ارحموا عزيز قوم ذل،وهي من أكثر الشائعات انتشارا بين الناس وتكررت كثيرا منذ القدم، فالبعض يعتبرها مقولة شعبية، والبعض الآخر يعتبرها من الأبيات الشعرية التي نالت شهرة كبيرة.
- “ارحم شعبًا محبوبًا ومذل” قول شهير للرفيقة سفانة بنت حاتم الطائي.
- وذلك بعد أن أرسل الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم جيشًا إلى قبيلة الطي، وكان الجيش بقيادة علي بن أبي طالب.
- ولما تفاجأ شيخ القبيلة عدي بن حاتم الطائي بجيش رسول الله لم يكن يعلم ماذا سيفعل.
- لم يكن مستعدًا تمامًا لمواجهة هذا الجيش، فهرب إلى الشام.
- وهكذا حدثت معركة حقيقية رغم أنه كان أشد الناس عداء لرسول الله، إلا أنه هرب منه ولم يقاتل جيشه.
- فأخذ جيش المسلمين غنائم القبيلة وخيولها وخطف منها بعض الناس ومن بينهم ابنة زعيم العشيرة.
- سفانة الطائي واسمها إجابة لسؤال من قال “ارحم أحباء الذل”.
- فالذي نزل إلى رسول الله ووقف أمامه فقال يا رسول الله المس خلاصي، لأن الأب هرب وهلك.
- على الرغم من أنه كان سيد شعبه، وأطعم الفقراء، ورحم الضعيف، وساعد المظلوم، إلا أنه لم يواجه شخصًا شرعيًا.
- تعاطف مع الشباب وأطعم رجال القبائل والغرباء، ولم يسمع أن هناك من في خطر لم يريحه.
- أحب أن ينشر السلام بين الناس ولم يأت إليه أحد بقلب مكسور لأني ابنة حاتم الطائي.
- ومثلما لا نذل أحداً، نرحم قومًا محبوبًا ومذلًا، هكذا قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما رويت عن والدك ما هو إلا أخلاق المسلمين.
- ولما يدعونا الإسلام، ولولا كفره، لما بقي على هذه الحال، بل كان سيزيد من مجده ورفعه.
- وأمرت الصحابة بتركها وإطلاق سراحها تكريما لصفات أبيها النبيلة التي كانت تشبه إلى حد بعيد صفات المسلم.
ما هي صحة الحديث؟ ارحموا هذا الشعب الأعزاء

- كثير من الناس يجيبون على سؤال يقول “ارحموا أهل الذل الأعزاء”. وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم.
- وينسبون إليه حديثًا “ارحموا ثلاثة أشخاص الشرفاء الذين أذلوا، والأغنياء الذين أصبحوا فقراء، والمعلمون من الجهلة”.
- وهذا الحديث معروف بأحاديث الفضيل بن عياض، وقال الراوي مرعي الكرومي.
- لكن اختلف العلماء في صحتها، ولم يثبت صحتها قطعاً، فاتفق العلماء.
- ومع ذلك لا يجوز إخبار الناس والنصح به كأحد الأحاديث التي قالها الرسول ؛ لأنه ليس كذلك.
- وفي القصة عن هذا القول فإن من قال هذا الأمل هو الرفيقة صفانة بنت حاتم الطائي.
- وكان ذلك أثناء أسرها على أيدي المسلمين أثناء فتح قبيلتها، ومع أنها كانت معروفة بكل أخلاقها النبيلة.
- إلا أنه كره الرسول أكثر ولم يؤمن به، لكنه لم يكن قادرًا على محاربته أيضًا.
- هرب قبل أن يلتقي به أو يلتقي بالمسلمين، وعندما توسلت بنت الطيري إلى رسول الله.
- تركها ليعود إلى أهله ويخبر أخيه بما حدث له وعن مغفرته مما جعلها فيما بعد تدخل الإسلام وتحسن إسلامها.
قصيدة يرحم احباب الذل

- بينما يعتقد الكثيرون أن هذا القول حديث نبوي، يعتقد البعض الآخر أنه قصيدة شعرية.
- جاء من عربي، لكن هذا ليس صحيحًا أيضًا، لأن هذه العبارة ليست قصيدة.
- بل هي قصة، وربما هذه القصة، نتعرف فيها على من قال “ارحم أهل هذه البلدة الأعزاء”.
- الرحمة شعور دافئ في قلب الإنسان يجعلنا نعامل جميع البشر بلطف وحنان ولطف.
- والرحمة من صفات الله، لأنه الرحمن الرحيم بعباده بعد عذاب شديد.
- وليس هناك من يشترك مع الله تعالى في رحمته الشاملة.
- وقد كرم الله بعض الناس بوجود هذه الصفة في قلوبهم حتى يعيش الناس بسلام وأمان.
- بل أمرنا بأن تكون كل أعمالنا رحمة، لأن الرحيمين رحمهم الله يجب أن يتبعهم جميع البشر.
- من بينهم وحتى مع الحيوانات الضعيفة، دخلت امرأة الجحيم لأنها عذبت قطة، لكن رجل دخل الجنة لأنها رحمت كلبًا.
- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم نموذجًا للرحمة يجب على كل إنسان أن يطلبها ويتعامل معها من حوله.
- وهذا ما أوضحه من قال “ارحموا أحباء الذل، وأنا ابنة من كرم الناس”.
- لم يقسووا عليهم ورحموا الفقراء فرجعوا إليهم لتحرير أسرىهم.
- كما رحم رسول الله الأبناء لما اقترب منه عربي فرآه يقبل أحفاده الحسن والحسين.
- قال يا رسول الله تقبل أولادك، لأن لي عشرة أولاد لم أقبل منهم أحداً. فأجابه النبي بأن الرحمة كانت ممزقة من قلبه.
- ولما كان يؤم المسلمين في الصلاة والسجود مدة طويلة، وسمع صراخ طفل، كان يقوم به حتى لا يصعّب عليه وعلى أمه.
- ليبين لنا أسمى مشاعر الرحمة الصادقة.