الأم هي مصدر للحب والعناية والدعم العاطفي وهذا يجعلها محوراً مثيراً للإلهام للشعراء ومحتوى خصب لشعر متميز يجذب اهتمام القراء.
يمكن للعلاقة الفريدة بين الأم والطفل أن تولد مشاعر عميقة ومعاني متعددة تستحق التعبير عنها وهذا ما يجعل الأم محوراً أساسياً في كتابات الكثير من الشعراء.
ومن أهم من تميز بكتابة الشعر عن الأم محمود درويش، الشاعر الفلسطيني الكبير، كان يعد الأم موضوعًا مركزيًا في شعره. كتب درويش العديد من القصائد التي تعبر عن عمق العلاقة بين الأم والطفل وتأثيرها العميق على الحياة الإنسانية. في شعره، كان يصف الأم بمفردات تعبر عن الحب والعطف والحنان، وكان يوظف الصور الشعرية لتجسيد هذه العلاقة القوية. بالإضافة إلى ذلك، كان درويش يعتبر الأم رمزًا للوطن والانتماء والمحبة، وكان يستخدم شعره للتعبير عن الوجع والشوق إلى الوطن المفقود والحبيبة الأم. كان لشعر درويش عمقًا إنسانيًا يتجاوز الأبعاد الشخصية ليمتد إلى الأبعاد الوطنية والإنسانية، وكانت الأم تشكل جزءًا أساسيًا من هذا التعبير الشعري.
محمود درويش (13 مارس 1941 - 09 أغسطس 2008) هو أحد أهم الشعراء الفلسطنيين والعرب بل وصلت شهرته للمستوى العالمي. يعد محمود درويش من أبرز من ساهم بتطوير الشعر العربي الحديث وإدخال الرمزية فيه. تميز شعر محمود درويش بالسمت الوطني والاجتماعي.
نقترح عليك قراءة موضوع عيد الأم.
محمود درويش هو شاعر فلسطيني من أهم الشعراء العرب في العصر الحديث. ولد في قرية في فلسطين قرب عكا، ترك قريته بسبب ظروف الحرب وانتقل إلى جنوب لبنان. ثم انتقل إلى فلسطين مرة أخرى بعد أن عاش لمدة عامين في لبنان. ولكنه وجد قريته منشأ رأسه قد تم تدميرها لذا اضطر للعيش في قريةٍ أخرى.
سافر محمود درويش في مرحلة شبابه إلى موسكو عاصمة روسيا بغرض الدراسة. وبعدها بدأ رحلته بين البلدان حيث عاش في القاهرة ثم بيروت ومن بعدهما إلى تونس وباريس. وقد قضى آخر أيام حياته في عمان بالأردن ورام الله الفلسطينية. تم تشخيص محمود درويش بمرض في القلب وتم نقله إلى هيوستن بالولايات المتحدة الأمريكية لتلقي العلاج وكانت حالته متأخرة وعاد جثمانه إلى رام الله الفلسطينية. وقد أمر الرئيس الفلسطيني محمود عباس بإعلان الحداد عليه ثلاثة أيام حزناً على شاعر فلسطين وأمر محمود عباس دفنه في قصر رام الله وتم تغيير اسمه إلى قصر محمود درويش للثقافة.
إليك باقة مختارة ومتنوعة من الأنشطة عن الأم لتساعد طفلك على تقدير قيمة الأم.
ساهم وأثرى محمود درويش الشعر العربي بثلاثين ديوان شعر و نثر و كتب ومقالات فحياة محمود درويش مليئة بالكتابة والإبداع. وأضاف لون مميز من كتابة الشعر وهو أنه كان لا يعتمد على الخيال وإنما كان يرفع الواقع في وطنه عبر طريقته الخاصة وهي طريقة الرمزية.
وتميز بكتابة الشعر الوطني حتى لقبوه بشاعر فلسطين.
وترك محمود درويش أثر عظيم في تطوير الشعر العربي الحديث حيث أبدع في استخدام الرمزية في كتاباته. بدأ محمود درويش في كتابة الشعر وهو في سن صغيرة فكانت أولى كتاباته في الشعر وهو في المرحلة الابتدائية. شكّل محمود درويش بشعره وكتاباته نهضة في وعي الشعوب بقضية وطنه فلسطين وانتمائه لهذا الوطن. ظروف نشأة محمود درويش و تعدد سفراته ساهم بشكل واضح على نضوج فكره مبكرً واتساع أفقه واكتساب خبرات عديدة ومختلفة جعلت أعماله متميزة مما جعل محمود درويش يحصل على عدة جوائز منها:
ولما كان للأم مكانة خاصة وو دور مهم وعظيم وتأثير قوي في حياة الفرد والمجتمع بأكمله فقد تم تكريمها وتوقيرها وإعطائها منزلة عالية بين البشر.
ولقد فطن الكثير من الشعراء لدور الأم وكرسوا جزء من أعمالهم لإبراز أهمية دور الأم في حياة الفرد وتأثيرها على المجتمع. ومن بين هؤلاء الشعراء، الشاعر أحمد شوقي والشاعر محمود درويش وغيرهم. إليك مجموعة بطاقات جميلة جاهزة للطباعة تحتوي على بعض البيوت الشعرية البسيطة ليسهل فهمها على الطفل.
كتب محمود درويش قصيدة "أحن إلى خبز أمي" وكان يمدح فيها أمه ويتناول فيها مدى شوقه لأمه وافتقاده لها أثناء وجوده في المنفى بعيداً عنها متمنياً أن يكون بجوارها وبصحبتها. ويمكن استغلال هذا في غرس قيمة الأم للأطفال ويمكنك مشاركة طفلك بنشاط بطاقة معايدة للأم أو القيام بنشاط التلوين مع كتيب نشاط التلوين عن الأم.
يقول محمود درويش عن أمه في حنينه إليها:
أحنّ إلى خبز أمي
وقهوة أمي
ولمسة أمي
وتكبر في الطفولة يوماً
على صدر يوم
وأعشق عمري لأني
إذا متّ،
أخجل من دمع أمي…
خذيني، إذا عدت يوماُ
وشاحا لهدبك
وغطّي عظامي بعشب
تعمّد من طهر كعبك
وشدّي وثاقي..
بخصلة شعر
بخيط يلوّح في ذيل ثوبك..
عساي أصير إلها إلها أصير..
إذا ما لمست قرارة قلبك ضعيني
ذا ما رجعت وقوداً بتنور نارك..
وحبل غسيل على سطح دارك
لأني فقدت الوقوف
بدون صلاة نهارك هرمت،
فردّي نجوم الطفولة
حتى أشارك صغار العصافير درب الرجوع..
لعشّ انتظارك!.
وقد كتب محمود درويش قصيدة أخرى في منفاه عن الأم قائلاً:
تحيّة .. وقبلة
وليس عندي ما أقول بعد
من أين أبتدي؟ .. وأين أنتهي؟
ودورة الزمان دون حد وكل ما في غربتي
زوادة، فيها رغيف يابس، ووجد
ودفتر يحمل عني بعض ما حملت
بصقت في صفحاته ما ضاق بي من حقد
من أين أبتدي؟
وكل ما قيل وما يقال بعد غد
لا ينتهي بضمة.. أو لمسة من يد
لا يرجع الغريب للديار
لا ينزل الأمطار
لا ينبت الريش على
جناح طير ضائع .. منهد
من أين أبتدي
تحيّة .. وقبلة.. وبعد ..
أقول للمذياع .. قل لها أنا بخير
أقول للعصفور
إن صادفتها يا طير
لا تنسني، وقل: بخير
أنا بخير… أنا بخير
ما زال في عيني بصر!
ما زال في السما قمر!
وثوبي العتيق، حتى الآن، ما اندثر
تمزقت أطرافه
لكنني رتقته.. ولم يزل بخير
وصرت شاباً جاور العشرين
تصوّريني .. صرت في العشرين
وصرت كالشباب يا أماه
أواجه الحياه
وأحمل العبء كما الرجال يحملون
وأشتغل
في مطعم .. وأغسل الصحون
وأصنع القهوة للزبون
وألصق البسمات فوق وجهي الحزين
ليفرح الزبون
أنا بخير
قد صرت في العشرين
وصرت كالشباب يا أماه
أدخن التبغ ، وأتكي على الجدار
أقول للحلوة: آه
كما يقول الآخرون
"يا أخوتي؛ ما أطيب البنات ،
تصوروا كم مرة هي الحياة بدونهن..
مرة هي الحياة
وقال صاحبي: "هل عندكم رغيف؟
يا إخوتي؛ ما قيمة الإنسان
إن نام كل ليلة .. جوعان؟
أنا بخير… أنا بخير
عندي رغيف أسمر
وسلة صغيرة من الخضار
سمعت في المذياع تحية المشرّدين .. للمشردين
قال الجميع: كلنا بخير
لا أحد حزين،
فكيف حال والدي؟
ألم يزل كعهده، يحب ذكر الله
والأبناء .. والتراب .. والزيتون ؟
وكيف حال إخوتي؟
هل أصبحوا موظفين؟
سمعت يوماُ والدي يقول:
سيصبحون كلهم معلمين ..
سمعته يقول:
أجوع حتى أشتري لهم كتاب
لا أحد في قريتي يفك حرفاً في خطاب
وكيف حال أختنا؟
هل كبرت .. وجاءها خطّاب ؟
وكيف حال جدّتي؟
ألم تزل كعهدها تقعد عند الباب؟
تدعو لنا بالخير .. والشباب ..والثواب!
وكيف حال بيتنا؟
والعتبة الملساء .. والوجاق .. والأبواب؟
سمعت في المذياع رسائل المشردين .. للمشردين
جميعهم بخير!
لكنني حزين ..
تكاد أن تأكلني الظنون
لم يحمل المذياع عنكم خبراً ..
ولو حزين… ولو حزين
الليل يا أمّاه ذئب جائع سفاح
يطارد الغريب أينما مضى ..
ويفتح الآفاق للأشباح
وغابة الصفصاف لم تزل تعانق الرياح
ماذا جنينا نحن يا أماه؟
حتى نموت مرتين
فمرة نموت في الحياة
ومرة نموت عند الموت!
هل تعلمين ما الذي يملأني بكاء؟
هبي مرضت ليلة .. وهد جسمي الداء!
هل يذكر المساء
مهاجراً أتى هنا.. ولم يعد إلى الوطن؟
هل يذكر المساء
معاجراُ مات بلا كفن؟
يا غابة الصفصاف! هل ستذكرين
أن الذي رموه تحت ظلك الحزين
كأي شيء ميت إنسان؟
هل تذكرين أنني إنسان
وتحفظين جثتني من سطوه الغربان؟
أماه يا أماه
لمن كتبت هذه الأوراق
أي بريد ذاهب يحملها؟
سدّت طريق البر، والبحار والآفاق ..
وأنت يا أماه ووالدي، و إخوتي، والأهل، والرفاق ..
لعلّكم أحياء
لعلّكم أموات
لعلّكم مثلي بلا عنوان
ما قيمة الإنسان
بلا وطن
بلا علم
ودونما عنوان
ما قيمة الإنسان؟!
يقول محمود درويش في شعر الولادة:
كانت أشجار التين
وأبوك..
وكوخ الطين
وعيون الفلاحين
تبكي في تشرين!
المولود صبي
ثالثهم..
والثدي شحيح
والريح ذرت أوراق التين!
حزنت قارئة الرمل
وروت لي،
همسا،
هذا الغضن حزين !
يا أمي جاوزت العشرين
فدعي الهمّ، ونامي
إن قصفت عاصفة
في تشرين..
ثالثهم..
فجذور التين
راسخة في الصخر.. وفي الطين
تعطيك غصوناً أخرى..
وغصون!
قصيدة إلى آخري وإلى آخره:
هل تَعِبْتَ من المشي
يا وَلَديي ، هل تعبتْ؟
نَعَمْ ، يا أَبي
طال ليلُكَ في الدربِ،
والقلبُ سال على أَرض لَيْلِكَ
ما زِلْتَ في خفَّة القطِّ
فاصْعَدْ إلى كتفيَّ،
سنقطع عمَّا قليلْ
غابة البُطْم والسنديان الأخيرةَ
هذا شمالُ الجليلْ
ولبنانُ من خلفنا،
والسماءُ لنا كُلٌّها من دمشقَ
إلى سور عكا الجميلْ
ثم ماذا؟
نعود إلى البيت
هل تعرف الدرب يا ابني؟
نعم، يا أَبي
شرقَ خرّوبَةِ الشارع العامِّ
دربٌ صغيرٌ يَضِيقُ بِصُبَّارِه
في البداية، ثم يسير إلى البئرِ
أَوْسَعَ أَوْسَعَ، ثم يُطِلُّ
على كَرْمِ عَمِّي "جميلْ
بائعِ التبغ والحَلَوِيَّات،
ثم يضيعُ على بَيْدَرٍ قبل
أَن يستقيمَ ويَجلِس في البيت،
في شكل بَبْغَاءَ،
هل تعرف البيتَ، يا ولدي
مثلما أَعرف الدرب أَعرفُهُ
ياسمينٌ يُطوِّقُ بوَّابةً من حديد
ودعساتُ ضوءٍ على الدرج الحجريِّ
وعبَّادُ شمسٍ يُحَدِّقُ في ما وراء المكان
ونحلٌ أليفٌ يُعِدُّ الفطور لجدِّي
على طبق الخيزران،
وفي باحة البيت بئرٌ وصفصافةٌ وحصانْ
السياج غدٌ يتصفَّحُ أَوراقنا..
وكما قرأنا قصائد محمود درويش للأم، سنجد أنها تعبر عن اشتياقه لأمه وافتقاده لها وحنينه إلى كل تفاصيل حياته معها. كما أنه يتفقد حال والده وإخوته و جدته وقريته مما يدل على شدة معاناة محمود درويش أثناء منفاه من ألم في فراق أمه وعائلته ووطنه. فللأم والأب والعائلة مكانة غالية في قلب كل إنسان يشعر بقيمة ونعمة الأم والعائلة ومدى الأمان الذي نستمده من الأم حتى لو بلغنا من الكبر عتياً نزال نحتاج لهذا الدفء الساحر والسند الشافي.