الحَمدُ لِلَّهِ عَلى الإِسلامِ
إِنعامُهُ مِن أَفضَلِ الإِنعامِ
أَسكَنَنا بِالبَلَدِ الحَرامِ
وَاِختَصَّنا بِأَحمَدَ التِّهامي
أَيا عَينُ جودي وَلا تَسأَمي
وَحُقَّ البُكاءُ عَلى السَيِّدِ
عَلى ذي الفَواضِلِ وَالمَكرُماتِ
وَمَحضِ الضَريبَةِ وَالمَحتِدِ
أَجِدَّكَ ما لِعَينِكَ لا تَنامُ
كَأَنَّ جُفونَها فيها كِلامُ
لِأَمرِ مُصيبَةٍ عَظُمَت وَجَلَّت
وَدَمعُ العَينِ أَهوَنُهُ اِنسِجامُ
لَمّا رَأَيتُ نَبِيَّنا مُتَحَمَّلاً
ضاقَت عَلَيَّ بِعَرضِهِنَّ الدورُ
أَوهَيتُ قَلبي عِندَ ذاكَ بِهُلكِهِ
وَالعَظمُ مِنّي ما حَييتُ كَسيرُ
أَشاقَكَ من عَهدِ الخَليطِ مَغانِ
عَفَت مُنذُ أَحوالٍ خَلَونَ ثَمانِ
أَأَن أَبصَرَت عَيناكَ داراً مَحَلَّةً
بِجِزعِ الحَلا عَيناكَ تَبتَدِرانِ
يا رُبَّ ما يُخشى وَلا يَضيرُ
شَيئاً وَقَد ضاقَت بِهِ الصُدورُ
كَم مِن صَغيرٍ عَقلُهُ كَبيرُ
وَمِن كَبيرٍ عَقلُهُ صَغيرُ
أَمِن طَيفِ سَلمى بِالبِطاحِ الدَمائِثِ
أَرِقتَ وَأَمرٍ في العَشيرَةِ حادِثِ
أَرى مِن لُؤَيٍّ فِرقَةً لا يَصُدُّها
عَنِ الكُفرِ تَذكيرٌ وَلا بَعثُ باعِثِ
تَعُدُّونَ قَتلاً في الحَرامِ عَظيمَةً
وَأَعظَمُ مِنهُ لَو يَرى الرُشدَ راشِدُ
صُدودُكُم عَمّا يَقولُ مُحَمَّدٌ
وَكُفرٌ بِهِ وَاللَهُ رَبِّيَ شاهِدُ
أَمسَت هُمومٌ ثِقالٌ قَد تَأَوَّبُني
مَثلُ الصُخورِ عِظامٌ هَدَّتِ الجَسَدا
لَيتَ القِيامَةَ قامَت عِندَ مَهلِكِهِ
كَيلاً نَرى بَعدَهُ مالاً وَلا وَلَداً
عَجِبتُ لِما أَسرى الإِلهُ بِعَبدِهِ
مِنَ البَيتِ لَيلاً نَحوَ بَيتٍ مُقَدَّسِ
كِلا طَلَقَيهِ كانَ مَنَّ بِبَعضِها
ذَهاباً وَإِقبالاً وَما مِن مُعَرَّسِ
وَلَقَد عَجِبتُ لِأَهلِ هذا الطائِفِ
وَصُدودِهِم عَن ذا النَبِيِّ الواصِفِ
وَمِن الإِلهِ فَلا يُرى في قَولِهِ
خُلفٌ وَيَنطِقُ بِالكَلامِ العارِفِ
قالَ النَبِيُّ ولَم أَجزَع يُوَقِّرُني
وَنَحنُ في سُدفَةٍ مِن ظُلمَةِ الغارِ
لا تَخشَ شَيئاً فَإِنَّ اللَهَ ثالِثُنا
وَقَد تَوَكَّلَنا مِنهُ بِإِظهارِ
عَجِبتُ بِإِزراءِ العَيِيِّ بِنَفسِهِ
وَصَمتِ الَّذي قَد كانَ بِالقَولِ أَعلَما
وَفي الصَمتِ سَترٌ لِلعَيِيِّ وَإِنَّما
صَحيفَةُ لُبِّ المَرءِ أَن يَتَكَلَّما
هَنيئاً زادَكَ الرَحمنُ خَيراً
فَقَد أَدرَكتَ ثَأرَكَ يا بِلالُ
فَلا نِكساً وُجِدتَ وَلا جَباناً
غَداةَ تَنوشُكَ الأَسَلُ الطِوالُ
كُلُّ اِمرِىءٍ مُصَبَّحٌ في أَهلِهِ
المَوتُ أَدنى مِن شِراكِ نَعلِهِ
تَوَلّى الجودُ وَاِنقَرَضَ الكِرامُ
وَأَضحى المَجدُ لَيسَ لَهُ سَنامُ
فَلَيسَ يُلامُ إِمّا قالَ خَلقٌ
عَلى الدُنيا وَساكِنِها السَلامُ
رُبَّ ريحٍ لِأُناسٍ عَصَفَت
ثُمَّ ما إِن لَبِثَت أَن سَكَنَت
وَكَذاكَ الدَهرُ في أَصنافِهِ
قَدَمٌ زَلَّت وَأُخرى ثَبَتَت
يا عَوفُ وَيحَكَ هَلّا قُلتَ عارِفَةً
مِنَ الكَلامِ وَلَم تَتبَع بِهِ طَبِعا
أَو أَدرَكَتكَ حُمَيّا مَعشَرٍ أُنُفٍ
وَلَم تَكُن قاطِعاً يا عَوفُ مُنقَطِعا
حينَ وَلّى الناسُ وَاِنخَذَلوا
هَرَباً وَاِحمَرَّتِ الحَدَقُ
شَدَّ كَاللَّيثِ الهِزَبرِ وَقَد
عَظُمَ الأَشجانُ وَالقَلَقُ
إِمّا تَرَيني مَرِهَ العَينَينِ
مُسَفَّعَ الوَجنَةِ وَالخَدَّينِ
جَلدَ القَميصِ جاسِيَ النَعلَينِ
فَإِنَّما المَرءُ بِالاَصغَرَينِ
بِأَبي شَبيهٌ بِالنَبِيِّ
لَيسَ شَبيهاً بَعَلِيٍّ
حَمى نَبِيَّ الهُدى بِالسَيفِ مُنصَلِتاً
حَتّى إِذا اِنكَشَفوا حامَى عَنِ الدينِ
صَبراً عَنِ الطَعنِ إِذ وَلَّت جَماعَتُنا
وَالناسُ مِن بَينِ مَحرومٍ وَمَغبونِ
صَحا مِن سُكرِهِ وَسَلا
وَفارَقَ ذاكَ وَاِنقَفَلا
وَشَدَّ مَطِيَّةَ التَقوى
بِرَحلِ الحَزمِ وَاِرتَحَلا
إِن أَنتِ إِلّا إِصبَعٌ دَميتِ
وَفي سَبيلِ اللَهِ ما لَقيتِ
أغَرُّ، عَلَيْهِ لِلنُّبُوَّةِ خَاتَمٌ
مِنَ اللَّهِ مَشْهُودٌ يَلُوحُ ويُشْهَدُ
وضمَّ الإلهُ اسمَ النبيّ إلى اسمهِ،
إذا قَالَ في الخَمْسِ المُؤذِّنُ أشْهَدُ
قالَ السَماءُ كَئيبَةٌ وَتَجَهَّما
قُلتُ اِبتَسِم يَكفي التَجَهّمُ في السَما
قالَ الصِبا وَلّى فَقُلتُ لَهُ اِبتَسِم
لَن يُرجِعَ الأَسَفُ الصِبا المُتَصَرِّما
خذوا بدمي ذات الوشاح فإنني
رأيتُ بعيني في أناملها دمي
أغار عليها من أبيها وأمها
ومن خطوة المسواك إن دار في الفمِ
يا عيد سود العيون استنكرن منّي
وشلون ابارجع وارجّع وقتي الماضي
اسأل عن حالهن ما سائلن عنّي
الله يغربل حياةٍ جوّها فاضي
يَا قَاصِدًا بَيتَ الإلهِ وَقَادِمًا..
للحَجِّ فَاحفَظْ هَذهِ الأَبْيَاتِ
فَلَرُبَّمَا كَانَتْ مُعِينًا كَيْ تَرَى..
مَا أَوْدَعَ الرَحمَنُ مِنْ آيَاتِ
وش قومك وش فيك ولا علامك
قد لك معي كم يوم وعلومك علوم
وأنا أدري أني يا مرامي مرامك
لو تقعد الدنيا ولا تقدر تقوم
أَيَا يَاسَمِينُ التي مِنْ حَلَبْ
وَأَهْلُكِ تركٌ وَأَهْلِي عَرَبْ
وما بيْنَنَا رغمَ ما بيْنَنَا
سُيوفٌ تُسل ونارٌ تُشبْ
أبي الوطن
أمي الوطن
رائدنا حب الوطن
نموت كي يحيا الوطن
ما ليْ أَحِنُّ لِمَنْ لَمْ أَلْقَهُمْ أَبَدَا
وَيَمْلِكُونَ عَلَيَّ الرُّوحَ والجَسَدَا
إني لأعرِفُهُم مِنْ قَبْلِ رؤيتهم
والماءُ يَعرِفُهُ الظَامِي وَمَا وَرَدَا
وَنَحْنُ نُحِبُّ الحَيَاةَ إذَا مَا اسْتَطَعْنَا إِلَيْهَا سَبِيلاَ
وَنَرْقُصُ بَيْنَ شَهِيدْينِ نَرْفَعُ مِئْذَنَةً لِلْبَنَفْسَجِ بَيْنَهُمَا أَوْ نَخِيلاَ
نُحِبُّ الحَيَاةَ إِذَا مَا اسْتَطَعْنَا إِلَيْهَا سَبِيلاَ
وَنَسْرِقُ مِنْ دُودَةِ القَزِّ خَيْطاً لِنَبْنِي سَمَاءً لَنَا وَنُسَيِّجَ هَذَا الرَّحِيلاَ
ذق خمرة الحانيات لا الحان
دنانها بسمة وعينان
يبقى إلى يوم الدين شاربها
في سكرة وهو غير سكران
سَقَانِي الْحُبُّ كَاسَاتِ الْوِصَالِ
فَقُلْتُ لِخَمْرَتِي نَحْوِي تَعَالِي
سَعتْ وَمَشَتْ لِنحْوِى فِي كُئُوسٍ
فَهِمْتُ بِسَكْرَتِي بَيْنَ الْمَوَالِي