بدأت الكويت كغيرها من المدن والقرى بأفراد أو مجموعات قليلة أتوا إليها بالإكراه وليس الاختيار من مختلف أنحاء شبه الجزيرة العربية نتيجة الظروف السيئة التي أحاطت بهم وأبرمت عقدهم في داخلهم وبينهم. العشائر، وكان مصيرهم البقاء بينهم. لقد رحلوا من أجل حياة فخر وكرامة واستقرار، فكانت الكويت نهاية الرحلة ومقصدها. من هذه المجموعات الصغيرة المتنافرة ذات الشخصية والأساليب المتباينة، شكلوا مواطنين يشعرون بشعور واحد موحد بكلمة واحدة، وهي الوطن، ومع تباين ميولهم الطائفية والفتنة القبلية، وافقوا على قبول كل إملاءات حياتهم الحضارية الحديثة.، حياة تذوب فيها الحياة البدوية الجافة بسرعة وتذبل. وكلما زاد عددهم وزاد عهدهم، زاد التفاعل الاجتماعي والاقتصادي بينهم، وشعروا بالتقارب والانسجام الذي لم يؤتمن عليهم. إذا كانوا في هذا الوضع الجديد، فلا بد أن يسود الهدوء بينهم في ظل حكومة تحفظ كرامتهم، وتحافظ على حقوقهم، وتمنع التعديات والاعتداءات عليهم. فاختاروا بينهم أشد الحماسة، والأقوى، والأقوى منهم، والراعي للإنسان والحي. لم يكن هناك إلا الأمير صباح بن جابر العتابي أول أمير لهذه البلدة. وما كان ليختار من قبلهم لولا ما رأوه فيه من الصفات التي يجب أن يتسم بها الحاكم. قرر الأمير الجديد ترسيخ سلطته، وتقوية مركزه، وجعله مكانة في نفوس المواطنين وغيرهم، فاختار للجلسة أقرب الناس إلى الحقيقة والأقوى فيها. لكن يصعب على هذا الجهاز الحكومي الصغير أن يقتل حياة الطبيعي وتتبعه الأحكام ويعتمد عليه الناس ما لم تأخذ الشريعة الإسلامية دورها الكامل في حمل أعبائها حتى يكون هذا الجهاز سليمًا في اتجاه بعيد. من الأغراض الشخصية. كان أن الاختيار تم على القاضي الأول من الكويت. (الحاتم، 1962