درب زبيدة .. طريق الحج الكوفي

درب يدة طريق كان يستخدم قديماً في التجارة والحج، ويبدأ من الكوفة حتى ينتهي بمكة المكرمة ويمر شمال المملكة في محافظة رفحاء. زوجة الخليفة العباسي هارون الرشيد التي ساهمت في إعداده، ولذلك خُلد اسمها عليه.

أهمية الطريق .. بعد انتشار الإسلام في الشرق أصبح هذا الطريق ذا أهمية كبيرة حيث استخدمه الحجاج القادمون من بغداد في العراق للوصول إلى مكة في الأرض المقدسة. اهتم الأمراء العباسيون الأوائل بهذا الطريق، حيث شيدت المشاعل على جوانب الطريق لإضاءةها، وقاموا ببناء الطريق حيث حفروا برك المياه لتزويدها بالحجاج، وأيضاً على الطريق يوجد أكثر من عشرين. – سبع نقاط يمكنهم الاستراحة فيها، ولأنها الطريق الواصل بين بغداد ومكة المكرمة، فقد تم استخدامها في التجارة بين مكة وبغداد، لذلك قاموا بتوسيعها لاستيعاب الكرفانات الضخمة كما تم التخطيط لها بشرح طريقة هندسية بارعة. لما ورد في بعض كتب التاريخ.

معوقات تواجه رواد هذا الطريق … ورغم الجهود التي بذلها الخلفاء العباسيون لتهيئة هذا الطريق إلا أنه كانت هناك معوقات كثيرة، حيث تعرض الحجاج والمسافرون للسطو والنهب والقتل من قطاع الطرق، حتى ذكر أحد المؤرخين ذلك في سنة العطش عاد الحجاج في منتصف الرحلة بعد وصولهم إلى رفحاء بسبب نقص المياه.

الأمن … في الماضي لم يكن الأمن متوفرا، فكانت هناك حوادث سرقة كثيرة، كما كان العطش من أهم المعوقات. لذلك كلف الخليفة المقتدر خمسة آلاف فارس من قبيلة بني أسد بتأمين الطريق ومساعدة الحجاج، ولكن لعدم وجود بناء على الطريق كاد بعضهم أن يموت جوعا كما كان العطش من بين هؤلاء. وأهم المشقات التي واجهها الحجاج، فلم يكن هذا الطريق مؤمناً عجوزاً، فكان السفر عبره محفوفاً بالمخاطر ومربكاً. سيطرت المملكة على جميع مناطقها، وانتشرت وسائل النقل المختلفة، وواصل خدام الحرمين الشريفين الذين جاءوا من بعده ما بدأه الملك عبد العزيز حتى توفرت كل الإمكانيات للحجاج من مواصلات داخل وخارج المملكة. الحرم الجامعي، وتنظيم مراسم الحج للحفاظ على سلامة وأمن الحجاج قدر الإمكان.

الطرق تتفرع من الطريق .. عدة طرق أخرى تتفرع من طريق يدة، وأهمها الطريق الذي يربط المعدن بين نقارة والمدينة. كما أن لديها عدة محطات أهمها نقارة، الأصيلة، باتن النخل، الصقرة، المدينة المنورة. وصل طريق اليدة إلى ازدهاره في العصر العباسي الأول، ولكن بعد انتهاء حكم الخلفاء الأقوياء لم يعد الطريق مؤمناً وعرضة لهجمات القبائل المجاورة. لم يعد يستخدم للحج إلا عندما توفرت الحماية فقط وبعد سقوط بغداد بأيدي المغول توقف الطريق نهائيا ودمرت معظم محطاته بسبب التخريب من حوله.

ترميم برك درب يدة .. كان ذلك في عهد الملك فيصل رحمه الله عندما قامت وزارة الزراعة والمياه بترميم البرك على مسار درب يدة للحفاظ عليها من العوامل الزمنية والطبيعية. لفائدة سكان البادية واعتبارها أيضًا بركًا أثرية تشهد على الطريق القديم والمشقة والمشقة التي كان يقوم بها الحجاج. التماس دواء الاستغفار من الله، ليس ذلك فحسب، بل اتبعت وزارة الزراعة خطى السيدة يدة بإنشاء برك جديدة على الطريق، ولكن بالوسائل الحديثة.

في الختام .. يجب الحفاظ على الآثار الإسلامية القديمة، من أجل إعادة إحياء طريق مثل درب يدة وإعادة معالمه. إنه أول طريق يستخدمه حجاج بغداد للوصول إلى مكة. ويمكن اعتباره بعد ترميمه مزاراً سياحياً حتى يعرف المسلمون اليوم المشقة التي تعرض لها أجدادنا في الوصول إليها. إلى مكة للحج، وبالفعل اتخذ المسؤولون بعض الخطوات وألزموا وزارة الزراعة بترميم البرك وحفر حفر أخرى لتحل محل تلك التي تلاشت، ولكن لا يزال هناك ما يمكن توفيره من رعاية آثار هذا طريق.

Scroll to Top