6 مختارات من أجمل قصائد المتنبي

قصائد المتنبي

مما لا شك فيه أن الشعر العربي لم يعرف من جمال وبلاغة القصائد ماعرفه من جمال وبلاغة في قصائد المتنبي، فالمتنبي واحد من العمالقة الكبار في الشعر العربي، وهو أضفى على الشعر بلاغة منقطعة النظير وكتب في كل مجالات الشعر، فهو كتب في المدح والهجاء وكتب في الحب والفراق وكتب في السياسية والحروب والفخر والرثاء، فلم يترك المتنبي باباً إلا وكتب عليه قصيدة لا يمكن أن يتم محوها من تاريخ الشعر العربي.

وفي المقال التالي قمنا باختيار مجموعة من أجمل قصائد الشاعر العربي أبو الطيب المتنبي وسوف تنال إعجابكم كثيراً.

مجموعة مختارة من أجمل قصائد المتنبي

قال المتنبي في الحب

أَتُراها لِكَثرَةِ العُشّاقِ

تَحسَبُ الدَمعَ خِلقَةً في المَآقي

كَيفَ تَرثي الَّتي تَرى كُلَّ جَفنٍ

راءَها غَيرَ جَفنِها غَيرَ راقي

أَنتِ مِنّا فَتَنتِ نَفسَكِ لَكِنك

عوفيتِ مِن ضَنىً وَاِشتِياقِ

من أشعار المتنبي في الحب أيضاً

وحبيب أخفَوه منّى نهاراً

فتخَفّى وزارني في اكتِئامِ

زارني في الظلام يطلب ستراً

فافتَضحنا بنورهِ في الظلامِ

وفي قصيدة أخرى قال:-

لما تقطعت الحمول تقطعت
نفسي أسى وكأنهن طلـوح

وجلا الوداع من الحبيب محاسنا
حسن العزاء وقد جلين قبيح

فيد مسلمة وطرف شاخص
وحشا يذوب ومدمع مسفوح

يجد الحمـام ولـو كوجدي لانبرى
شجر الأراك مع الحمام ينوح

حُشاشةُ نَفسٍ وَدّعتْ يوْمَ وَدّعوا
فَلَمْ أدرِ أيّ الظّاعِنَينِ أُشَيِّعُ

أشاروا بتَسْليمٍ فَجُدْنَا بأنْفُسٍ
تَسيلُ مِنَ الآماقِ وَالسَّمُّ أدْمُعُ

حَشَايَ على جَمْرٍ ذَكيٍّ مِنَ الهَوَى
وَعَيْنايَ في رَوْضٍ من الحسنِ تَرْتَعُ

وَلَوْ حُمّلَتْ صُمُّ الجِبالِ الذي بِنَا
غداةَ افترَقْنا أوْشكَتْ تَتَصَدّعُ

بمَا بينَ جَنبيّ التي خاضَ طيْفُهَا
إليّ الدّياجي وَالخَلِيّونَ هُجّعُ

أتَتْ زائِراً ما خامَرَ الطّيبُ ثَوْبَها
وكالمِسْكِ مِن أرْدانِها يَتَضَوّعُ

فما جلَسَتْ حتى انثَنَتْ توسعُ الخُطى
كَفاطِمَةٍ عن دَرّها قَبلَ تُرْضِعُ

فَشَرّدَ إعظامي لَها ما أتَى بهَا
مِنَ النّوْمِ والْتَاعَ الفُؤادُ المُفَجَّعُ

وقد قال ايضاً:-

إن التي سفكت دمي بجفونها
لمتدر أن دمي الذي تتقلدُ

قالت وقد رأت اصفراري من به
وتنهدت فأجبتها المتنهدُ

فمضت وقد صبغ الحياءُ بياضها
لوني كما صبغ اللجين العسجد

فرأيت قرن الشمس في قمر الدجى
متأوداً غصنٌ به يتأودُ

عدويةٌ بدويةٌ من دونها
سلب النفوس ونار حرب توقد

هامَ الفُؤادُ بأعرابِيّةٍ سَكَنَتْ
بَيْتاً من القلبِ لم تَمدُدْ له طُنُبَا

مَظْلُومَةُ القَدّ في تَشْبيهِهِ غُصُناً
مَظلُومَةُ الرّيقِ في تَشبيهِهِ ضَرَبَا

بَيضاءُ تُطمِعُ في ما تحتَ حُلّتِها
وعَزّ ذلكَ مَطْلُوباً إذا طُلِبَا

كأنّها الشّمسُ يُعْيي كَفَّ قابضِهِ
شُعاعُها ويَراهُ الطّرْفُ مُقْتَرِبَا

قال المتنبي في مدح سيف الدولة

عَـلَى قَـدْرِ أَهـلِ العَـزمِ تَأتِي العَزائِمُ

وتَــأتِي عَـلَى قَـدْرِ الكِـرامِ المَكـارِمُ

وتَعظُـمُ فـي عَيـنِ الصّغِـيرِ صِغارُها

وتَصغُـر فـي عَيـنِ العَظِيـمِ العَظـائِمُ

يُكـلّفُ سَـيفُ الدَولَـةِ الجَـيشَ هَمّـهُ

وقـد عَجَـزَتْ عنـهُ الجُيوشُ الخَضارِمُ

وَيَطلُبُ عندَ النّاسِ ما عندَ نفسِه

وَذلكَ ما لا تَدّعيهِ الضّرَاغِمُ

وقال أيضاً:-

لكل امرئ من دهره ما تعودا

وعادات سيف الدولة الطعن في العدا

و ن يكذب الإرجاف عنه بضده

و يمسي بما تنوي أعاديه أسعدا

ورب مريد ضره ضر نفسه

و هاد إليه الجيش أهدى و ما هدى

ومستكبر لم يعرف الله ساعة

رأى سيفه في كفه فتشهدا

هو البحر غص فيه إذا كان راكدا

على الدر و احذره إذا كان مزبدا

فإني رأيت البحر يعثر بالفتى

وهذا الذي يأتي الفتى متعمدا

تظل ملوك الأرض خاشعة له تفارقه

هلكى وتلقاه سجدا

وتحيي له المال الصوارم والقنا

و يقتل ما يحيي التبسم والجدا

ذكي تظنيه طليعة عينه يرى قلبه في يومه

ما ترى غدا

المتنبي يعاتب سيف الدولة الحمداني

واحـر قلــــباه ممــن قلبــه شبــم

ومن بجسمـي وحـالي عنده سقـم

مـــا لـي أكتم حبا قد برى جسدي

وتدعي حب سيف الدولة الأمم

إن كــــان يجمعــنا حب لغرتــه

فليت أنا بقدر الحــــب نقتســـم

قد زرته و سيوف الهند مغمـــدة

وقد نظرت إليه و السيـوف دم

فكان أحسن خلــــق الله كلهـــم

وكـان أحسن مافي الأحسن الشيم

فوت العــدو الذي يممـــته ظفر

في طــيه أسف في طـــيه نعــــم

قد ناب عنك الخوف واصطنعت

لك المهابــــــة مالا تصنع البهم

ألزمت نفسك شيــــئا ليس يلزمها

أن لا يواريـهم بحر و لا علم

أكلــما رمت جــيشا فانثنى هربا

من كلمات المتنبي في مدح كافور

إنما التهنئاتُ للأكفاءِ

ولمن يدَّني منَ البُعداءِ

وأنا منك لا يُهَنِّي عضوٌ

بالمسراتِ سائرَ الأعضاءِ

مستقِلٌّ لك الدِّيارَ ولو كان

نجوماً آجُرُّ هذا البناءِ

وقال أيضا:-

ترعرعَ المَلِكُ الأستاذُ مُكتهِلاً

قبل اكتِهالٍ أديباً قبلَ تأديبِ

مُجرَّباً فَهَماً مِنْ قَبْلِ تَجرِبَةٍ

مُهذَّباً كرَماً مِنْ غيرِ تهذيبِ

حتى أصابَ منَ الدنيا نهايتها

وهمُّهُ في ابتداءاتٍ وتشبيبِ

يُدَبِّرُ المُلْكَ من مصرٍ إلى عدَنٍ

إلى العراقِ فأرضِ الرُّومِ فالنُّوبِ

 وكذلك قال:-

وما طرَبي لمَّا رأيتُكَ بِدعةً

لقد كُنتُ أرجو أنْ أراكَ فأطربُ

وتعذلُني فيكَ القوافي وهِمَّتي

كأني بمدحٍ قبل مدحِكَ مُذنِبُ

ولكنَّهُ طالَ الطَّريقُ ولم أزَلْ

أُفَتَّشُ عن هذا الكلامِ ويُنهَبُ

وأيضاً:-

لياليَ عندَ البيضِ فَوْدَايَ فِتنَةٌ

وفخرٌ، وذاكَ الفخرُ عنديَ عابُ

فكيف أَذُمُّ اليومَ ما كُنتُ أشتهي

وأدعو بما أشكوه حِينَ أُجابُ

جلا اللونُ عن لونٍ هدَى كلَّ مسلَكٍ

كما انجابَ عن ضوءِ النَّهارِ ضبابُ

من أجمل قصائد المتنبي

عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ بمَا مَضَى أمْ بأمْرٍ فيكَ تجْديدُ أمّا

الأحِبّةُ فالبَيْداءُ دونَهُمُ فَلَيتَ دونَكَ بِيداً دونَهَا بِيدُ

لَوْلا العُلى لم تجُبْ بي ما أجوبُ بهَا وَجْنَاءُ حَرْفٌ وَلا جَرْداءُ قَيْدودُ

وَكَانَ أطيَبَ مِنْ سَيفي مُعانَقَةً أشْبَاهُ رَوْنَقِهِ الغِيدُ الأمَاليدُ

لم يَترُكِ الدّهْرُ مِنْ قَلبي وَلا كبدي شَيْئاً تُتَيّمُهُ عَينٌ وَلا جِيدُ

يا سَاقِيَيَّ أخَمْرٌ في كُؤوسكُما أمْ في كُؤوسِكُمَا هَمٌّ وَتَسهيدُ؟

أصَخْرَةٌ أنَا، ما لي لا تُحَرّكُني هَذِي المُدامُ وَلا هَذي الأغَارِيدُ

إذا أرَدْتُ كُمَيْتَ اللّوْنِ صَافِيَةً وَجَدْتُهَا وَحَبيبُ النّفسِ مَفقُودُ

ماذا لَقيتُ منَ الدّنْيَا وَأعْجَبُهُ أني بمَا أنَا شاكٍ مِنْهُ مَحْسُودُ

أمْسَيْتُ أرْوَحَ مُثْرٍ خَازِناً وَيَداً أنَا الغَنيّ وَأمْوَالي المَوَاعِيدُ

إنّي نَزَلْتُ بكَذّابِينَ، ضَيْفُهُمُ عَنِ القِرَى وَعَنِ الترْحالِ محْدُودُ

جودُ الرّجالِ من الأيدي وَجُودُهُمُ منَ اللّسانِ، فَلا كانوا وَلا الجُودُ

ما يَقبضُ المَوْتُ نَفساً من نفوسِهِمُ إلاّ وَفي يَدِهِ مِنْ نَتْنِهَا عُودُ

أكُلّمَا اغتَالَ عَبدُ السّوْءِ سَيّدَهُ أوْ خَانَهُ فَلَهُ في مصرَ تَمْهِيدُ

صَارَ الخَصِيّ إمَامَ الآبِقِينَ بِهَا فالحُرّ مُسْتَعْبَدٌ وَالعَبْدُ مَعْبُودُ

نَامَتْ نَوَاطِيرُ مِصرٍ عَنْ ثَعَالِبِها فَقَدْ بَشِمْنَ وَما تَفنى العَنَاقيدُ

العَبْدُ لَيْسَ لِحُرٍّ صَالِحٍ بأخٍ لَوْ أنّهُ في ثِيَابِ الحُرّ مَوْلُودُ

لا تَشْتَرِ العَبْدَ إلاّ وَالعَصَا مَعَهُ إنّ العَبيدَ لأنْجَاسٌ مَنَاكِيدُ

ما كُنتُ أحْسَبُني أحْيَا إلى زَمَنٍ يُسِيءُ بي فيهِ عَبْدٌ وَهْوَ مَحْمُودُ

ولا تَوَهّمْتُ أنّ النّاسَ قَدْ فُقِدوا وَأنّ مِثْلَ أبي البَيْضاءِ مَوْجودُ

وَأنّ ذا الأسْوَدَ المَثْقُوبَ مَشْفَرُهُ تُطيعُهُ ذي العَضَاريطُ الرّعاديد

جَوْعانُ يأكُلُ مِنْ زادي وَيُمسِكني لكَيْ يُقالَ عَظيمُ القَدرِ مَقْصُودُ

وَيْلُمِّهَا خُطّةً وَيْلُمِّ قَابِلِهَا لِمِثْلِها خُلِقَ المَهْرِيّةُ القُودُ

وَعِنْدَها لَذّ طَعْمَ المَوْتِ شَارِبُهُ إنّ المَنِيّةَ عِنْدَ الذّلّ قِنْديدُ

مَنْ عَلّمَ الأسْوَدَ المَخصِيّ مكرُمَةً أقَوْمُهُ البِيضُ

أمْ آبَاؤهُ الصِّيدُ أمْ أُذْنُهُ في يَدِ النّخّاسِ دامِيَةً أمْ قَدْرُهُ وَهْوَ بالفِلْسَينِ مَرْدودُ

أوْلى اللّئَامِ كُوَيْفِيرٌ بمَعْذِرَةٍ في كلّ لُؤمٍ، وَبَعضُ العُذرِ تَفنيدُ

وَذاكَ أنّ الفُحُولَ البِيضَ عاجِزَةٌ عنِ الجَميلِ فكَيفَ الخِصْيةُ السّودُ؟

من كلمات المتنبي في الهجاء

قِفَا تَرَيَا وَدْقي فهاتَا المخايِلُ، ولا تَخشَيا خُلفاً لِما أنا قائِلُ

رَماني خِساسُ النَّاسِ مِن صَائبِ استِهِ، وآخَرَ قُطنٌ من يَديهِ الجَنَادِلُ

ومِن جَاهلٍ بي وهوَ يَجهَلُ جَهلَهُ ويَجهَلُ عِلمي أنَّهُ بي جاهِلُ

ويَجهَلُ أنِّي مالكَ الأرْضِ مُعسِرٌ وأنّي على ظَهرِ السِّماكَينِ رَاجِلُ

تُحَقِّرُ عِندي هِمَّتي كُلَّ مطلَبٍ، ويَقصُرُ في عَيني المَدى المُتَطاوِلُ

وما زِلتُ طَوْداً لا تَزُولُ مَنَاكبي إلى أنْ بَدَتْ للضّيْمِ فيَّ زَلازِلُ

فقَلْقَلتُ بالهَمِّ الذي قَلْقَلَ الحَشَا قَلاقِلَ عِيسٍ كُلُّهنَّ قَلاقِلُ

إذا اللّيْلُ وارَانَا أرَتْنا خِفافُها بقَدحِ الحَصَى ما لا تُرينا المَشاعِلُ

كأنِّي مِنَ الوَجْناءِ في ظَهرِ مَوجَةٍ رَمَتْ بي بحاراً ما لَهُنَّ سَواحِلُ

يُخَيَّلُ لي أنَّ البِلادَ مَسَامِعي وأنّيَ فيها ما تَقُولُ العَواذِلُ

وَمَنْ يَبغِ ما أبْغي مِنَ المَجْدِ والعُلى تَسَاوَ المَحايي عِنْدَهُ وَالمَقاتِلُ

ألا لَيسَتِ الحاجاتُ إلَّا نُفُوسَكمْ ولَيسَ لَنا إلاّ السّيوفَ وَسائِلُ

فَمَا وَرَدَتْ رُوحَ امرءٍ رُوحُهُ له، ولا صَدَرَتْ عن باخِلٍ وهوَ باخِلُ.

غَثَاثَةُ عَيشي أنْ تَغَثّ كَرامَتي وَلَيسَ بغَثٍّ أنْ تَغَثّ المَآكلُ

وقال في الهجاء أيضاً:-

فاغْفِرْ فِدىً لكَ واحبُني مِنْ بَعدها لِتَخُصَّني بِعطِيِّةٍ مِنْها أنَا

وانْهَ المُشيرَ عَليكَ فيَّ بضِلَّةٍ فالحُرُّ مُمْتَحَنٌ بأولادِ الزِّنَى

وإذا الفَتى طَرحَ الكَلامَ مُعَرِّضاً في مجْلِسٍ أخذَ الكَلامَ اللَّذْ عَنى

ومَكايِدُ السُّفَهاءِ واقِعَةٌ بهِمْ وعداوَةُ الشُّعَراءِ بِئسَ المُقْتَنى

لُعِنَتْ مُقارنةُ اللَّئيمِ فإنَّهَا ضَيْفٌ يَجرُّ مِنَ النَّدامةِ ضَيفَنا

غَضَبُ الحَسُودِ إذا لَقيتُكَ راضِياً رزءٌ أخَفُّ عليَّ مِن أنْ يُوزَنَا

بواسطة: Yassmin Yassin

مقالات ذات صلة

اضف تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أراء الجمهور (2)

اجمل قصائد المتنبي وتعجبني جدا لانى فيها تفاصيل شيقة
بواسطة اميرة محمد | الرد

ويبقى المتني نابغة زمانه وعصره كتب المديح بفخر و الهجاء بشجاعة و الرثاء بحزن بأجمل تعبير وارث عبارات و أفخم الكلمات
بواسطة سارة سارة | الرد