رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
* ما أكثر الناس الذين يعشقون القيل والقال دون ملل أو تدقيق.. لذا قال فخر الدين الرازي:
نِهايَةُ إِقدام العُقولِ عِقالُ
وأكثرُ سَعي العالمينَ ضَلالُ
ولم نَسْتَفِدْ من بَحثنا طُولَ عُمرنا
سِوَى أَنْ جَمَعنا فيهِ قيل وقالوا
* وقال الحافظ الحميدي المتوفي سنة 1907م:
لِقاءُ الناسِ ليس يُفيد شيئاً
سِوَى الهذيانِ من قيلٍ وقالِ
فأَقلل من لقاءِ النَّاسِ إلاَّ
لأَخْذِ العِلمِ أَوْ إصلاحِ حالِ
* أما أبو العتاهية فيقول في هذا الباب:
أَيَا مَنْ عَاشَ في الدنيا طويلاً
وأفنى العُمْرَ في قيلٍ وقالِ
وأَتْعَبَ نَفْسَه فيما سَيَفنى
وَجَمَّعَ من حَرامٍ أَوْ حلالِ
هَبِ الدنيا تُقادُ إليكَ عفواً
أليس مَصيرُ ذلك للزَّوَالِ
* وقال عبدالله بن طاهر قصيدة مطلعها:
مُدْمِن الإِغضاءِ مَوْصُولُ
ومُديمُ العَتْبِ مَملُولُ
وقد افتخر في هذه القصيدة بأشياء منها أن أباه هو الذي قتل الأمين.. فأجابه أبو الأصبع المسلمي بقصيدة مطلعها:
لا يَرُعْكَ القَالَ والقيلُ
كُلُّ ما بُلِّغْتَ تَجميلُ
أصيد مني للدراهم
* قال الأصمعي: كنت عند الرشيد إذ دخل عليه إبراهيم الموصلي فأنشده:
وآمِرَةٍ بالبُخْلِ قُلتُ لها اقصري
فليس إلى ما تأمُرينَ سَبيلُ
فِعالي فِعالُ المُكثرينَ تَجَمُّلاً
ومالي كما قد تَعلمينَ قَليلُ
وكيفَ أَخافُ الفَقْرَ أَوْ أُحْرَمُ الغِنى
ورأيُ أميرِ المؤمنينَ جَميلُ
* فقال الرشيد: لله أبيات تأتينا بها، ما أحسن أصولها وأبين فصولها، وأقل فضولها، يا غلام أعطه عشرين ألفاً، فقال إبراهيم الموصلي: والله لا أخذت منها درهماً.. فقال الرشيد: ولم؟
قال: لأن كلامك والله يا أمير المؤمنين خير من شعري.. فقال الرشيد: أعطوه أربعين ألفاً.. فقال الأصمعي: فعرفت أنه أَصْيَدُ لدراهم الملوك مني.. (انظر كتاب طرائف ونوادر للدكتور نايف معروف)..
وسلامتكم...
مساحة إعلانية