فلسفة الحياة والموت لطرفة بن العبد

الموت والحياة من أكثر الموضوعات إثارة التي تناولها كثير من الناس في العديد من الأعمار. يمثل الموت قيمة أساسية في الحياة بالرغم من كونها الحياة الحقيقية وبدون مبالغة. الموت هو الحقيقة التي لا ينكرها أحد. الموت ركن من أركان البناء البشري والحضارة الإنسانية، وسنة من قوانين الحياة على الأرض، والموت والحياة ذات الآراء المختلفة عنها، هي أرض خصبة للشعراء لتنظيم قصائدهم لعرض آرائهم عنها.

طرفة بن العبد

أشهر وأعظم شعراء ما قبل الإسلام من البحرين، اسمه الكامل طرفة بن العبد بن سفيان بن سعد أبو عمرو. اعتنى به أعمامه، لكنهم أساءوا إليه وعلى أمه وأكلوا حقوقه.

ولما اشتدت عودته وفتح عينيه على الحياة، بدأ طرفة بن العبد يفعل ما يشاء دون قيود، فبدأ في القيام بكل ملذات الحياة، والسفر إلى أي مكان يريده، وسافر حتى وصل إلى العرب. ثم عاد شبه الجزيرة إلى قومه لرعاية الإبل، ومن عناده وتهوره كتب طرفة شعر يسخر فيها الملك، فأرسل الملك المكعب لقتله، وبالفعل مات طرفة بن العبد في سنه. الثلاثين، تاركًا وراءه فلسفته عن الحياة والموت في تعليقه الشهير الذي كتبه عن الموت والحياة.

شنق طرفة بن العبد

لم يترك طرفة وراءه الكثير من القصائد والمقتنيات، وذلك لقصر عمره، حيث توفي عن عمر يناهز الثلاثين عامًا، وخلف وراءه مجموعة شعرية تحتوي على 657 بيتًا شعرية، وكان أهم شيء فيها. المجموعة المتميزة.

كانت هناك فلسفة خاصة لطرفة بن العبد حول الموت والحياة، والتي عبر عنها في تعليقه وفي جميع أشعاره، دعا فيها إلى الحصول على كل ملذات الحياة الجسدية والنفسية قبل فوات الأوان ويمكن للمرء يتمتع المرء بحياته قدر الإمكان، معتقدًا أن المرء يعيش مرة واحدة فقط. يجب أن يعيشها، كما يقولون، في الطول والعرض.

هذه الفلسفة ليست بعيدة عن الحياة ولا عن الحياة في العصر الجاهلي، وموت طرفة بن العبد كان مصدر قلق وغموض، لأن الموت بالنسبة له كان بالفعل أمرًا غامضًا لم يُعرف عنه شيء، وكان هذا الأمر. والسبب في جعله يتابع هذه الفلسفة في أسلوب الحياة، وهو ما انعكس في تعليقه الذي يعبر عن فلسفته في الحياة والموت، والذي يعد من أطول المعلقات، حيث بلغ 106 آيات نظمت على البحر الطويل.

فلسفة طرفة بن العبد في الحياة والموت

جاءت فلسفة طرفة بن العبد من عدم إيمانه بالآخرة أو القيامة بعد الموت، وهذا يرجع إلى حياته في العصر الجاهلي الذي لم تنتشر فيه فكرة القيامة بعد الموت. وكذلك بسبب طفولته، وتربيته السيئة، والمعاناة التي عانى منها في طفولته، والظلم الذي تعرض له، واتبع عقيدة وجهة نظر فلسفية هي أن الموت أمر حتمي لا مفر منه، لا أحد منه. مستبعد، لا شيخًا ولا شابًا، كريمًا أو بخيلًا، لا غنيًا ولا فقيرًا.

أما قيمتها الفلسفية، فهي فلسفة حية لا تخلو من السمو، ولها العديد من التناقضات الدائمة بين اللجوء إلى الملذات والرغبات مع الحفاظ على الأخلاق والقيم العليا.

Scroll to Top