القناعة و الرضا من مكارم الأخلاق الجميلة التي وجب على الإنسان التحلي بها و الاتصاف بها ، فالقناعة كنز لا يفنى كما ورد في تراثنا ، و قد نالت القناعة حظها الاوفر من الشعر العربي الذي يحث على القناعة و الرضا . و هذه أمثلة مما ورد عن القناعة من شعر عربي .
شعر عربي جميل عن القناعة و الرضا
يصف الشاعر بدقة و حكم كبيرة القناعة بالخير الوفير و الملك العريض الذي لو امتلكه المرء لكان ملكا و سيد نفسه طول حياته فيقول في ابيات شعرية من وزن بحر البسيط :
و أكلُ كُسيرة في جنب بيتي أحبُّ إلي من اكل الرغيف
و لُبسُ عباءة و تقرَّ عيني أحبُّ إليّ من لبس الشّفوف
هي القناعة فالزمها تعش ملكا لو لم يكن منك إلا راحة البدن
و انظُر لمنملك الدنيا بأجمعها هل راح منها بغير القطن و الكفن
ابيات شعرية عن القناعة
و عن أهمية القناعة و فضلها في الاستغناء عن الناس و الامتنان لهم يقول الشاعر في قصيدته الشعرية من وزن مخلّع البسيط :
قنعتُ بالقوت من زماني و صٌنت نفسي عن الهوان
خوفا من الناس أن يقولوا فضل ُ فلان على فلان
من كنتُ عن ماله غنيا َ فلا أبالي إذا جافاني
و من رآني بعين نقِصٍ رأيته بالتـــــــــِي رآني
و من رآني بعين تِمٍّ رأيته كامل المعانـــــــــي
و عن المعنى الحقيقي للغنى فيلخصه الشاعر في القناعة بما أنعم الله عليك ، فيقول في بيتين شعريين من وزن المتقارب
إذا المرء عُوفِي في جِسمه و ملَكهُ الله قلبا قنوعا
و ألقى المطامع عن نفسه فذاك الغنيُّ و لو مات جوعا
شعر عن القناعة
و عن حسنات القناعة و فوائدها غنى النفس ، و عدم القناعة يؤدي بالنفس إلى الطغيان و السعي دوما للمزيد دون أن تصل مرادها ، يقول الشاعر في قوله على وزن بحر الكامل
النفس تجزع أن تكون فقيرة و الفقر خير من غِنى يُطغيها
و غِنى النّفوس هو الكفاف فإن أبت فجميع ما في الأرض لا يكفيها
أما عن الفرق بين الانسان القنوع و الانسان غير قنوع و الطماع فيقدم الشاعر مقارنة جملة في شعره على وزن بحر البسيط فيقول :
إن القنوع نفيس النفس راشدها و هو الغنيُّ الذي يحيا بلا نصبِ
و ذو المطامع مغرورٌ و مُفتقِرٌ و لو حوى مُلك سلطان و عِلم نبي
و في تعريف موجز للقناعة ، عرّف الشاعر القناعة بالعز الذي لا نظير له فيقول من وزن بحر الوافر :
أفادتني القناعة كل عزٍّ و هل عِزٌ أَعزُ من القنـــــاعة
و تأكيدا لمقولة ” القناعة كنز لا يفنى ” يقول الشاعر من بحر الكامل :
و لقد طلبت ُ رضا البريّة جاهدا فإذا رضاهم غايةٌُ لا تُدرك ُ
و أرى القناعة للفتى كنزا له و البرُّ أفضل ُ ما به يُتمسك ُ
المراجع :
جواهر الأدب في أدبيات و انشاء لغة العرب ، السيد أحمد الهاشمي ، ج1 ، دار الجيل ، بيروت ، 2010 .بتصرف