وقت محنة خلق القرآن في عهد الخليفة المأمون جلس الإمام أحمد بن حنبل في سجنه مع بعض اللصوص والمجرمين ومن بينهم لص مشهور ومعروف. اسمه أبو الهيثم، وكان يحب الإمام أحمد بن حنبل وتعاطف معه في محنته، وكثيرًا ما كان يهرب إليه الطعام من خارج السجن. انحنى عليه وهمس في أذنه وقالوا له إنهم يعذبونك حتى تقول ما يريدون، لكن لعلمك الإمام كثيرا ما يعذبونني لأعترف بما سرقته ولكني كنت رجلا ولم أعترف أبدا.
فقال هل أتحمل الضرب بصبر وأفعل هذا وأنا مخطئ؟ فكيف أنت يا مولانا في الحق أن تكون ضعيفًا، حتى لا يكون رجال الحق أقل تسامحًا من رجال الباطل، واستمر الإمام ابن حنبل في المقاومة وطالما تذكر كلام ابن الهيثم، وبقي. لسنوات على الجلجثة كجبل، كانت أمة بلا شعب.
وانهزمت الدولة كلها أمام رجل واحد، ثم هدأ القتال، توقف نزيف الدماء، وأفرج عن الإمام أحمد، وخرج ومكث في المنزل فترة ليعالج من الإصابات التي لحقت به، ثم تذكر. صاحبه في السجن فسأل عنه فقالوا له إنه مات فذهب لزيارته عند قبره واتصل به.
ثم رآه وهو نائم، ورآه في الجنة، فسأله ما الذي أتى بك إلى الجنة، فأجابه وقال الله سامحني بعد أن نصحتك بالاحتمال والصبر على البلاء والمعاناة. للدفاع عن كلمة الحق.