- قال: (طَافَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- بالبَيْتِ علَى بَعِيرٍ، كُلَّما أَتَى الرُّكْنَ أَشَارَ إلَيْهِ بشيءٍ كانَ عِنْدَهُ وكَبَّرَ).^[٢]
• رُوِيَ أنَّ النَّبيَّ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وآلِهِ وسلَّمَ- كانَ يقولُ في ابتداءِ طوافِهِ: (بسمِ اللَّهِ واللَّهُ أَكبرُ اللَّهُمَّ إيمانًا بِكَ وتصديقًا بِكتابِكَ ووفاءً بعَهدِكَ واتِّباعًا لسنَّةِ نبيِّكَ محمَّدٍ).^[٣]
• عن نافع مولى ابن عمر -رضي الله عنه- قال: (كانَ ابنُ عمرَ إذا استلمَ الحجرَ قالَ اللَّهمَّ إيمانًا بكَ وتصديقًا بكتابِكَ وسنَّةِ نبيِّك ثمَّ يصلِّي على النَّبيِّ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّم-).^[٤]

سؤال وجواب

عزيزي القارئ هناك بعض الأسئلة الشائعة حول الحجر الأسود، نضع إليكَ إجاباتها فيما يأتي:

هل الدعاء عند الحجر الأسود مستجاب؟

نعم، فالحجر الأسود يعتبر أحد المواضع الخمسة عشر التي يُستجاب فيها الدّعاء في مكة، فاغتنم تلك الفرصة وادعُ بما شِئت.^[٥]

ما حكم التكبير عند الحجر الأسود؟

التكبير عند الحجر الأسود هو سنّة من سنن الطواف، وليس من شروطه، فإن ترَكتَه عزيزي القارئ فلا يترتّب عليك شيء.^[٦]

ما حكم رفع اليد عند الحجر الأسود؟

يُستحبُّ لكَ عزيزي القارئ أن تستلِم الحجر الأسودَ أو تُشيرُ إليه بيدك اليمنى، أو بعصا أو شيء، وعند الإشارة إليه بعصاً أو شيءٍ يُستَحبُّ تقبيله؛ لورودِ ذلك عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.^[٧]

هل يجوز تقبيل الحجر الأسود؟

نعم، يجوز لكَ، بل يُستَحبُّ أن تُقبِّل الحجر الأسود في طوافك، سواءً كان طوافَ حجٍّ أو عمرة، أو كان طواف فريضةٍ أو تطوّع، وإن لم تستطع تقبيله، فلكَ أن تُشير بيدك اليمنى إليه وتُردّد دعاء الحجر الأسود الذي أسلفناه.^[٨]

وقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يفعل ذلك، فعن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: (أمَا واللهِ إنِّي لَأعلَمُ أنَّك حجرٌ لا تضُرُّ ولا تَنفَعُ، ولولا أنِّي رأيتُ رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- قبَّلَكَ، ما قبَّلتُك، ثمَّ دَنَا فقبَّلَه).^[٩]

هل يجوز السجود على الحجر الأسود؟

تعدّدت آراء العلماء في مسألة السجود بالجبهة على الحجر الأسود إلى قولين، نوردهما فيما يأتي:^[١٠]

• ذهب جمهور العلماء إلى أنّه يستحبُّ بعد تقبيل الحجر الأسود السجود عليه بالجبهة، وذلك لما رُوِيَ عن عن ابنِ عباسٍ -رضي الله تعالى عنهما- (أنه كان يُقبِّلُ الحجرَ الأسودَ، ويسجدُ عليه).^[١١]
• وذهب الإمام مالك إلى أنّ السجود على الحجر الأسود بالجبهة مكروه، وقال إنّه بدعة.

ذكر المقال عدة معلومات متعقلة بالحجر الأسود، كما أشار إلى عدة أسئلة تتبادر إلى الذهن وتنتشر عاد بين الناس عن الحجر الأسود، وقد تمت الإجابة عن كل تلك الأسئلة.

المراجع

1. ↑ رواه ابن حزم، في حجة الوداع، عن السائب بن عبدالله، الصفحة أو الرقم:154، إسناده متصل صحيح.
2. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:1613، صحيح.
3. ↑ رواه الشوكاني، في نيل الأوطار، عن عبدالله بن السائب ، الصفحة أو الرقم:121، إسناده ضعيف.
4. ↑ رواه الهيثمي، في مجمع الزوائد، عن نافع مولى ابن عمر، الصفحة أو الرقم:243، رجاله رجال الصحيح.
5. ↑ الحسن البصري، فضائل مكة، الكويت:مكتبة الفلاح، صفحة 24. بتصرّف.
6. ↑ "التسمية والتكبير عند استلام الحجر من سنن الطواف"، إسلام ويب، 5-8-2010، اطّلع عليه بتاريخ 19-8-2021. بتصرّف.
7. ↑ حمد الحمد، كتاب فقه الصيام والحج من دليل الطالب، صفحة 8. بتصرّف.
8. ↑ الإمام بن باز، "حكم تقبيل الحجر الأسود مع الزحام"، الإمام بن باز، اطّلع عليه بتاريخ 19-8-2021.
9. ↑ رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن عمر بن الخطاب ، الصفحة أو الرقم:325، إسناده صحيح على شرط الشيخين.
10. ↑ مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة 2)، الكويت:دار السلاسل، صفحة 107، جزء 17. بتصرّف.
11. ↑ رواه ابن حجر العسقلاني ، في بلوغ المرام، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:213، روي مرفوعا وموقوفا.