روي عن علي بن أبي طالب أنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خيرُكم خيرُكم لِأَهْلِهِ، وأنا خيرُكم لِأهْلِي، ما أكرَمَ النساءَ إلَّا كريمٌ، ولَا أهانَهُنَّ إِلَّا لئيمٌ) (رواه الألباني في السلسلة الضعيفة، 845).
أجمع أهل العلم على أن هذا الحديث من الأحاديث الموضوعة، وعلى ذلك فإنه لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم.
لكن في معناه صحيح، يمكن أن يؤخذ في معناه على أنه حكمة أو مقولة، وتأتي صحتّه لما جاء في الشريعة الإسلامية العديد من النصوص الشرعية التي تحثّ على احترام المرأة ورفع قدرها.
قال الله تعالى: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ) سورة النساء، الآية 36
ومنه ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أكمَلُ المؤمنين إيمانًا أحْسَنُهُم خُلُقًا، وخِيارُكُم خِيارُكُم لنِسائِهِم". حديث حسن، (أخرجه أبو داود (4682) مختصراً، والترمذي (1162)، وأحمد (10817) واللفظ لهما.
فحريّ بالإنسان المسلم أن يتلطف مع أهل بيته عامةً والنساء خاصّة، وذلك امتثالًا لأمر الله سبحانه وتعالى بالرفق واللين في التعامل مع النساء، كما أن الرجل راعٍ في بيته ومسؤولًا أمام الله عن معاملته لأهل بيته، لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (كُلكم راعٍ ومسؤولٌ عن رعيتِه، الإمامُ راعٍ ومسؤولٌ عن رعيتِه، والرجلُ راعٍ في أهله ومسؤولٌ عن رعيتِه، والمرأةُ راعيةٌ في بيتِ زوجِها ومسؤولةٌ عن رعيتِها، والخادمُ راعٍ في مالِ سيدِهِ ومسؤولٌ عن رعيتِه، وكُلكم مسؤولٌ عن رعيتِه). حديث صحيح (الألباني، صحيح الترغيب، 1967)
لذا، فإن الإنسان المسلم السويّ لا يُقدِم على أمر إلّا وكان مؤهلّا له، لأنه سيكون عليه حقوق لزامًا عليه تأديتها، وسيكون مسؤولًا أمام الله عن تلك الحقوق، سواء أدّاها أم لم يؤدّها، كما أن الإحسان للنساء من أهل البيت يدلّ على الشخصية السويّة، المتزنة، والرحيمة، يدلّ على لين القلب والعقل، لأن المرأة مخلوق رقيق وضعيف، لا يقوى على الأذى والإهانة، هكذا خلقها الله لتمارس دورها في الأمومة ولتكون مصدرًا للرحمة لما حولها، لذلك فإن الرجل الرحيم، الذي يحسن معاملة زوجته وبناته وأخواته فإن منزلته عند الله عالية، وكلما زاد إحسانه للمرأة زادت منزلته عند الله تعالى.